أكد الرئيس حسنى مبارك أن مصر كانت ولا تزال أحد أهم منارات الإصلاح والليبرالية على مستوى العالمين العربى والإسلامى، وكانت دائما فى طليعة الدول التى قادت عمليات التطوير الحضارى والانفتاح على الآخر. وقال مبارك فى كلمته خلال افتتاح المؤتمر السادس والخمسين لليبرالية الدولية، التى ألقاها نيابة عنه يوم الجمعة الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية إن المجتمع المصرى فى مختلف الأزمنة كان تجسيدا حيا للفكر الليبرالى، سواء من حيث التعايش السلمى بين أبنائه، على اختلاف انتماءاتهم الفكرية أو العقائدية أو عاداتهم، أو من حيث تقبله للثقافات المغايرة والحضارات المتعاقبة، واستيعابه لكل هذا، مع احتفاظه بخصوصية الثقافة المصرية وتفردها. وأوضح مبارك أن أفضل مناخ يمكن أن يتيح فرصا حقيقية للنقاش والتفاهم والتفاعل بين الحضارات والثقافات المختلفة هو مناخ الحرية والديمقراطية. وأضاف أنه لم يكن مستغربا أن تعمل مصر خاصة فى هذه الأوقات العصيبة الملبدة بغيوم التطرف والفكر المنغلق الجامد على تكريس قيم الديمقراطية، والسعى لتحقيق الإصلاح السياسى، الذى يتقدم بخطى ثابتة، بالرغم من العقبات والمتاعب المصاحبة لمراحل المخاض الديمقراطى. وأشار إلى أن الحقيقة أن التجربة الإنسانية وماصاحبها من تطورات سياسية واقتصادية عايشها العالم منذ انهيار الاتحاد السوفييتى السابق، أثبتت أهمية الفكر الليبرالى ودوره فى الدفع بالمجتمعات الإنسانية على مدارج الرقى والتطور. فيما اعتبر الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الليبرالى، أن الليبرالية هى الإطار الفكرى والنظرى الاقدر على ترسيخ أفكار الحوار والتفاهم بين الثقافات والحضارات ونبذ الحروب والمواجهات الدامية. وأضاف حرب «أن هناك عودة قوية لقيم وأفكار الليبرالية بعد انهيار المعسكر الشيوعى فى أوأخر الثمانينيات ومنتصف التسعينيات»، مؤكدا أن ما يحدث فى مصر من تطورات يمثل نموذجا ملهما للتغيرات التى تحدث الآن فى الجزيرة العربية والتى تعد من أكثر المجتمعات تحفظا فى الجزيرة العربية.