أكد وزير التربية والتعليم اللبناني أكرم شُهيب (القيادي بالحزب التقدمي الاشتراكي) أن الخطاب السياسي العنيف الذي يتسم بالشعبوية، يعطل الوفاق الوطني ويدمر لبنان ولا يعمره. وقال الوزير شُهيب - في تصريحات لصحيفة (الجمهورية) اللبنانية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء- "الذي حدث في الجبل كنا في غنى عنه لو أدرك البعض حساسية وشعور أهل الجبل بأن كرامتهم تم المساس بها، من خلال العودة إلى خطاب كانوا قد نسوه وتناسوه، خصوصا بعد المصالحة التاريخية مع البطريرك الماروني الراحل نصر الله صفير". وأضاف: "فلنترك للقضاء والأجهزة الأمنية أن تقوم بواجبها دون تدخل أو تأثير، لا بموقع ولا بموقف ولا بخطاب أو مؤتمر صحفي". ويحمّل الحزب التقدمي الاشتراكي، وزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، المسئولية المباشرة عن اندلاع الاشتباكات النارية المسلحة التي شهدها الجبل قبل يومين وأدت إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين، خلال جولة للوزير باسيل بمدينة (عاليه) بالجبل، مشيرا إلى أن الأخير يتعمد الإدلاء بتصريحات تحمل "استفزازا وتفتح جراح حرب الجبل بين المسيحيين الموارنة والدروز على الرغم من إبرام مصالحة الجبل عام 2001 برعاية من البطريرك الماروني في ذلك الوقت نصر الله صفير والزعيم السياسي الدرزي وليد جنبلاط". وفي المقابل، يقول التيار الوطني الحر - مدعوما من الحزب الديمقراطي اللبناني (الذي ينتمي إليه وزير شئون النازحين صالح الغريب الذي تعرض موكبه لإطلاق نيران في الجبل خلال زيارة باسيل) وحزب الله - إن الحزب التقدمي الاشتراكي قام بنشر مسلحين وأطلق النيران على الوزير الغريب بصورة متعمدة في "كمين مسلح" وعلى نحو يمثل محاولة لاغتيال وزير في الحكومة وللإيحاء أن الجبل منطقة نفوذ ل "الاشتراكي" وحده. وشهدت منطقة الجبل - أمس الأول - اشتباكات مسلحة، حيث قطع عناصر بالحزب التقدمى الاشتراكى الطرق بمدن وقرى الجبل، تعبيرا عن الاحتجاج على جولة كان يقوم بها رئيس "التيار الوطنى الحر" جبران باسيل، وتعرض موكب سيارات وزير شئون النازحين صالح الغريب - حليف باسيل - لإطلاق النيران عقب مشاركته فى جانب من جولة الوزير باسيل على نحو تسبب فى مقتل عنصرين أمنيين من المرافقين له. وكان المحتجون على زيارة جبران باسيل إلى الجبل - أمس الأول - قد قطعوا الطرق بهدف منعه من استكمال جولته، بعدما اعتبروا أن بعض التصريحات التى أدلى بها تستهدف الوقيعة وإشعال الفتنة الطائفية بين الدروز والمسيحيين من سكان الجبل. وقُتل عنصران أمنيان من المرافقين لوزير شئون النازحين، المنتمى للحزب الديمقراطى اللبنانى الحليف للوزير باسيل، كما أُصيب آخرون جراء اشتباكات نارية متبادلة مع محتجين، وذلك أثناء مرور موكب الوزير الغريب، وتبادل الحزب الديمقراطى اللبنانى والحزب التقدمى الاشتراكي، إلقاء اللائمة والمسئولية على بعضهما البعض فى وقوع الحادث. وتعد منطقة الجبل المعقل الرئيسى لأبناء طائفة الموحدين الدروز. ويعتبر الحزب التقدمى الاشتراكي، برئاسة وليد جنبلاط الممثل السياسى الأكبر للطائفة الدرزية فى لبنان يليه الحزب الديمقراطى اللبنانى برئاسة النائب طلال أرسلان (المتحالف مع التيار الوطنى الحر وحزب الله) بالإضافة إلى حزب التوحيد العربى برئاسة الوزير السابق وئام وهاب والذى يعد بدوره حليفا لأرسلان فى مواجهة جنبلاط.