تحوّل عامل بسيط بمحافظة المنيا في لحظة لم تتجاوز الثواني إلى بطل حديث المصريين بعدما أقدم علي إنقاذ سيدة من موتٍ محقق أثناء عبورها شريط القطار في مزلقان مركز مغاغة. القصة بدأت حين كانت السيدة تحاول عبور القضبان وهي منشغلة بهاتفها، دون أن تلاحظ اقتراب القطار القادم من أسوان إلى القاهرة. لكن فارس منصور، عامل المزلقان، لاحظ الموقف سريعًا، فانطلق نحوها بكل شجاعة، وأبعدها قبل ثوانٍ من مرور القطار بسرعة هائلة، في مشهد وثقته كاميرات المراقبة وانتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل. المقطع الذي لا يتعدى نصف دقيقة كان كافيًا ليجعل اسم "عامل مزلقان مغاغة" يتصدر التريند وسط سيلٍ من التعليقات التي أشادت ببطولته وإنسانيته، واعتبره البعض نموذجًا نادرًا في زمن السرعة واللامبالاة. يقول فارس في أول ظهور له بعد الحادث "مافكرتش في نفسي.. كل اللي جه في بالي إني أنقذها، هي كانت مش شايفة القطر خالص."
تصريحه البسيط زاد من إعجاب الجمهور، الذين طالبوا بتكريمه رسميًا تقديرًا لتصرفه البطولي، مؤكدين أن ما فعله يعكس المعنى الحقيقي للأمانة والإخلاص في العمل. الواقعة أعادت التذكير بأهمية الالتزام بتعليمات عبور المزلقانات، خاصة في ظل ازدياد حوادث القطارات الناتجة عن الإهمال أو التسرع. لكنها في الوقت ذاته قدمت درسًا آخر.. أن البطولة لا تحتاج شهرة أو منصب، بل قلبًا شجاعًا وضميرًا حيًا.