في أول مؤشرات متفائلة من نوعها منذ بدء التراجع الاقتصادي العالمي ، توقعت الصين يوم الجمعة خروج العالم من الأزمة الاقتصادية الراهنة ابتداءً من عام 2010 المقبل ، معتبرة أن هذا سينطبق على الصين وباقي دول العالم بصفة عامة. وقال رئيس الوزراء الصيني وين جياباو في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحفي عقد في العاصمة بكين في ختام الجلسة المشتركة لمؤتمر الشعب الحاكم في الصين إن الثقة هي الأهم من أجل التغلب على الأزمة المالية وليس الأموال أو احتياطي الذهب ، مشيرا إلى أنه لو تحلى العالم بهذه الثقة لبدأ في الخروج تدريجيا من مناخ الأزمة الاقتصادية الراهنة في موعد قد يبدأ العام المقبل. وقال : "أتوقع أن تكون الصين والعالم بصفة عامة في وضع أفضل" ، ولكنه لم ينكر مخاوفه على مصير مليارات الدولارات من الاحتياطيات النقدية التي أقرضتها بلاده إلى الولاياتالمتحدة. وأضاف أن توسيع نطاق الاستهلاك المحلي "وخاصة الاستهلاك الفردي" سيكون أمرا حاسما فيما يتعلق بالجهود المرتبطة بإعادة التوازن للاقتصاد. وكانت جلسة مؤتمر الشعب الصيني "البرلمان" قد أعلنت في وقت سابق يوم الجمعة تأييدها للسياسات التي تستهدف إنعاش الاقتصاد في مواجهة الركود العالمي ، كما أقرت الموازنة السنوية الجديدة التي تتضمن ارتفاعا كبيرا جديدا في الإنفاق العسكري. ووافقت أغلبية كبيرة من أعضاء المجلس الوطني لنواب الشعب البالغ عددهم نحو ثلاثة ألاف عضو ممن شاركوا في عملية تصويت إليكترونية سريعة في ختام دورته السنوية التي استمرت تسعة أيام ، على تقارير الموازنة والأداء الاقتصادي ، وتضمن التقرير الاقتصادي لرئيس الوزراء وين جياباو الدعوة إلى التصدي إلى المهام "الشاقة والهائلة" لإعادة تنشيط النمو الاقتصادي الصيني المتعثر هذا العام. وتعتقد الحكومة الصينية بأنه في استطاعتها أن تحقق المستهدف من نمو في الناتج المحلي الإجمالي عبر تنفيذ مجموعة التحفيز الاقتصادي البالغ قيمتها أربعة تريليونات يوان صيني (586 مليار دولار) التي جرى الإعلان عنها في نوفمبر الماضي ، حسبما قال تقرير مقدم من وين.