جهود مكثفة لكسر جمود مفاوضات حركتي نور والحلو مع الحكومة السودانية.. وترجيحات باستئناف المشاورات مع رئيس الحركة الشعبية كشف مصدر سودانى مطلع ل«الشروق» عن زيارة مرتقبة لرئيس حركة / جيش تحرير السودان، عبدالواحد محمد نور، إلى عاصمة دولة جنوب السودان جوبا، مطلع الأسبوع المقبل، قادما من العاصمة الأوغندية كمبالا، وذلك تمهيدا للانخراط فى مفاوضات مع الحكومة الانتقالية السودانية. وفى نهاية عام 2019، انطلقت بالعاصمة جوبا مفاوضات رسمية مباشرة بين قادة الحركات المسلحة السودانية المنضوية تحت كيان «الجبهة الثورية» مع الحكومة الانتقالية، وذلك برعاية حكومية من دولة جنوب السودان، وامتدت تلك المفاوضات على مدار عام كامل وصولا للتوقيع النهائى على الاتفاق فى الثالث من أكتوبر الماضى. وفى ذلك السياق، انخرط عبدالعزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، فى مفاوضات أيضا مع الحكومة الانتقالية فى مسار منفصل بعيدا عن مسار «الجبهة الثورية»، ولكن تعثرت المفاوضات معه مرات عدة لأسباب تعود لإصراره على مطالبه وهما فصل الدين عن الدولة أى (إقرار العلمانية) فى دستور الدولة، أو حق تقرير المصير بشأن المنطقتين، وهما «جنوب كردفان والنيل الأزرق»، وهى المطالب التى لم يتم حسمها مع الوفد الحكومى حتى الوقت الراهن. وعقب التوقيع النهائى على اتفاق السلام، قامت لجنة الوساطة الجنوبية برئاسة المستشار الأمنى لرئيس جنوب السودان سيلفاكير ميارديت، بجهود لدفع مسيرة التفاوض مع «الحلو» وعملت على ترتيب لقاء مشترك بين الحلو والنائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالى ورئيس الوفد الحكومى المفاوض، الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتى»، واستهدف اللقاء كسر الجمود بشأن القضايا العالقة فى المفاوضات لاستئنافها مجددا وتجاوز جميع العقبات، ولكن فى الآونة الأخيرة تعثرت المحادثات مجددا. ورجح المصدر الذى رفض ذكر اسمه ل«الشروق»، استئناف المفاوضات خلال الفترة المقبلة فى «جوبا» مع رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، بقيادة عبدالعزيز الحلو، عقب تعثرها خلال الأسابيع الماضية للأسباب السالف ذكرها. فى الوقت نفسه، رفض عبدالواحد محمد نور، رئيس حركة / جيش تحرير السودان، منذ بداية انطلاق المفاوضات مع «الجبهة الثورية، والحلو» الانخراط فى التفاوض مع الحكومة، معلنا رفضه ل«منبر جوبا»، مشترطا أيضا انتقال المفاوضات إلى العاصمة السودانية «الخرطوم»، ورغم ذلك لم تنقطع المناشدات الإقليمية والدولية ل «نور» بالانضمام إلى ركاب السلام على مدار عام كامل. وأكد المصدر وصول وفد المقدمة التابع لحركة نور إلى جوبا، أمس الأول، تمهيدا لوصوله والبدء فى الترتيب للملفات المقرر طرحها على أجندة المشاورات المبدئية مع الجانب الحكومى برعاية لجنة الوساطة الجنوبية تمهيدا للانطلاق إلى مفاوضات رسمية مباشرة إذا توصل الطرفان إلى اتفاق مبدئى بينهما. وعلمت «الشروق» أنه من المقرر أن يعود رئيس لجنة الوساطة الجنوبية المستشار توت قلواك من الخرطوم إلى جوبا نهاية الأسبوع الجارى. يأتى ذلك فى ظل جهود حثيثة تبذلها دولة جنوب السودان بصفة خاصة، وجهود إقليمية ودولية أيضا بالضغط على نور للانضمام إلى اتفاق السلام السودانى، واستئناف المفاوضات مع الحلو بهدف تحقيق اتفاق سلام شامل يضم جميع الحركات المسلحة. وأوضح أن التفاوض مع الحركتين سيتم بشكل متوازى ومنفصل، مشيرا إلى أن كل حركة سيتم التفاوض معها بصورة منفردة عن الأخرى فى وقت واحد فى جوبا برعاية لجنة الوساطة الجنوبية، على غرار التفاوض الذى تم على مدار عام كامل مع الجبهة الثورية التى وقعت على اتفاق سلام جوبا، ووصل قادتها إلى الخرطوم، أمس الأول، وحسب نص الاتفاق من المقرر مشاركتها فى جميع هياكل السلطة الانتقالية.