إعلان نتائج جولة الإعادة لانتخابات النواب 2025 بمحافظة بورسعيد    برلماني لوزير الخارجية: الدبلوماسية المصرية حائط الصد في الدفاع عن الدولة    البابا تواضروس يهنئ بطريرك الكاثوليك بمناسبة عيد الميلاد    الرقابة الإدارية تشارك في مؤتمر الدول الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد    نائب رئيس جامعة بنها يتفقد امتحانات الفصل الدراسي الأول بكلية العلوم    محافظ أسوان يتابع ميدانيًا منظومة التطوير والتجميل    جامعة بدر تستضيف المؤتمر الدولي لرابطة العلماء المصريين بأمريكا وكندا| صور وفيديو    محافظ كفرالشيخ يستمع لشكاوى وطلبات الأهالي بشأن الخدمات    مدينة الأبحاث العلمية تفتتح المعرض التمهيدي لطلاب STEM المؤهل للمعرض الدولي للعلوم والهندسة ISEF–2026    التفاصيل الكاملة لافتتاح المركز النموذجي بالغرفة التجارية بالقليوبية    عاجل- ارتفاع جديد في سعر الذهب اليوم الخميس 25-12-2025.. عيار 21 يصل إلى 5965 جنيهًا    محافظ المنيا يعطى شارة بدء انطلاق زراعة الذهب الأصفر    وزير الخارجية: بعض المحبوسين بمراكز التأهيل يرفضون الخروج بعد انتهاء مدة حكمهم بسبب الرعاية الصحية    الجيش الروسي يسيطر على بلدة سفياتو بوكروفسكوي في دونيتسك    استشهاد أكثر من 406 فلسطينيين منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار بغزة    الجيش السوداني يستعيد السيطرة جزئيًا في كردفان    وول ستريت جورنال: إسرائيل تلوّح بضربة جديدة ضد إيران بسبب الصواريخ الباليستية    سلوت: تجاوزنا أزمة محمد صلاح وعلينا أن نحترمه مع منتخب بلاده    مدرب مالي يغازل جماهير الرجاء قبل مواجهة المغرب بأمم أفريقيا 2025    بشير التابعي يشيد بدور إمام عاشور: عنصر حاسم في تشكيلة المنتخب    غلق كلي لكوبري قصر النيل لتنفيذ مشروع أعمال الصيانة الإنشائية    ضبط طن لحوم غير صالحة للاستخدام الآدمي بالمنوفية.. صور    كشف ملابسات التعدي على فتاة من ذوي الهمم داخل مسكنها بالإسكندرية    الداخلية تتخذ الإجراءات القانونية حيال 19 شركة سياحية غير مرخصة    تأجيل محاكمة رئيس اتحاد السباحة وآخرين بتهمة الإهمال والتسبب في وفاة السباح الطفل يوسف    إغلاق موقع إلكتروني مُزوّر تم رصده لبيع تذاكر زيارة المتحف المصري الكبير    تعرف على أبرز الشخصيات فى مقابر تحيا مصر للخالدين    رئيس الوزراء يُتابع الموقف التنفيذي لمشروعات صندوق التنمية الحضرية    إيرادات الأفلام.. طلقني يزيح الست من صدارة شباك التذاكر وخريطة رأس السنة يحتل المركز الخامس    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    حكم الصِّيَامِ في شهرِ رجب؟ الأزهر للفتوي يوضح    للأمهات، ابدئي يوم طفلك بعصير فيتامين C في الشتاء لتقوية مناعته    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    محافظ الوادى الجديد يلتقى المستشار الثقافى للسفارة الهندية بالقاهرة    المؤتمر الدولى لكلية دار العلوم بجامعة القاهرة يناقش قضايا الاستشراق والهوية    رجال سلة الأهلي يصلون الغردقة لمواجهة الاتحاد السكندري بكأس السوبر المصري    بيان عاجل من الخارجية السعودية بشأن أحداث حضرموت والمهرة في اليمن    مصادرة 1000 لتر سولار مجهول المصدر و18 محضرا بحملة تموينية بالشرقية    سيول وثلوج بدءاً من الغد.. منخفض جوى فى طريقه إلى لبنان    شوبير يكشف موقف "الشحات وعبد القادر" من التجديد مع الأهلي    حسام حسن: ⁠طريقة لعب جنوب أفريقيا مثل الأندية.. وجاهزون لها ولا نخشى أحد    الكيك بوكسينج يعقد دورة للمدربين والحكام والاختبارات والترقي بالمركز الأولمبي    الصحة تعلن اختتام البرنامج التدريبي لترصد العدوى المكتسبة    المتحدث العسكري: قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة أبريل 2026    من هو الفلسطيني الذي تولي رئاسة هندوراس؟    وزير المالية: التوسع فى إصدار الأدلة الإيضاحية وتوحيد وتيسير المعاملات الضريبية    بالفيديو.. استشاري تغذية تحذر من تناول الأطعمة الصحية في التوقيت الخاطئ    عبد الحميد معالي ينضم لاتحاد طنجة بعد الرحيل عن الزمالك    التضامن: تسليم 567 طفلًا بنظام الأسر البديلة الكافلة منذ يوليو 2024    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 25ديسمبر 2025 فى المنيا    لليوم الثاني.. سفارة مصر بإيران تواصل فتح لجان التصويت بجولة الإعادة للدوائر ال19 الملغاة    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    هل يجب الاستنجاء قبل كل وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    أول ظهور ل «محيى إسماعيل» من العناية المركزة    أحمد سامي يقترب من قيادة «مودرن سبورت» خلفًا لمجدي عبد العاطي    صفاء أبو السعود من حفل ختام حملة «مانحي الأمل»: مصر بلد حاضنة    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أهداف سويف: أشعر بقلق شديد لعدم تفرغى للكتابة الأدبية
نشر في الشروق الجديد يوم 30 - 10 - 2009

غادرت الكاتبة المصرية أهداف سويف قبل أيام مصر لتعود إلى بريطانيا التى تقيم بها، وعلى الرغم من أن فترة إجازتها كانت قصيرة للغاية لم تتجاوز الثلاثة أيام، إلا أن حقيبتها كانت كعادتها «مكدسة» بأوراق عمل ومشروعات أدبية وأخرى فى العمل العام، فأهداف سويف كاتبة معروفة على المستوى العالمى تقدم عادة على أنها كاتبة بريطانية من أصل مصرى، فى حين تقدم هى نفسها على أنها كاتبة مصرية حاصلة على الجنسية البريطانية.
كان وصول روايتها الأخيرة «خارطة الحب» Map of love إلى ترشيحات القائمة القصيرة لجائزة البوكر العالمية الرفيعة نصيبا كبيرا فى جعل اسم «أهداف سويف» محاطا بكثير من الاهتمام داخل الأوساط الأدبية، لا سيما أن هذه الرواية تعدى نجاحها هذه القائمة واستقبلها الجمهور باحتفاء شديد.
لم تخف الكاتبة طيلة اللقاء شغفها الشديد للتفرغ للانتهاء من كتابة روايتها الجديدة وهو ما عبرت عنه صراحة بروح تتوق إلى هذا العمل الجديد الذى يدور جانب من أحداثه خلال الحقبة الفرعونية، فيما لم تعبر صراحة أهداف: وإن كان هذا ليس من الصعب قراءته أهداف: أن هذه الرواية ستحمل على غلافها اسمها مقترنا بعبارة «رواية للكاتبة التى وصلت روايتها (خارطة الحب) للقائمة القصيرة لجائزة البوكر»، وهى عبارة بلاشك تحمّل صاحبها مشاعر هى خليط من الفخر والرهبة والتطلع إلى نجاح جديد.
إلى نص الحوار.
الشروق: هل تعتبرين الكتابة فعلا مزاجيا؟
أهداف: كان هذا تصورى فى البداية عن الكتابة، خاصة عندما كنت أكتب قصصا قصيرة فى البداية، لكن مع الوقت تعلمت أن المسألة تستوجب درجة عالية من الالتزام، فلم يعد الأمر مرتبطا فقط بالمزاج، لأن ال«مزاج» لا يتأتى إلا إذا منحنا له مساحة من التفرغ وبعد المزاج هناك المثابرة.
الشروق: هل تعتبرين نفسك صاحبة هُوية مزدوجة، وكيف استطعت تطويع جنسيتيك المصرية والبريطانية لصالح الأدب الذى تقدمينه؟
أهداف: الأمر ليس تطويعا، فأنا فى النهاية لدى هوية واحدة وهى أننى مصرية. صحيح أنى أعيش ظروف حياة تجعلنى قريبة من الناس فى إنجلترا، وصحيح أن ظروف نشأتى جعلت لغة الكتابة الأدبية عندى هى اللغة الإنجليزية، إلا أن قارئى البريطانى أهداف: بالرغم من أنه يرى انتماء أعمالى إلى ذلك الجسم الكبير الذى هو الأدب الإنجليزى أهداف: إلا أنه لا يعتبرنى كاتبة إنجليزية مثل جين أوستين أو مارجريت درابل أو هيلارى مانتيل (التى حصلت على البوكر هذا العام). وفى الحقيقة أنا أهداف: فى النهاية أهداف: لا أرى أهمية هذه التصنيفات، بل المهم هو أن يكون هناك أدب، بأى لغة كانت، وأن يكون لهذا الأدب صدى عند المتلقى أيا كانت جنسيته.
الشروق: ألم يأت الوقت لأن تخوضى تجربة الكتابة الأدبية باللغة العربية؟
أهداف: الكتابة بالعربية بالنسبة لى ليست قرارا، فالأمر كله مسألة تمكن من هذه اللغة. فأنا أهداف: كما ترين أهداف: أجيد ما يمكن أن نسميه «العربية للأغراض العادية». فالعربية هى لغة الحياة عندى، كما أننى متلقى جيد للأدب المكتوب بالعربية، أما استعمال اللغة كأداة فنية يشكلها الكاتب ويخلق منها أجواء وتأثيرات، فهو يستلزم درجة من التبحر والإتقان لا أتمتع بها فى العربية أهداف: ومرة أخرى هى ظروف الحياة التى مكنتنى من الإنجليزية كأداة للكتابة الأدبية.
الشروق: يرتبط اسمك الآن بلقب «الناشطة» لاسيما بعد تجربتك الصحفية وقت الانتفاضة الفلسطينية وأخيرا فى أزمة حصار غزة، فهل أضافت هذه التجارب إلى مشروعك الأدبى؟
أهداف: فى الحقيقة لا أعتقد أن عملى كناشطة يخدم مشروعى الأدبى، لأنه ليس من الضرورة أن يعايش الأديب جميع التجارب التى يعبر عنها، إلا أنه من المؤكد أن الكتابة الأدبية والاهتمام بالقضايا الإنسانية نابعان من نفس الاهتمام بحياة الآخرين والتماهى معهم. لا أتصور أن أجلس فى غرفة مغلقة وأزعم أننى أتماهى مع قضايا الآخرين وأشعر بها، ولا أتصور أيضا أن يكون باستطاعتى أن أقوم بشىء عملى ومباشر ولا أقوم به، فلما جاءتنى فرصة دعوة جريدة «الجارديان» للسفر لكتابة مقالات حول الوضع فى فلسطين اعتبرت أن هذا الأمر واجب وفرصة فى آن واحد.
الشروق: ولكن ربما تساعدك الصور الحية للمآسى الإنسانية فى فلسطين على استحضارها فى عمل روائى؟
أهداف: هذه الصور بالفعل كتبت عنها ولكن فى قالب غير روائى من خلال مقالات نشرتها الجارديان وغيرها، وترجمتها إلى العربية. كما أن الأوضاع فى فلسطين أوحت لى بالاستجابة لها من خلال عمل ثقافى وهو تنظيم «احتفالية فلسطين للأدب» التى بدأت منذ عامين. وجاءت الفكرة بعد أن عاصرت الوضع فى فلسطين وسيطرت علىّ رغبة حقيقية بأن يطّلع الرأى العام على هذا الوضع بشكل أقوى، خاصة أن الإعلام الغربى لا ينقل الحقيقة كما ينبغى. وشاركتنى التفكير فى فكرة هذه الاحتفالية مجموعة من الصديقات الكاتبات. والاحتفالية تقوم بدعوة كُتاب من الغرب، لهم نجاحات أدبية وجمهور عريض، ولهم اهتمامات بقضايا الانسان بشكل عام ولكنهم لم يعلنوا موقفا من القضية الفلسطينية، تدعوهم الاحتفالية للقيام بفاعليات أدبية وندوات فى الجامعات فى مدن فلسطينية مختلفة، فيعبرون الحواجز إلى جمهورهم، وتستمر هذه الأنشطة لمدة أسبوع. فى هذا العام قامت الاحتفالية بنشاط فى القدس ورام الله والخليل وبيت لحم وجنين. ويخرج الأدباء من الخبرة منبهرين بالزخم الثقافى والحضارى لشعب فلسطين أهداف: فى إطار ظروف هذا البلد ما بين حصار ومستوطنات. نحن نراهن على الرأى العام فى الغرب، وعلى ضغط الرأى العام على الحكومات فى الدول التى تصف نفسها بالديمقراطية، وعلى نمو وانتشار استراتيجية المقاطعة. نعيش بالأمل.
الشروق:كيف جاءتك فرصة الكتابة فى فلسطين من خلال الجارديان؟
أهداف: فى سبتمر 1999 اختيرت روايتى «خارطة الحب» للقائمة القصيرة لجائزة البوكر، الأمر الذى كان مصحوبا بنجاح جماهيرى كبير للرواية، وصادف بعد هذا أن كتبت صحفية كبيرة فى الجارديان مقالا انتصرت فيه للقضية الفلسطينية، فكتبت لها شاكرة فعرضت علىّ أن أسافر إلى فلسطين وأكتب مشاهداتى فوافقت على الفور. وربما لو كان هذا كله حدث قبل عام من تاريخه ما سنحت لى هذه الفرصة حيث لم يكن اسمى متداولا بالقدر الذى حدث بعد رواية «خارطة الحب».
الشروق: هل ستجمعين مقالاتك الأخيرة عن هذه التجربة فى كتاب جديد بعد كتابك «فى مواجهة المدافع» الذى نشر 2004؟
أهداف: نعم، لدىّ مقالات جديدة نشرت فى «الجارديان» وفى أماكن أخرى، ولكننى لست بصدد هذا الآن فأنا فى الواقع أتحرى كل دقيقة من أجل التفرغ لكتابة روايتى الجديدة وليس الدخول فى مشروعات أخرى.
الشروق: تمردت على الشكل التقليدى للكتابة الكولونالية فى «خارطة الحب»، وقارن البعض بينها وبين «المريض الإنجليزى» باعتبار روايتك قدمت المستعمر البريطانى كمجرد تفصيلة صغيرة فى اللوحة الرئيسية التى كانت مصر، فكيف كان هذا؟
أهداف: لفترة طويلة جدا كان أدب الاستعمار أهداف: أو أدب اللغات الغربية الذى يعالج موضوعات تمس المستعمرات أهداف: يستعمل المكان المستعمر كديكور أو خلفية، يتحرك عليها البطل أهداف: وهو الرجل الأبيض. أما أهل البلاد فيكونون نوعا من الكومبارس تنحصر أدوارهم فى دور الشحاذ والخادم. كانت هذه خبرة هؤلاء الكتاب، فانبثقت منها رؤيتهم، ترى فيها تصديقهم لعدالة قضيتهم وإيمانهم بدورهم المهم فى خدمة الشعوب «المتدنية» التى تحتاج إلى الإنقاذ والتعليم والتطوير.
وفى عصر ما بعد الاستعمار (أو بالأحرى ما بعد الاستعمار بصورته التقليدية القديمة) عندما بدأ أبناء الشعوب المستعمرة فى الكتابة بلغة المستعمر اختلفت الصورة، فمن أكثر من عشرين عاما جسد كُتاب من الهند وأفريقيا هذا الاختلاف وقدموا رؤى مغايرة، وجاءت «خارطة الحب» فى هذا السياق، وهذا من أبرز ما حسب للرواية، أن هاجسها الأساسى هو مصر والمنطقة وأهلها أهداف: وترى المستعمر كظاهرة عابرة.
الشروق: بماذا تفسرين نجاح هذه الرواية الكبير فى بريطانيا رغم هذا الانتقاد الكبير للاستعمار البريطانى؟
أهداف: الرواية حكاية، حكاية تشد القارئ، وشخصية «ليدى آنا»، الإنجليزية التى أحبت بطل الرواية المصرى وقضيته، مرسومة بحب فعلا، فقد صارت صديقتى أثناء الكتابة، فالرواية لا تحض على كراهية أحد. ولكن فى النهاية يجد قارئ الرواية نفسه أمام خيارين إما أن يتماهى مع شخصية «ليدى آنا» أو مع شخصية «اللورد كرومر»! وبالطبع كان التعاطف مع «آنا» هو الغالب، فالخطابات التى استقبلها حتى الآن من الجمهور البريطانى كثيرة جدا، ومنهم من يقولون إنهم تعلموا من هذه الرواية الكثير عن الوضع التاريخى خلال حقبة الاحتلال البريطانى لمصر التى كانوا لا يعلمون عنها شيئا، واستقبلت رسالة من طالبة أمريكية قالت لى إنها قررت أن تحضّر رسالة الدكتوراه الخاصة بها عن حادثة دنشواى بعد أن قرأت هذه الرواية. فى النهاية أعتقد أن الجانب السائد فى الشخصية الانسانية هو الجانب الخيّر والنبيل، فلا أحد يريد أن يكون شريرا أهداف: أو على الأقل أن يرى نفسه على أنه شرير.
الشروق: ألم تتعرض الرواية لانتقادات تتعلق بالجوانب التاريخية؟
أهداف: أذكر أنه فى ملحق جريدة «التايمز» الأدبية نشر مقال قبل ترشيح الرواية للبوكر، قال صاحبه إن العصر الكولونيالى ولىّ وانتهى ولم يكن كله مساوئ، وأنه مل من رغبة البعض فى استثارة شعوره بالذنب، وغيرها من الانتقادات لتناول الرواية لهذه الحقبة، وأثار هذا المقال جدلا كبيرا، وتساءل البعض الآخر هل هذه الرواية كتاب سياسى أم حكاية غرام؟ وساهم ترشيحها للبوكر على ارتفاع معدلات قراءتها وعلى الرغم من عدم حصولها على هذه الجائزة استمرت مبيعاتها فى الارتفاع. ولم يحدث انتقاد للتناول التاريخى للرواية. درست هذه المرحلة لمدة سنتين قرأت فيهما الصحف والمجلات التى تعرض لصورة الحياة اليومية خلال فترة الاحتلال البريطانى لمصر، وكذلك مذكرات الشخصيات البريطانية أهداف: سواء الاستعمارية مثل كتاب اللورد كرومر «مصر الحديثة» أو المناهضة للاستعمار مثل مذكرات الشاعر ولفرد بلانت، ومذكرات المناضلين آنذاك كالزعيم محمد فريد والشيخ محمد عبده.
الشروق: انتقدت فى إحدى ندواتك فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة المبالغة فى تناول المشكلات الاجتماعية فى الأدب العربى المنقول للغات أجنبية كقضية الختان على سبيل المثال، لماذا؟
أهداف: هذه مشكلة، فأنا أعتقد تماما فى حرية كل كاتب أن يكتب ما يراه أهداف: وبدون هذا يفقد الأدب مصداقيته وجزءا من دوره. المشكلة تأتى عند نقل هذه القضايا إلى لغات أجنبية يقف بعض أصحابها بالمرصاد ليتصيدوا ما يستخدمونه لضرب الثقافة العربية كلها. هى مشكلة حقيقية لأن قضية مثل الختان، أو مثل ما يسمى بجرائم «الشرف»، تستحق أن تشغل الكاتب أو الكاتبة بالفعل فيكتب عنها. ثم حين يترجم العمل تتصاعد أصوات الجوقة فى الخارج تدين حضارة بأكملها على حس ممارسة واحدة. نحن بالفعل مستهدفون حضاريا، ودائما هناك تنقيب عما يمكن أن يستخدم حضاريا ضدنا، ولا أعرف ما هو الحل، لكنه بالقطع ليس الرقابة أو الحجر على الحرية
الشروق: هل أُسقطت بالفعل أجزاء من النص الأصلى ل«خارطة الحب» عند نقلها إلى العربية؟
أهداف: هذا غير سليم. حدث فى موقع واحد أننا لم نجد النص العربى الأصلى المقتبس من أحد مؤلفات الإمام «جلال الدين السيوطى»، وكنت قد أخذت النص الإنجليزى من أحد المصادر الانجليزية، واستعملته كتصدير لفصل زواج بطلى الرواية فاستبدلناه بنص للإمام الغزالى فى نفس الموضوع، وكتبنا اعتذارا عن هذا فى الهامش. وهذا هو الفارق الوحيد بين النص العربى والنص الإنجليزى للرواية.
الشروق: ألن يتم ترجمة روايتك الملحمية الأولى «فى عين الشمس» إلى العربية ؟
أهداف: تُرجمت أجزاء من هذه الرواية، فقد ترجم الأستاذ طلعت الشايب جزءا نشر فى أخبار الأدب، ثم بدأت والدتى، الأستاذة الدكتورة فاطمة موسى، فى ترجمة الرواية. وكما تعلمين فقد فارقتنا والدتى منذ سنتين. أحب أن تترجم الرواية طبعا، ولكن يجب أن يكون هناك مترجم يتعاطف مع هذا النص من جهة ويقبل بتدخلاتى من ناحية أخرى لأن العربية فى النهاية لغتى الأولى، وهناك أيضا صعوبة فى ترجمة هذه الرواية لطولها الشديد.
الشروق: ولكن الاعتقاد السائد ان هذا النص لم يترجم لحديثه عن الجنس بشكل صارخ ومباشر، هل هذا صحيح؟
أهداف: بالمرة ليس هذا هو السبب وراء عدم ترجمته.
الشروق: هل تعتقدين أن الأدب بطبيعته يحاول كسر التابوهات؟
أهداف: ليس شرطا، فى رواية «فى عين الشمس» الموضوع الأساسى هو التطور الشخصى لبطلة الرواية، ومن ملامح هذا التطور علاقتها الزوجية ومشكلاتها، ولذلك كان هناك 15 صفحة من هذه الرواية، التى تقع فى 800 صفحة، تصف العلاقات الجنسية. أما فى «خارطة الحب» مثلا، فلم يكن هذا موضوع ذا أهمية، ولذا لم تكن هناك ضرورة لمتابعة البطل والبطلة فى خلوتهما.
الشروق: كيف جاءت تجربة كتابك «ميتزا تيرا»؟
أهداف: «ميتزا تيرا» كلمة إيطالية أصلها لاتينى وتعنى الأرض المشتركة، وهو تجميع لمقالات نشرتها على مدى طويل فى عدد من الصحف والمجلات، وكنت قد تعاقدت مع ناشرى «بلومزبرى» على نشر رواية جديدة بعد نشر «خارطة الحب» 1999، وخلال هذه السنوات لم أنجز روايتى الجديدة، فاقترح الناشر أن أطرح كتابا فى هذه الفترة عبارة عن مجموعة من مقالاتى، ووجدت أن جميع هذه المقالات لها تيمة خاصة حول الأرض المشتركة، واكتشفت أننى منذ 20 عاما وأنا مشغولة بتقديم الثقافة العربية للعالم الغربى، من خلال ريبورتاجات سياسية وتأملات نقدية وثقافية.
الشروق: هل ستعتمد روايتك الجديدة على مزج الأزمنة مثل «خارطة الحب»؟
أهداف: نعم، ستطرق الرواية للحقبة الفرعونية ولكن ليس بالإطار التقليدى الذى عادة تقدم به، وسيكون هذا التناول ممزوجا بالزمن المعاصر. لكنى ما زلت فى بداية الكتابة، وأتصور ملامح الرواية العامة ولونها، أما التفاصيل فتتشكل أثناء عملية الكتابة نفسها
الشروق: هل اتفقت على صدور طبعات جديدة من مؤلفاتك؟
أهداف: نعم ستقوم دار «الشروق» بإعادة طبع مؤلفاتى التى ترجمت إلى العربية وهى رواية» خارطة الحب « وكتاب «ميتزا تيرا» ومجموعتى القصصية «زينة الحياة».
الشروق: ما هو موقفك من مصطلح الكاتبات النسائيات؟
أهداف: لا أحب التصنيفات بأنواعها. ولا أحب شكل الجيتو. زمان، كان يمكن أن نقول إن غرض هذا التصنيف هو تشجيع النساء على الكتابة، أما الآن فإن أكثر من نصف من يعملون فى مجال الأدب والإعلام من السيدات، فلا أعلم ما هى الغاية منه؟ وإذا وصفنا أدبا ب«الأدب النسائى»، فهل نصف أدبا آخر ب«الأدب الرجالى»؟ وإذا كان الأدب النسائى هو ما يتمحور حول شخصية نسائية بالأساس، فهل نعتبر رواية «الحرام» مثلا، للأستاذ يوسف إدريس، من الأدب النسائى؟.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.