الرياض تعلن تعرض ناقلتى نفط سعوديتين للهجوم قبالة الإمارات.. طهران تدعو للتحقيق وتتهم طرفًا ثالثًا.. وبومبيو يجرى محادثات بشأن إيران فى بروكسل الجامعة العربية: عمل إجرامى يرفع مستوى التصعيد فى المنطقة.. والبرلمان العربى: اعتداء «إرهابى» توالت، أمس، الإدانات العربية ل«عمليات تخريب» طالت سفن شحن قبالة سواحل الإمارات، بينهما ناقلتا نفط سعوديتان، ودعت إيران لفتح تحقيق فى تلك الحوادث متهمة طرفا ثالثا بالوقوف وراءها، فيما عدل وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو خطط جولته الخارجية حيث توجه إلى بروكسل وبحث الملف الايرانى مع المسئولين الأوروبيين، فى ظل تصاعد التوتر فى الخليج. وأعلن وزير الطاقة السعودى خالد الفالح، فجر أمس، تعرض ناقلتى نفط سعوديتين «لهجوم تخريبى» قبالة ساحل إمارة الفجيرة بالإمارات، أمس الأول، يستهدف تهديد أمن إمدادات النفط العالمية. وقال الفالح فى بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» إن «إحدى الناقلتين كانت فى طريقها للتحميل بالنفط السعودى من ميناء رأس تنورة ومن ثم الاتجاه إلى الولاياتالمتحدة لتزويد عملاء أرامكو السعودية هناك». وأضاف الفالح أن الهجوم لم يسفر عن خسائر فى الأرواح أو تسرب للوقود لكن نجمت عنه أضرار بالغة فى هيكلى السفينتين. وكانت الإمارات قد أعلنت، أمس الأول، أن أربع سفن شحن تجارية من عدة جنسيات تعرضت ل«عمليات تخريبية» فى مياهها قبالة إيران، فى شرق امارة الفجيرة بدون تحديد المنفذين واصفة الحادث بأنه «خطير». ولم تحدد الرياض وأبوظبى طبيعة تلك الأعمال أو الجهة التى تقف خلفها. ويتمتع ميناء الفجيرة بموقع استراتيجى يتيح للامارات تصدير النفط من دون المرور بمضيق هرمز، وبالتالى ضمان حركة التصدير فى حال حصول أى توترات اقليمية. وقد هددت ايران عدة مرات باغلاق هذا المضيق الاستراتيجى فى حال حصول أى مواجهة عسكرية فى الخليج. ويأتى الحادث فى المياه الإماراتية فى خضم مرحلة من التوتر المتصاعد بين إيرانوالولاياتالمتحدة التى أرسلت سفينة هجومية وبطاريات صواريخ «باتريوت» إلى الشرق الأوسط لتعزيز قدرات حاملة طائرات وقاذفات من طراز «بي52» أُرسلت سابقا إلى منطقة الخليج. وقال مصور لوكالة الصحافة الفرنسية فى الفجيرة إن هدوءا ساد ميناء الامارة، أمس، مضيفا أن العمليات فيه تسير بسلاسة. وفى طهران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوى فى بيان نشر على موقع الوزارة بالانجليزية إن «الأحداث فى بحر عُمان مقلقة ومؤسفة» ودعا إلى إجراء تحقيق فى الهجمات. وقال موسوى إن «مثل تلك الحوادث لها تأثير سلبى على أمن الملاحة البحرية»، مطالبا دول المنطقة «بتوخى الحذر من مؤامرات لزعزعة الاستقرار من قبل عناصر أجنبية»، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «إسنا». بدوره، قال حشمت الله فلاحت بيشه رئيس لجنة الأمن القومى بالبرلمان الإيرانى إن «مخربين من دولة ثالثة» قد يكونون وراء الهجمات التى وقعت قرب ميناء الفجيرة. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) عن بيشه قوله إن «هجمات ميناء الفجيرة ربما نفذها مخربون من دولة ثالثة يسعون لزعزعة استقرار المنطقة». وفى بروكسل، قالت مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى فيدريكا موجيرينى، إن الاتحاد يدعم تنفيذ الاتفاق النووى الدولى مع إيران دعما كاملا ويريد من القوى المتنافسة تجنب أى تصعيد آخر بشأن القضية. وأضافت موجيرينى للصحفيين قبل اجتماع أمس، لوزراء خارجية دول بريطانيا وفرنسا وألمانيا الموقعة على الاتفاق: «سنواصل دعمه قدر ما نستطيع بكل الوسائل وبإرادتنا السياسية». من جانبه، قال وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس، إن بلاده تعتبر الاتفاق النووى الإيرانى مهما لأمن أوروبا. وأضاف ماس أنه «فى أوروبا، متفقون على أن هذا الاتفاق ضرورى لأمننا. لا أحد يريد أن تمتلك إيران قنبلة ذرية. هذا هو الغرض من الاتفاقية، وقد تم تنفيذه حتى الآن»، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبى، يعتبر هذه الاتفاقات مع طهران، بمثابة الأساس للعلاقات المستقبلية بين الجانبين. وقال: «سنستمر لاحقا، فى الدعوة لمواصلة العمل بالاتفاق». بدوره، حذر وزير الخارجية البريطانى جريمى هانت، أمس، من خطر «نزاع غير مقصود» بين الولاياتالمتحدةوإيران على خلفية تفكك الاتفاق النووى الإيرانى، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء. وأعرب هانت من بروكسل عن قلق بلاده من «خطر نزاع قد يحدث بالخطأ يترافق مع تصعيد غير مقصود»، مضيفا أن من الأهمية بمكان عدم إعادة إيران إلى مسار إعادة التسلح النووى. من جهته، توجه وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو إلى لبروكسل لمناقشة ملف إيران مع المسئولين الفرنسيين والبريطانيين والألمان. وقال مسئول وزارة الخارجية الأمريكية إن بومبيو ألغى زيارة موسكو خلال رحلته إلى روسيا، مكتفيا بلقاء مقرر، اليوم الثلاثاء، مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرجى لافروف فى منتجع سوتشى المطل على البحر الأسود. وكان بومبيو قد ألغى فى الايام الماضية زيارتين إلى برلين وجرينلاند لكى يكرس جهوده للملف الايرانى. وكثفت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ضغوطاتها على ايران فى الاونة الاخيرة متهمة اياها بالتحضير لهجمات «وشيكة» ضد مصالح أمريكية فى الشرق الاوسط. إلى ذلك، توالت، أمس، الإدانات العربية لاستهداف عمليات تخريبية أربع سفن تجارية قرب المياه الإقليمية الإماراتية. وأدانت مصر فى بيان لوزارة الخارجية بأشد العبارات تلك العمليات التخريبية، وكل ما من شأنه المساس بالأمن القومى الإماراتى وسلامة جميع حدوده البرية والبحرية. وأكد البيان على تضامن مصر حكومة وشعبا مع حكومة وشعب الإمارات الشقيقة فى مواجهة جميع التحديات التى قد تواجهها والتصدى لكل المحاولات لزعزعة استقرارها، مؤكدا على العلاقات الخاصة والمتينة التى تربط البلديّن والعمل المشترك للتصدى لجميع التهديدات لأمنهما القومى واتخاذ ما يلزم من إجراءات فى سبيل حفظ أمن واستقرار الإمارات. كما أدانت وزارة الخارجية السعودية تلك «الاعمال التخريبية»، قائلة إن «هذا العمل الإجرامى يشكل تهديدا خطيرا لأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية، وبما ينعكس سلبا على السلم والأمن الإقليمى والدولى». وشددت الوزارة على تضامن السعودية «ووقوفها إلى جانب الإمارات فى جميع ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها ومصالحها». كما أدان أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات «الأعمال التخريبية» مُشددا على «أن هذه الأعمال الإجرامية تُمثل مساسا خطيرا بحرية وسلامة طرق التجارة والنقل البحرى، ومن شأنها أن ترفع مستوى التصعيد فى المنطقة». وأكد البرلمان العربى فى بيان أن «استهداف السفن التجارية يُعد عملا إرهابيا ويستوجب التحرك الفورى والحاسم من المجتمع الدولى لتأمين خطوط التجارة والملاحة الدولية، ومحاسبة منفذيه». بدوره، ندد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى عبداللطيف الزيانى بالحوادث البحرية قبالة الإمارات، معتبرا ان الواقعة «تطور وتصعيد خطير يعبر عن نوايا شريرة للجهات التى خططت ونفذت هذه العمليات».