تحتفل الأمم المتحددة باليوم العالمي للفتيات في 11 أكتوبر من كل عام، ومن أهم أسباب تخصيص يوم للاحتفال بالفتيات، دعم الأولويات الأساسية من أجل حماية حقوق الفتيات والمزيد من الفرص للحياة أفضل، وزيادة الوعي من عدم المساواة التي تواجهها الفتيات في جميع أنحاء العالم على أساس جنسهن، هذا التفاوت يشمل مجالات مثل الحق في التعليم، والتغذية، والحقوق القانونية، والرعاية الطبية، والحماية من التمييز والعنف، الحق في العمل، والحق في الزواج بعد القبول والقضاء على زواج الأطفال. وفي الأعمال الأدبية تميز الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس بأنه أكثر الكتاب تعرضاً لمشكلات الفتيات في رواياته. وفي اليوم العالمي للفتيات تستعرض "الشروق" النماذج التي عرضها إحسان عبد القدوس للفتاة بأعماله الأدبية: 1- أمينة.. تمردت على تقاليد مجتمعها بحثا عن الحرية! في رواية "أنا حرة" عرض إحسان عبد القدوس نموذج الفتاة المتمردة التي تحارب تقاليد المجتمع المقيدة للمرأة، ورمز المجتمع في الرواية هو بيت عمتها التي تربت به بعد انفصال الأب والأم. تحارب أمينة من أجل الالتحاق بالجامعة وتنجح في ذلك، ثم تتجه للعمل، وفي النهاية تجد بعد لقائها بعباس أن الحب هو المبرر الوحيد للتنازل عن جزء من الحرية! 2- ليلي.. تمرد بحذر في رواية "لا تطفئ الشمس" كان نموذج التمرد مختلفا فلم تظهره الشخصية أمام أسرتها، فكان تمردا ممزوجا بالخوف والحذر، فليلى أستاذها في البيانو وشخص متزوج، ولا تقدر هي أو هو عن الإعلان عن علاقة حبهما، فتضطر لقبول الزواج من أحد شباب العائلات الثرية، ثم تواجه مشكلات بهذا الزواج، لتلجأ لأسرتها وهي بأفكار جديدة تساعدها على رؤية الحياة بشكل مختلف. 3- سوزيت.. الفتاة التائهة منزوعة الهوية في رواية "النظارة السوداء" عرض إحسان نموذج فتاة حائرة لنشأتها بداخل أسرة مفككة لم تلق اهتماما بشأنها، فسوزيت كما يصفها إحسان "لم يكن لها شعب ولا وطن، ولا شيء تغار وتتحمس له.. كانت شيئا ضائعا لا خطوط ولا حدود له. مظهر واحد كان يحدد شخصيتها، وهو هذه النظارة السوداء التي تضعها على عينيها دائما، صباحا ومساء"..! وتلتقي سوزيت بشاب يحاول أن ينتزعها من دائرة الحيرة وعدم وجود شخصية لها وتتصاعد الأحداث لتجد أن الحب هو القادر على تكوين هوية الشخص. 4- نادية.. حيرتها منعتها من النوم في رواية "لا أنام" لإحسان عبد القدوس تحدث عن الطبيعة البشرية الممزوجة بالخير والشر داخل نفس الشخص، والتي تنشئ صراعا قاسيا ومعذبا، فنادية بطلة الرواية التي فشل الأب والأم في الزواج وقررا الانفصال، تجد نفسها تعيش مع والدها في جو يملئه التدليل والاهتمام، ثم يبدأ هذا الاهتمام يقل بمرور الوقت، لتجد نفسها متمردة على المربيات، وعنيفة مع أصدقائها، دون أن تعرف مبررا لذلك، وصراعها الداخلي يتخلص كله في عدم قدرتها على النوم، فيأتي على لسانها "اني ميتة ..أسير كالميتة ..ميتة مفتحة العينين، لم تجد من يسدل جفنيها فوق عينيها، حتى تبدو كأنها نائمة ! متي أنام ؟!!".