سعى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لكشف السياسات الخارجية المستقبلية التي ستسير عليها إدارته، وتنسف العديد من سياسات سلفه دونالد ترامب. وتتمحور سياسات بايدن المستقبلية حول دور الولاياتالمتحدة كمدافع بارز عن القيم الديمقراطية، وإعادة الروابط مع الحلفاء في أوروبا وحلف شمال الأطلسي، والتصدي لأنشطة إيران في الشرق الأوسط، ومحاربة الجماعات الإرهابية وبخاصة داعش. وأكد بايدن أن الديمقراطية تواجه تهديدات في أماكن عدة بينها الولاياتالمتحدة وأوروبا، مشيرا إلى أن المعركة مع الاستبداد باتت في "مرحلة حاسمة". وأضاف أمام "مؤتمر ميونخ للأمن"، خلال مشاركته "افتراضيا" عن بعد: "في أماكن عدة، منها أوروبا والولاياتالمتحدة، يتعرّض التقدّم الديمقراطي لهجمات، سيدرس المؤرخون هذه اللحظة وسيكتبون عنها، إنها مرحلة حاسمة، وأؤمن بكل جوارحي بأن على الديموقراطية أن تسود". وشدد على عودة الولاياتالمتحدة إلى التحالفات، بخلاف نهج سلفه دونالد ترامب الصدامي. وقال بايدن: "صمدت شراكاتنا ونمت عبر السنوات لأنها متأصلة في ثراء قيمنا الديمقراطية المشتركة، ليست خاضعة للمساومة ولا استغلالية"، في إشارة واضحة إلى تمسّك ترامب بالتعامل مع حلفاء بلاده كخصوم اقتصاديين. وأضاف: يجب أن نحافظ على الشراكة مع أوروبا، العلاقات بين الولاياتالمتحدة وأوروبا ضرورية جدًا لمواجهة التحديات العالمية. وجدد الرئيس الأمريكي التزام بلاده بالشراكة مع حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مشيرا إلى أن الهجوم على أي دولة شريكة في حلف شمال الأطلسي هجوم علينا مباشرة. كما شدد على التزام بلاده بألا تتحول أفغانستان مجددًا إلى قاعدة تهدد حلفائنا في العالم، وعدم السماح لتنظيم داعش الإرهابي باستئناف مجددًا. كما أكد بايدن ضرورة التصدي لأنشطة لإيران المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط. وقال بايدن إن إدارته "مستعدة لإعادة الانخراط في المفاوضات" مع مجلس الأمن الدولي بشأن برنامج طهران النووي. وأضاف "علينا أن نتعامل مع أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في أنحاء الشرق الأوسط، وسنعمل مع شركائنا الأوروبيين وغيرهم بينما نمضي قدما". وفي وقت سابق الجمعة، انطلقت أعمال مؤتمر ميونخ للأمن، في دورة استثنائية تدور مناقشاتها عبر الإنترنت دون جلسات سرية أو مظاهرات. ويشارك في الدورة الاستثنائية الرئيس الأمريكي جو بايدن، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، وغيرهم.