تنشق مياه النهر الشيكولاتية عن زوج من الدلافين الوردية الذان ينفثان نافورة الماء من رأسيهما بينما يلتقطان أنفاسهما للحظات ليغوصا ثانية ويخرجا بعدها مقابل الضفة الأخري يداعبان أشجار غابة الأمازون بذيليهما. ويقول نانتيل سانتوس مرشد سياحى بمركز ماميروا فى قلب الأمازون لموقع مونجباى إن تلك الدلافين بغاية الذكاء إذ تستطيع التأقلم مع إرتفاع مستوي النهر 11 أمتار حين تستخدم ترددات صوتها لمسح القاع البعيد بحثا عن فرائس. وتعرف الدلافين الوردية التى تعيش فى الأمازون ونهر أورونوكو بكونها أضخم دلافين المياه العذبة وأجملها بألوانها الوردية التى تكتسبها مع البلوغ. وتعرضت تلك الدلافين لتراجع شرس فى أعدادها علي يد الصيادين الذين يهدفون صيد سمك السلور ولكن الطعم الذى يستخدمون يجذب الدلافين أيضا ما أدي لمقتل 2500 دلفين سنويا. وأدي مقتل الكثير من الدلافين لفرض قانون منع صيد السلور عام 2015 بعهد رئيسة البرازيل ديلما روسف ولكن القانون كان له مدة 5 سنوات والتى بعد إنتهائها لم تقم حكومة الرئيس جايير بولسنارو الشهير بعدائه للأمازون بتجديدها. وتقول فيرا داسيلفا عالمة الدلافين فى مؤسسة أبحاث الأمازون البرازيلية إن الدلافين ضعيفة أمام مقاومة الإنقراض إذ لا تتزاوج الأنثي لنحو 4 سنوات نظرا لطول فترة حملها وحضانتها للمولود. وتضيف فيرا إن دراسة قامت بها أظهرت إنخفاض متواصل لأعداد الدلافين الوردية ب5% كل 10 سنوات. ويشدد مارسيلو أوليفيرا مسؤول سندوق دعم الحياة البرية العالمى علي أهمية تجديد القانون وحصر أعداد الدلافين لتسهيل الحفاظ عليها ناصحا باستخدام الطائرات المسيرة لإحصاء فعال لأعداد الدلافين بالمنطقة. وقالت فيرا إنها تحدثت مع المسؤولين لتجديد القانون وسط تجاهل تام بينما قال متحدث وزارة الزراعة والصيد البرازيلية إن القانون قيد المراجعة للنظر بمدي أستحقاقه للتجديد. ويذكر أن السكان الأصليين يعتبرون قتل الدلافين سببا لسوء الحظ إلا أن ذلك الإعتقاد لم يحمى الدلافين من شباك الصيادين.