تسريب ملايين الوثائق السرية، هو ما أودى بجوليان أسانج إلى مصير بات غير معروف الآن، بعد أن تم إلقاء القبض عليه، اليوم الخميس، من داخل سفارة الإكوادور بلندن التي تحصن بها في يونيو 2012، إلا أن ما حدث لأسانج منذ أن بدأ في نشر الوثائق السرية عبر موقعة ويكيليكس في يوليو 2010، هو المتوقع في نظر كثيرين، لشخص يراه مناصروه باحثًا ومناضلًا من أجل الحقيقة، وفي نظر منتقديه باحث عن الشهرة. فبعد نشر موقع ويكيليكس المملوك لأسانج، فيديو لمروحية أمريكية تطلق النار على مدنيين في العراق في أبريل 2007، وما يزيد عن سبعين ألف وثيقة سرية حول عمليات التحالف الدولي في أفغانستان في يوليو 2010، ليتبعها أربعمائة ألف أخرى تتعلق بغزو الولاياتالمتحدةالأمريكية للعراق في أكتوبر من نفس العام؛ كان أسانج على موعد مع إصدار السويد لمذكرة اعتقال له، بتهمة الاعتداء الجنسي على سيدتين سويديتين في أغسطس2010، وهو ما نفاه أسانج بالتأكيد على أن السيدتين وافقتا على إقامة علاقة معه. وأن دوافع سياسية وراء هذه الاتهامات، لتشويه سمعته وسمعة موقعه ويكيليكس. وفي شهر ديسمبر من العام 2010، اعتقلته السلطات البريطانية، لتسعة أيام، وتم وضعه بعدها قيد الإقامة الجبرية، في منزله بمنطقة سافولك الريفية شرق انجلترا، ليقضي شهورًا في معركة قضائية لرفض تسليمه للسويد، لتقرر إحدى المحاكم الجزئية تسليمه إلى السويد في فبراير 2011، وهو ما تم تأييده من قبل المحكمة العليا، يونيو 2012، ليقرر أسانج بعد استنفاد كل وسائل الطعن اللجوء إلى سفارة الإكوادور، طالبًا اللجوء السياسي، وهو ما منحته إياه الإكوادور، في 16 أغسطس من نفس العام. لتطلب بعدها في أكتوبر 2013، من لندن الخروج الآمن لأسانج ليتمكن من التوجه إلى الإكوادور وهو ما رفضته بريطانيا، معللة ذلك بالتزامها القانوني بتسليمه إلى السويد. وكانت الخارجية السويدية قد أكدت أن السبب الوحيد لرغبتها في تسلم أسانج هو التمكن من التحقيق معه بشكل مناسب في الاتهامات الموجهة ضده؛ إلا أن أسانج يخشي أن تقوم السويد بتسليمه إلى الولاياتالمتحدة، وتتم محاكمته بسبب ما نشره من معلومات سرية أمريكية. وخلال إقامته بداخل مبني السفارة الإكوادورية نشرت لأسانج عددًا من التصريحات والمقابلات الصحفية، ويعزى لجوء أسانج إلى سافرة الإكوادور إلى تقارب في الرؤى بين كل من أسانج ورئيس الإكوادور السابق روفائل كوريا، برزت في لقاء الرئيس الإكوادوري السابق خلال لقاء تلفزيوني مع قناة روسيا اليوم، أشاد خلاله كوريا بموقع ويكيليكس. وتقدم أسانج في سبتمبر 2014، بشكوى إلى الأممالمتحدة، ضد كل من السويدوبريطانيا، "باحتجازه تعسفيا"، وهو ما أيدته الأممالمتحدة في فبراير 2016، داعية السويدوبريطانيا لدفع تعويضات لأسانج، وهو ما رفضه البلدان لكونه غير ملزم قانونا، كان المحققون السويديون قد وافقوا في مارس 2015، على السفر للتحقيق مع أسانج خشية انتهاء فترة التقاضي، ليغلق ملف الاتهامات السويدية لأسانج نهائيًا في 2017، بعد أن رفعت ماريان ني من سلطة الادعاء العام طلبا إلى محكمة ستوكهولم الابتدائية يلغي بموجبه قرار حجز جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس. كان ويكيليكس قد أفاد في تغريدة على موقع تويتر الخميس الماضي، أن كيتو ولندن أبرمتا اتفاقًا يقضي بطرد أسانج من السفارة الإكوادورية وتسليمه إلى السلطات البريطانية، خلال "الساعات أو الأيام المقبلة"، باستخدام فضيحة #INAPapers البحرية كذريعة - وأنها لديها بالفعل اتفاق مع المملكة المتحدة لاعتقاله. وردت الخارجية الإكوادورية في بيان السبت الماضي،على تغريدة ويكيليكس بالقول أن أسانج أظهر "نكرانا للجميل وقلة احترام" تجاهها رغم اللجوء الذي منحته له في سفارتها لدى لندن منذ عام 2012. وذكر "ويكيليكس" في وقت سابق، أن أسانج تعرض لعملية تجسس داخل سفارة الإكوادور، منذ العام 2012، وقد يُحرم من حق اللجوء فيها في أي لحظة، بحسب ما أشار رئيس تحرير ويكيليكس، "كريستين هرافنسون"، والذي أشار أيضا إلى أنه من المفترض أن تكون سجلات زوار أسانج وتسجيلات كاميرات المراقبة قد سلمت إلى إدارة ترامب بناء على طلبها، وفقًا لقناة روسيا اليوم. كان وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، قد قال الجمعة الماضية: "جوليان أسانج شخص حر وبإمكانه مغادرة هذه السفارة عندما يريد. ونود تسوية الوضع في أسرع وقت ممكن. الأمر يتوقف عليه".