أكد الدكتور خالد أبو الليل, أستاذ الأدب الشعبى بكلية الآداب جامعة القاهرة، أن ثورة 19 الشعبية ساهمت فى حل أزمة الهوية للمصريين، ففى الوقت الذى تساءل فيه المصريون إن كانت مصر أوروبية أم إفريقية أم إسلامية، جاءت الثورة لتثبت أن مصر للمصريين فقط، وأن الهدف الوحيد لكل فئات الشعب هو الاستقلال وإثبات القدرة على الحكم الذاتى لمصر. كما أنها هدمت نظرة الغرب والعالم عن المصريين أنهم فى حالة خنوع واستسلام دائم، كما أنها حركت الثورة المياه الراكدة، وسببت حالة من الفوران الاجتماعى وتجدد الأمل لدى المصريين. وجاءت بمثابة رد اعتبار لما حدث فى الثورة العرابية وردا على سلسلة من الأحداث السياسية أثارت كبرياء المصريين أبرزها «حادثة دنشواى». وأشار د. أبوالليل إلى أن «الثورة ظاهرة قوية لكنها أضعف ما يكون إذا غاب عنها الوعى»، ورأى أن الثورة تميزت بالوعى الشعبى رغم عدم وجود وسائل تكنولوجية آنذاك. وأوضح د. خالد أن الشخصية المصرية اتسمت بالتماسك ووضوح الهدف أثناء الثورة ما جعلها تتغلب على جميع المؤامرات التى دبرت لها. وأكد أن ثورة 1919 مهّدت لعدالة اجتماعية فى المجتمع المصرى وأنها السبب الرئيسى فى كل ما تحقق من إنجازات منذ 1919، وحتى عام 1952، مضيفا أنها كانت تطبيقا عمليا لدعوة «قاسم أمين» فى أواخر القرن القرن التاسع عشر بتحرير المرأة.