وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة، رفض قضاة المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق بشأن جرائم حرب محتملة أثناء الصراع في أفغانستان بأنه "انتصار دولي كبير"، محذرا المحكمة من اتخاذ أي إجراء يستهدف بلاده أو إسرائيل أو حلفاء واشنطن. وندد ترامب بالمحكمة "لما لها من سلطات واسعة وغير قابلة للمحاسبة"، وأيضا لما يعتبره تهديدا للسيادة الأمريكية، مؤكدا أن "أي محاولة لمقاضاة أفراد أمريكيين أو إسرائيليين أو حلفاء ستواجه برد سريع وقوي"، وفقا لوكالة رويترز. من جهته، وصف مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، الذي يتخذ موقفا متشددا من المحكمة القرار بأنه "تبرئة" لسياسة أمريكية صارمة ضد المحكمة و"هزيمة موجعة" للادعاء. وأضاف بولتون، في تصريحات للصحفيين، أنه حتى قضيتي الرئيس السوداني المعزول عمر البشير والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي ترغب واشنطن في تنحيته، ينبغي مباشرتهما تحت الولاية القضائية لبلديهما وليس المحكمة الجنائية الدولية. وكان قضاة المحكمة الجنائية الدولية قد رفضوا طلبا لفاتو بنسودا المدعية العامة للمحكمة بفتح تحقيق بشأن جرائم حرب محتملة أثناء الصراع في أفغانستان. وقال القضاة إن "الظروف الحالية للوضع في أفغانستان تجعل آفاق إجراء تحقيق ومحاكمة ناجحة محدودة للغاية". وذكر نص القرار أن "المحكمة قررت بناء على ذلك أن فتح تحقيق بشأن الوضع في أفغانستان في هذه المرحلة لن يخدم العدالة وبالتالي ترفض الطلب". بدورها، قالت بنسودا إن مكتبها "سيدرس كل التدابير القانونية المتاحة" ضد القرار. وأثار قرار المحكمة غضب جماعات حقوق الإنسان، حيث يعني أن حركة طالبان والحكومة الأفغانية والولاياتالمتحدة لن تواجه أي تحقيق أمام المحكمة بشأن جرائم مزعومة تعود معظمها لعامي 2003 و2004. وقالت كارين بونو مديرة قسم العدالة الدولية في الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، في تغريدة على حسابها الرسمي بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"، إن القرار "غير معقول وله دوافع سياسية"، مضيفا أن القرار "يؤكد وجود معايير مزدوجة". وقال كيفن جون هيلر، وهو أستاذ مساعد في القانون الجنائي الدولي بجامعة أمستردام، إن القرار يضع فيما يبدو عقبات كبيرة في طريق أي قضية أمام المحكمة الجنائية الدولية فيما يتعلق بفرص إجراء محاكمة ناجحة. وأضاف أنه "إذا كانت هذه هي المعايير فلن يفتحوا أي تحقيق أبدا". وكانت الولاياتالمتحدة قد ألغت تأشيرة دخول بنسودا هذا الشهر بعدما قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن واشنطن ستسحب أو سترفض تأشيرات موظفي المحكمة الجنائية الدولية الذين يتحرون مزاعم ضد القوات الأمريكية أو حلفائها.