تقوم مانوش أمبايي بتجميع أجزاء بعناية لبناء الجزء العلوي لمدخنة, وقالت وهي تصف مفتخرة مزايا الأفران التي تبنيها في ورشتها الصغيرة "هذه الأفران تستخدم كمية خشب أقل من الأفران العادية." وأضافت وهي تربت بحنان على رأس طفلها البالغ من العمر عامين والذي أمسك بثيابه:ا "ولأنك لا تطبخ في العراء فإنه أيضا أكثر أمنا بالنسبة للأطفال". ولأنها رزقت بأول مولود لها وهي في سن السادسة عشر لم تتمكن أمبايي الذهاب إلى المدرسة إلا لسنوات قليلة, ولكن ابنة المزارع تعرف حقوقها الأساسية ولها رغبة في العمل الجاد وأيضا الإرادة في كسب عيشها. وأصبح مشروعها الصغير ممكنا من خلال ائتمان متناهي الصغر بقيمة ألف بير (حوالي 46 يورو أو 69 دولارا) والتي تلقته منذ خمس سنوات, واستخدمته في فتح حانة في كوخ صغير. وقرب الحانة من محطة للحافلات على الطريق الرئيسي الذي يربط البلدة بالقرى المحيطة حقق ربحا للأم الشابة. وتشرح وهي تشعر بالفخر: "بعد عام واحد سددت القرض وأخذت قرضا جديدا بمبلغ 2000 بير". في ذلك الوقت ظهرت إبتكارات تكنولوجية جديدة شقت طريقها إلى المنازل في ريما: فقد ضمت مؤسسة للطاقة الشمسية إمكانياتها مع مؤسسة إنسانية تقوم بتنفيذ عدد من مشروعات التنمية في المنطقة, واختارت البلدة لاستضافة مشروعا رائدا يشمل الطاقة الشمسية. وغيرت الألواح الشمسية التي تنتصب على أسطح أكثر من ألف منزل بشكل أساسي حياة الناس في البلدة, فالأطفال لم يعودوا يؤدون واجباتهم المنزلية على ضوء لمبات الكيروسين الخافتة, وأصبح لدى أمبايا الكثير من الزبائن في الحانة منذ قيامها بوضع تليفزيون ومسجل فيديو للتسلية. ووفر القرض الجديد للمشروع إمكانية اقتصادية ثانية ليقف على قدميه, واستخدمته في بدء إنتاج أفران موفرة لاستخدام الخشب, وهي تقوم بتكديس أجزاء الفرن بعناية في ورشتها وقالت إنها تحقق ربحا من 4 إلى 5 بير في كل فرن. وهي تقوم بإنتاج 200 وحدة سنويا. وقالت: " بفضل اللمبات التي تعمل بالطاقة الشمسية إننا نستطيع أن نقوم أيضا بالعمل ليلا", وتشتري المؤسسة الإنسانية الأفران لتوزيعها في القرى المجاورة لتحصل بذلك علي مشترى ثابت لإنتاجها. وترغب أمبايا في زيادة الإنتاج, كما إنها تخطط أيضا لتطوير حانتها في أقرب وقت ممكن لأنها حققت ربحا من القرض متناهي الصغر الحالي. وقالت: "أرغب في تقديم المزيد من الأكل بدلا من دهن الخبز بالصلصة", وهي لديها عامل واحد في الحانة وتساعدها أيضا ابنتها البالغة من العمر13 عاما.إلا أن أمبايا تؤكد أنها أولا تقوم بعمل واجباتها المنزلية. وهي تريد أن يتمتع أطفالها بفرص أفضل من خلال التعليم الذي لم تتلقاه لا هي ولا زوجها. ويعد عملها أيضا استثمارا في مستقبل أطفالها, وهذا مهم لأن زوجها يؤجر الحقل الذي يزرعه ومن ثم ليس هناك أرضا يرثها الأطفال.