محافظ القاهرة يعتمد جداول امتحانات الفصل الدراسى الثانى (صور)    شبورة مائية ودرجة حرارة مرتفعة بالإسماعيلية في أول أيام الربيع    ننشر اسماء المكرِّمين من الأئمة والواعظات ومديري العموم بالأوقاف    الأوراق المطلوبة للتقديم في المدارس المصرية اليابانية ولماذا يزيد الإقبال عليها ؟.. تعرف علي التفاصيل    محافظ سوهاج يفتتح المبنى الجديد لمجلس مدينة أخميم    حملات مكثفة للتصدي للتعديات والبناء المخالف في الدقهلية (صور)    مستشار وزارة الزراعة: الصادرات الزراعية أهم مصادر الدخل القومى    المشاط تؤكد أهمية الشراكة الاستراتيجية المصرية اليابانية لدعم جهود التنمية    محافظ القليوبية يناقش تنفيذ قرار مجلس الوزراء بشأن تحديد رسوم خدمات النظافة    ب 3 مليارات جنيه.. تباين مؤشرات البورصة في منتصف تداولات اليوم    السيسي يؤكد أهمية التوصل لتسوية عادلة للقضية وإقامة الدولة الفلسطنية على حدود 4 يونيو 1967    سلوفاكيا تعارض انضمام أوكرانيا لحلف الناتو    تفاصيل المرحلة الثانية من قافلة المساعدات السادسة ل "التحالف الوطني" المصري إلى قطاع غزة    وزير الخارجية يزور أنقرة ويلتقي نظيره التركي.. نهاية الأسبوع    كولر يدرس تعديل مركز عمر كمال في لقاء مازيمبي    يشهد 5 توقفات، تفاصيل نسخة الدوري السعودي في الموسم الجديد    مؤتمر كين: ندرك مدى خطورة أرسنال.. وتعلمنا دروس لقاء الذهاب    دورة تدريبية حول القيادة التطوعية في مركز شباب سفاجا    بالمر يشكر تشيلسي على منحه الفرصة للتألق في الدوري الإنجليزي    ضبط 15 شيكارة كيماوي مدعم قبل بيعهم في السوق السوداء بالبحيرة    مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادثتين بالشرقية    إصابة شخصين باختناق بسبب تسرب الغاز داخل شقتهما بالقليوبية    الكورنيش اختفى.. الشبورة المائية تغطي سماء الإسكندرية (صور)    ضبط 7 آلاف قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة شروط تعاقد خلال 24 ساعة    الطب البيطرى بالجيزة يشن حملات تفتيشية على أسواق الأسماك    الخميس، إحياء ذكرى الأبنودي وجاهين على مسرح سيد درويش بالإسكندرية    مستشار المفتي من سنغافورة: القيادة السياسية واجهت التحديات بحكمة وعقلانية.. ونصدر 1.5 مليون فتوى سنويا ب 12 لغة    يعود بعد غياب.. تفاصيل حفل ماهر زين في مصر    ترقية 24 عضوا بهيئة التدريس وتعيين 7 مدرسين بجامعة طنطا    الفيلم المصري «شرق 12» يشارك في «أسبوعي المخرجين» بمهرجان كان السينمائي    وزارة الأوقاف تنشر بيانا بتحسين أحوال الأئمة المعينين منذ عام 2014    طلبها «سائق أوبر» المتهم في قضية حبيبة الشماع.. ما هي البشعة وما حكمها الشرعي؟    يسبب فقدان البصر، الصحة تحذر من تأثير التدخين على العين    ضبط 23 مليون جنيه في قضايا اتجار بالعملة خلال 24 ساعة    "الصحة": ميزانية التأمين الشامل تتحقق تغطية ل 70% من المواطنين (فيديو)    14 مشروعا كمرحلة أولى لتطوير موقع التجلى الأعظم بسانت كاترين    "التعليم" تخاطب المديريات بشأن المراجعات المجانية للطلاب.. و4 إجراءات للتنظيم (تفاصيل)    توقعات برج الميزان في النصف الثاني من أبريل 2024: «قرارات استثمارية وتركيز على المشروعات التعاونية»    بذكرى ميلاده.. محطات فنية فى حياة الموسيقار عمار الشريعى    بضربة شوية.. مقتل منجد في مشاجرة الجيران بسوهاج    ارتفاع حصيلة ضحايا الأمطار والعواصف وصواعق البرق فى باكستان ل 41 قتيلا    بمعدل نمو 48%.. بنك فيصل يربح 6 مليارات جنيه في 3 شهور    أحمد شوبير يكشف حقيقة مشاركة إمام عاشور في مباراة مازيمبي    ميكنة الصيدليات.. "الرعاية الصحية" تعلن خارطة طريق عملها لعام 2024    بالتزامن مع تغيير الفصول.. طرق الحفاظ على صحة العيون    رئيس منطقة الإسماعيلية الأزهرية يتفقد لجان امتحانات المهام الأدائية بالمعاهد (صور)    بعد تصديق الرئيس، 5 حقوق وإعفاءات للمسنين فى القانون الجديد    بعد الخسارة أمام الزمالك، جماهير الأهلي تطالب بعودة سيد عبدالحفيظ    «صناعة الشيوخ» تطالب المجتمع الدولي بالتدخل لمنع تصاعد الصراع بالشرق الأوسط    معلومات الوزراء: الطباعة ثلاثية الأبعاد تقنية صناعية سريعة النمو    الصين تؤكد ضرورة حل القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين    جوتيريش: بعد عام من الحرب يجب ألا ينسى العالم شعب السودان    «الصحة» تطلق البرنامج الإلكتروني المُحدث لترصد العدوى في المنشآت الصحية    دعاء ليلة الزواج لمنع السحر والحسد.. «حصنوا أنفسكم»    أحمد كريمة: تعاطي المسكرات بكافة أنواعها حرام شرعاً    أيمن دجيش: كريم نيدفيد كان يستحق الطرد بالحصول على إنذار ثانٍ    دعاء السفر قصير: اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ    رئيس تحرير «الأخبار»: الصحافة القومية حصن أساسي ودرع للدفاع عن الوطن.. فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محلل ألماني: نهاية التحالف بين أمريكا وأوروبا قادمة سواء فاز ترامب أو بايدن
نشر في الشروق الجديد يوم 10 - 10 - 2020

ببطء، ولكن بشكل مؤكد، يواصل فالق منتصف المحيط الأطلسي توسيع المسافة الفاصلة بين كل أوروبا وأمريكا الشمالية من الناحية الجيولوجية بمقدار بوصة واحد تقريبا كل عام. وعلى الصعيد الجيوسياسي، يتكرر هذا الأمر الآن، فقبل جيل واحد من الآن، كانت الولايات المتحدة الحليف الذي لا غنى عنه لأوروبا. بل إن أمريكا الآن تبدو تحت رئاسة الرئيس دونالد ترامب وكأنها "عدو" (على حد تعبير ترامب نفسه) أكثر منها صديق لأوروبا.
لهذا السبب، ينتظر الأوروبيون بفارغ الصبر نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة يوم 3 نوفمبر المقبل. فإذا فاز ترامب بولاية رئاسية ثانية، فإن الصدع بين ضفتي الأطلسي سيكون أشد وضوحا، أما إذا فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن، فستعلوا أصوات الاحتفال في أوروبا فوق أي صوت آخر. ولن يمر وقت طويل قبل أن يجد الأوروبيون أنفسهم مضطرين للاعتراف بأن الصدع بين القارة وبين الولايات المتحدة يتسع، بغض النظر عن ساكن البيت الأبيض، بحسب المحلل السياسي أندرياس كلوت.
وقد بدأ توتر العلاقات بين أوروبا وأمريكا قبل وصول ترامب إلى الحكم بوقت طويل. وكانت البداية المتقطعة لهذا التوتر في عهد الرئيس جورج بوش الابن قبل أن يأتي خلفه باراك أوباما ليعيد ترميم الشروخ في العلاقة بين الحليفين، ولكن ما فعله أوباما لم يكن في أغلب الأحوال أكثر من محاولة لتجميل الصورة.
وكان أوباما، ومعه نائبه آنذاك جو بادين، هو ما أعلن أن محور الاستراتيجية الأمريكية أصبح آسيا وأن المحيط الهادئ، وليس المحيط الأطلسي، هو ما بات يشكل جوهر اهتمام أمريكا. كما أن الرؤوساء الأمريكيين السابقين كانوا يشكون، وإن كان بطريقة مهذبة، من أن الأوروبيين، وبخاصة الألمان، لا ينفقون بشكل كاف على تسليح جيوشهم ويعتمدون على حلفائهم في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وبخاصة الولايات المتحدة، ويستفيدون مجانا من نظام تجاري عالمي شكلته أمريكا.
وبحسب التحليل الذي نشرته وكالة بلومبرج للانباء، يقول أندرياس كلوت إن ما فعله ترامب ببساطة هو نزع الطبقة الدبلوماسية اللامعة عن هذه الخلافات الأمريكية الأوروبية. وكما لم يفعل أي رئيس أمريكي منذ الحرب العالمية الثانية، أظهر ترامب ازدراءه للقادة الأوروبيين مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حتى وهو يشيد بحكام مستبدين مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما أن ترامب لا يعتبر "الغرب" مجتمعا للقيم الليبرالية والدفاع الجماعي ولهذا يبدو أنه يتحلل.
وفي حروبه الكلامية، اعتبر ترامب أن الاتحاد الأوروبي هو ثاني أخطر بعبع لأمريكا بعد الصين، وفرض رسوما إضافية على واردات بلاده من الصلب والألومنيوم وغيرها من الاتحاد الأوروبي لحماية "الأمن القومي" الأمريكي. وحتى على الصعيد العسكري، أثار ترامب الشكوك حول مدى التزامه بحلف الناتو. وبحسب جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترامب، فإن الرئيس الأمريكي قد ينسحب من هذا الحلف خلال فترة رئاسته الثانية، كما انسحب من اتفاق باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية وغيرهما من المنظمات والمعاهدات الدولية.
ويقول كلوت إن ترامب بدد جميع الافتراضات الأوروبية بشأن العلاقات الجيوسياسية. فمنذ الحرب العالمية الثانية، كانت القوة العسكرية والترسانة النووية الأمريكية أفضل رادع لدى الغرب في مواجهة أي عدوان قد تشنه موسكو. كما أن الحضور الأمريكي على مدار تلك السنوات ساهم في احتواء العداءات الداخلية بين الأوروبيين، كما كان الحال بين فرنسا وألمانيا. وبهذه الطريقة كانت القوة الأمريكية شرطا لتحقيق التكامل الأوروبي. وكانت أمريكا تمثل شخصية الأب للألمان.
ولذلك، فاحتمالات تدهور العلاقات الأمريكية الأوروبية في المستقبل أقوى من احتمالات إصلاحها، حيث إنه لدى اثنين من بين كل ثلاثة أوروبيين لديهما نظرة سلبية تجاه الولايات المتحدة، وهناك انقسام كامل بين الألمان بشأن أولوية العلاقة مع الولايات المتحدة أو الصين، ويفضل شباب ألمانيا الصين.
لذلك، ما هي "الخطة ب" أو البديلة لدى الأوروبيين إذا فاز ترامب بولاية ثانية؟
يقول وزير خارجية ألمانيا هيكو ماس "الرد على مبدأ أمريكا أولا (الذي يرفعه ترامب) هو أوروبا موحدة". والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحب الحديث عن "السيادة الأوروبية"، لكن لا أحد يعرف ما تعنيه هذه التعبيرات على أرض الواقع. فتكوين "الجيش الأوروبي" مازال حلما بعيد المنال. ومازال من الصعب حديث وزراء خارجية أوروبا بلسان واحد عندما يتعلق الأمر بفرض عقوبات على هذه الدولة أو تلك.
ويرى كلوت أن هيكو ماس يخطئ عندما يتصور أن فوز ترامب بولاية ثانية سيؤدي إلى توحيد الاتحاد الأوروبي، ولكن الاحتمال الأقوى هو أن يؤدي ذلك إلى زيادة الخلافات داخل الاتحاد. فبعض الدول الأعضاء، وخاصة التي لها حدود مع روسيا، سيسعدها عقد اتفاقيات ثنائية مع ترامب لكي يظل إلى جانبها. والحكومة القومية في بولندا، بشكل خاص، تفضل الاستماع إلى البيت الأبيض أكثر من الحديث مع المفوضية الأوروبية أو برلين أو باريس.
ورغم أن الأوضاع لن تكون بنفس حدتها إذا فاز بايدن بالرئاسة، فإن التوترات القائمة بين جانبي الأطلسي لن تختفي. وكما هو الحال بالنسبة لترامب، فإن بايدن سيسعى إلى وقف مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي بين روسيا وألمانيا "نورد ستريم2" (تيار الشمال2)، كما سيواصل الضغط على ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية لزيادة إنفاقها العسكري في إطار الناتو، وسيصر على ضرورة استخدام جيوش هذه الدول في المهام التي لم تعد الولايات المتحدة تراها مهمة بالنسبة لمصالحها كما هو الحال في شرق البحر المتوسط أو في أفريقيا.
وقبل كل شيء، فإن أي رئيس أمريكي يتوقع من حلفاء بلاده الأوروبيين الوقوف إلى جانب واشنطن في مواجهة الصين. لذلك فكلما تمسك الأوروبيون بمفهوم "السيادة الأوروبية" الغامض، قلت أهميتهم بالنسبة لأمريكا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.