ألقت شبكة "CNN" الأمريكية، الضوء على الأوضاع الحالية في دولة موزمبيق الإفريقية إثر الدمار الذي خلفه إعصار "إيداي"، بعد أن اجتاحت عاصفة الإعصار من الفئة الثانية الأسبوع الماضي الدول الواقعة في الجنوب الإفريقي، بطاقة رياح ببلغت سرعتها 175 كيلومترا في الساعة؛ ما أدى إلى هدم المنازل والمباني والتسبب في دمار واسع النطاق، خلال انتقالها عبر زمبابوي المجاورة وأجزاء من مالاوي. وبحسب التقرير المنشور عن الشبكة، أمس الأربعاء، يقول عمال الإنقاذ إنهم يتدافعون لإنقاذ حوالي 10 آلاف ناج من إعصار "تروبيكال إيداي" الذين يتشبثون بأسطح المنازل في موزمبيق، وسط تهديد بتزايد الفيضانات مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة في المناطق المتضررة بشدة، في حين لا يزال الآلاف من الناجين يتشبثون بأسطح المنازل، مع ارتفاع عدد القتلى، بحسب ما نقلته الشبكة عن وكالة الإغاثة. وأعلنت موزمبيق عن أن العدد الرسمي للقتلى بلغ حتى الآن أكثر من 200 شخص في البلاد، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى، حيث قال الرئيس الموزمبيقي "فيليب نيوسي" -وقت أن كان عدد القتلى 84 منذ أن ضربها الإعصار الخميس الماضي- "كل شيء يشير إلى أنه يمكننا تسجيل أكثر من 1000 قتيل"، مشيرا إلى أنه في حالة حدوث ذلك إذا فسيكون "إيداي" واحدا من أكثر الأعاصير المدارية دموية التي تضرب القارة الإفريقية. ونشر المعهد الوطني للأرصاد الجوية في موزمبيق بشأن الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية والرياح العاتية التي يمكن أن يصل مجموعها إلى 75 ملم، خلال 24 ساعة، لتشمل مدينة بيرا الساحلية، بعد أن دمر الإعصار 90% من مدينة "بيرا" بحسب "جيمي ليسور" المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر. وصرح الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر لشبكة "CNN"، بأنه من المحتمل حدوث فيضان لنهر آخر، مضيفًا أن الرياح القوية والأمطار أعاقت أعمال الإنقاذ خلال الثلاثاء الماضي. فيما حذرت منظمة إنقاذ الطفولة الخيرية، يوم الثلاثاء، من أن عمال الإغاثة يسابقون الوقت لإنقاذ الآلاف من الأطفال المحاصرين في مقاطعة "بوزي" الواقعة في وسط البلاد المغمورة بالمياه، بحسب ما أظهره المسح الجوي. وقالت كارولين هاجا، أخصائية الاتصالات في الاتحاد الدولي للشبكة: "جهود الإنقاذ مستمرة ونجحنا في تأمين المزيد من طائرات الهليكوبتر، بينما نخدم الناس بالقوارب اليوم نحن نأمل في إنقاذ أكثر من 1000 شخص". فيما أفاد "ايلوج اشيموي" رئيس الاتصالات في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، بأن المناطق التي تثير قلقًا كبيرًا هي تلك التي لا تزال مغمورة، والتي تشمل المنطقة الريفية المحيطة بنهر "بوزي" الواقع في وسط موزمبيق، حيث لا يزال هناك ما يقرب من 10000 من الناجين عالقين على أسطح المنازل ويتطلب إنقاذهم عملية جوية. وبحسب الشبكة، صرح المفوض السامي لموزمبيق في المملكة المتحدة "فيليب تشيدومو"، أمس الأربعاء، بأن البلاد تحتاج إلى جهد متواصل من جانب الحكومة الموزمبيقية والمجتمع الدولي للمساعدة في إنقاذ الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل وتوفير الغذاء والصرف الصحي والمياه ل350 ألف فرد يعتقد أنهم في خطر، متابعا: "هذه مأساة كبيرة هناك حاجة إلى عمل كبير بما في ذلك استعادة الكهرباء والمياه والصرف الصحي لمنع ظهور الأمراض المنقولة عن طريق المياه وكذلك إصلاح البنية التحتية العامة". في الوقت نفسه، وصف عمال الإنقاذ في مدينة "بيرا" الموزمبيقية مشاهد من الدمار الذي سيتطلب استجابة طارئة كبيرة، بما في ذلك الخدمات الطبية ودعم المياه والصرف الصحي، وفقًا لما ذكرته وكالة الإغاثة التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود، في الوقت الذي قال فيه "غيرت فيردونك"، منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في المدينة ذاتها: "أول شيء تراه عند وصولك هو الدمار والكثير من الماء فالوضع خارج المدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي نصف مليون شخص ربما يكون أسوأ واستمرار هطول الأمطار يعني أن الوقت سيستغرق بعض الوقت قبل انحسار مياه الفيضان ومن الصعب في هذه المرحلة استيضاح الاحتياجات الطبية الضرورية كما من الصعب الوصول إلى المراكز الصحية". لكن على الرغم من صعوبة الأجواء والدمار الذي يعيق الحركة، نجحت عملية إنقاذ قامت بها القوات الجوية لدولة جنوب إفريقيا، وأنقذت 167 ناجيا في مدينة "بيرا". وحذرت الجماعات الإنسانية من أن الفيضانات والظروف الرطبة قد تؤدي إلى تفشي الأمراض، وقال فيردونك من منظمة أطباء بلا حدود: "من المؤكد أن الأمراض المنقولة بالمياه مصدر قلق هنا فلا تزال السماء تمطر داخل منازل الناس لذا فإن الالتهاب الرئوي وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى ستكون مشكلة أيضا تجمع الكثير من الناس في المدارس أو الكنائس بيئة لانتشار الأمراض التنفسية بسهولة". أما عن الوضع في مالاوي المجاورة لموزمبيق، فقد لقي 56 شخصًا حتفهم وأصيب 600 آخرون، وفقًا لمنظمة أطباء بلا حدود. من جانبه، قال الاتحاد الأوروبي إنه سيرسل 3.97 مليون دولار كمساعدات طارئة إلى موزمبيق وملاوي وزيمبابوي، فيما قالت الإمارات العربية المتحدة إنها سترسل ما يقرب من 5 ملايين دولار لمساعدة 600 ألف شخص في جميع أنحاء الدول الثلاث، كما تعهدت المملكة المتحدة بتقديم 23 مليون دولار من المساعدات للدول المنكوبة، وأعلنت مدينة دبي الإنسانية الدولية يوم الثلاثاء أن 400 ألف شخص سيستفيدون من شحنة مساعدات إنسانية تبلغ 97 طنًا، في الوقت الذي عرض فيه حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، طائرته الخاصة من طراز بوينج 747 للمساعدة في توصيل المساعدات.