نظمت دار الشروق، ندوة لمناقشة رواية «أحلام شمس»، للكاتب والروائى يحيى الجمال، مساء الأحد الماضي، بمقر مكتبة مصر الجديدة العامة، بمصر الجديدة. أدار اللقاء الإعلامى خالد منصور؛ حيث قدم رؤية تحليلية وقراءة نقدية للرواية، مشيرا إلى ذكاء الروائى فى اختيار تقنية «الأحلام» كحيلة سردية، تمكن من خلالها الدخول إلى فكرة «الأكوان المتوازية»، التى تقوم عليها البنية الأساسية للرواية، والقائمة على افتراضية «أننا لا نعيش فى كون واحد، بل عدة أكوان تشكل معا الوجود بأكمله»، وبأن الأحلام التى نشاهدها ونشعر بأننا كنا نعيشها بشكل حقيقى على أرض الواقع، وما يصاحبها من وجود آثار نجدها بعد الاستيقاظ، هى حقيقة لحياة يعيشها الإنسان فى كون آخر. ولفت إلى أن استخدام تقنية الأحلام فى الأدب تمنح المؤلف مساحة واسعة ومادة خصبة، للتحرك فى القواعد الخاصة بعمله الإبداعى بعيدا عن الواقع، وهى التقنية التى استخدمها الجمال فى الرواية؛ ليمنح بطل روايته ثلاث حيوات متوازية. وأوضح أن يحيى الجمال أحدث نقلة كبيرة فى رصيده السردى، ما بين روايته الأولى «بعد الحفلة»، والتى تتناول الثورة المصرية، والرواية الثانية «أحلام شمس»، وذلك من خلال إضفاء بعد فلسفى وصوفى عليها، مؤكدا أن استخدام الصوفية فى الرواية جاء لخدمة النص وليس من أجل الكتابة عن الصوفية فى المطلق. بدوره قال يحيى الجمال: إن «الأكوان المتوازية»، التى اعتمدها فى الرواية، هى نظرية موجودة منذ زمن أفلاطون، وآمن بها بعده بعض الفلاسفة أمثال «تولستوى» وغيره من تلامذة أينشتاين الذين طوروها بشكل علمى، وهى تختلف تماما عن نظرية تناسخ الأرواح. وأشار «الجمال» إلى أن اختياره لرقم 33 تحديدا، ليكون العمر الذى يموت فيه بطل روايته فى كل حياة يعيشها، هو جزء رمزى وتأثر بالأحداث العظيمة التى حدثت لبعض الأفراد فى التاريخ بهذا العمر، ومن هنا اختار أن تكون هذه السن مرتبطة باللعنة التى تطارد بطله شمس ابن السالك الزاهد صفى الدين، حيث تصبح حياته محكومة بتناقضات تظهر بين نشأته وسلوكه، وصعودە السريع وأفول نجمه، وحكايات حبه وحياته ومماته قبل أن يبلغ ال 33 من عمرە. وتابع «الجمال»، حاولت أن أجعل لكل الشخصيات الروائية أبعادا أخرى؛ فالإنسان لا يسير على خط واحد طوال حياته، والرواية تدور حول الإنسان وطبيعته، ومن هنا جاءت مثله مليئة بالتناقضات، ولفت إلى أنه حرص على كتابة الرواية بلغة فصيحة، بينما اختار أن يكون الحوار بلغة عامية، لأن العامية تضفى واقعية أكثر على الحوار. وقال «الجمال»: إن الرواية تتناول التغيرات المعقدة التى طرأت على المجتمع، والصراع الطبقى بين أفراده، وذلك من خلال شخصية شمس وحيواته المختلفة، مذ كان فى عمر الطفولة، ثم المراهقة، والمرحلة الجامعية، وحتى عمله كسمسار بالأوراق المالية وتحركاته السريعة لمواكبة هذا المجتمع، والتى جعلته يتخلى عن المبادئ التى تربى عليها، مما أشعره دائما بالاغتراب. وأكد أن الرواية فيها إسقاطات عديدة ومنها الصراع ما بين الروحى والمادى، والتناقض ما بين ما نحب فعله، وما يجب فعله لمواكبة ضروريات وإغراءات الحياة، وكذلك تجارة الجنس والأطفال فى ظل الوضع الحالى وهو ما يظهر جاليا فى قصة الطفلة تفاحة.