بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه عام 2016، انقلب حال أمريكا وعلاقتها مع دول العالم المختلفة، وأثر ذلك على قوة الولاياتالمتحدة السياسية بين الدول، وحتى بعد ذهاب ترامب وتولي رئيس جديد المنصب، قد تستمر الأوضاع غير المستقرة. ويشير البروفيسور كريستوفر فيتويس، أستاذ العلوم السياسية بجامعة تولين في نيو أورلينز، إلى العقبات التي ستواجه أمريكا بعض رحيل ترامب، في مقاله بمجلة "ناشونال انتريست" الأمريكية. ويقول: "عاجلاً أم آجلاً سينتهي عهد دونالد ترامب، على الرغم من صعوبة تخيل ذلك وسط الأزمات الحالية المختلفة، إلا أنه سيأتي قريبًا يوم يغرد فيه ترامب من ملعب الجولف بدلاً من المكتب البيضاوي. عندما تأتي النهاية ستكون دبلوماسية الولاياتالمتحدةالأمريكية أقوى مما كانت عليه قبل تولي ترامب منصبه، قد يبدو هذا بيانًا غريبًا لأن الضرر الذي أحدثه لدبلوماسية أمريكا أثناء توليه منصبه كان كبيرًا. ويتوافق مع هذا الكتب التى نشرت عن هذه الإدارة سواء من قبل الصحفيين أو مسؤولين سابقين في الحكومة، فقد دمر ترامب فعليًا قدرة أمريكا على تنفيذ الاستراتيجيات الكبرى. فهو ليس لديه القدرة على الحفاظ على ثباته، وإزالة أي احتمال لتماسك السياسة، إنه لا يرى أي قيمة في التقاليد أو البروتوكولات الدبلوماسية، ويهدد ويسب قادة العالم إذا فشلوا في رؤية الأمور بطريقته. قلص ترامب العلاقات بين الأشخاص إلى شخص واحد، معتقدًا أنه إذا انسجم مع الزعيم أو الرئيس، فإن الولاياتالمتحدة تفعل ذلك أيضًا. إن إعادة بناء الثقة في الولاياتالمتحدة لن تكون سهلة، فقد تراجعت إدارة ترامب عن العديد من الالتزامات ودمرت العديد من المعاهدات لدرجة أنه من غير المحتمل أن يقبل أي شخص كلمة واشنطن مرة أخرى. وعندما يرحل ترامب ومع عودة العلاقات ببطء إلى طبيعتها، ستصبح تصرفات ترامب الكثيرة أصولًا للدبلوماسيين الأمريكيين، سوف يحوم شبحه حول جميع التفاعلات المستقبلية بين أمريكا والدول الأخرى. إن تجنب مجيء ثانٍ لترامب سيكون على رأس القائمة القصيرة للأولويات الوطنية. فيكفي أن رؤى ترامب ستطارد كل العلاقات مع الولاياتالمتحدة طالما هناك أناس على قيد الحياة يتذكرونه. سيحتاج القادة الآخرون إلى التركيز بشكل مباشر على كيفية تأثير أفعالهم على السياسة الأمريكية، وسيسعون إلى تجنب تقديم أي مساعدة إلى أولئك الذين يناشدون نفس الناخبين الذين أوصلوا ترامب إلى السلطة. وعلى المدى الطويل، قد يفعل ترامب شيئًا لم يتمكن من فعله أبدًا أثناء توليه منصبه، وهو مساعدة بلاده على الحصول على مزيد من التعاون وتحقيق مبادراتها. وقد يكون (الخوف من التكرار) أداة يمكن للمفاوضين الأمريكيين العقلانيين استخدامها لصالحهم، لأن الجميع سيعرف أنه حتى في أفضل الأوقات، قد يختار الشعب الأمريكي الأسوأ بينهم ليقودها".