علاء عابد: القائمة الوطنية تجسّد ظاهرة إيجابية لتعزيز تمثيل الشباب    تعرف على الشروط والمستندات لمدرسة مياه الشرب بمسطرد    وظائف خالية اليوم.. "العمل" تعلن عن 50 فرصة عمل بمترو الأنفاق    أوقاف الفيوم تفتتح 3 مساجد جديدة ضمن خطة الإعمار والتطوير    محافظ أسيوط يتفقد دير الأمير تادرس الشطبي بالجبل الشرقي    فوز المرشح المصرى بمنصب رئيس مجلس الفاو لأول مرة في تاريخ المنظمة مُنذ انشاؤها    سعر الخضروات اليوم الجمعة 4-7-2025 فى الإسكندرية.. انخفاض فى الأسعار    قانون الإيجار القديم.. زيادات شهرية تصل 1000 جنيه حسب المنطقة.. والتطبيق فورًا    وزيرة التخطيط: مصر ضمن أفضل 10 دول فى العالم من حيث الجاهزية للاستثمار    فيديو.. حريق هائل بالقرب من قصر الشعب في العاصمة السورية دمشق    قوات الاحتلال تقتحم بلدات بالضفة الغربية وتداهم المنازل وتهجر 30 عائلة من أريحا    حريق فى كاليفورنيا يدمر أكثر من 52 ألف فدان فى 24 ساعة.. فيديو    النيابة العامة بروما تفتح تحقيقا بحادث انفجار محطة وقود.. وميلونى تتابع تداعيات الحادث    خبر في الجول - العربي الكويتي يطلب ضم مروان حمدي مهاجم بيراميدز    عماد رمضان يبحث تطوير الكرة الطائرة البارالمبية في إفريقيا مع رئيس الاتحاد الدولي    رئيس الاتحاد الدولي يشيد بدور مصر في نشر الكرة الطائرة البارالمبية بإفريقيا    جوناثان ديفيد يصل إلى إيطاليا تمهيدًا للانضمام ل يوفنتوس    الداخلية: ضبط 18 مليون مخالفة مرورية خلال 6 أشهر.. منها 400 ألف للنقل الثقيل (فيديو)    أهم أسئلة علم النفس والاجتماع لطلاب الثانوية العامة بالنظام القديم    إصابة شخص صدمته سيارة أثناء عبوره للطريق فى المريوطية    تكثيف الحملات على الطرق والمحاور لمواجهة السير العكسي لمركبات "التوك توك" وضبطها بالجيزة    السيطرة على حريق في كشك كهرباء بمدينة قنا الجديدة    159 شخص شاهدوا فيلم سيكو سيكو في دور العرض أمس    الليلة.. عرض "نوباتيا" لفرقة قومية أسوان بمهرجان فرق الأقاليم المسرحية على مسرح السامر    علاء عابد: القائمة الوطنية تجسّد ظاهرة إيجابية لتعزيز تمثيل الشباب    معركة حطين فى 10 نقاط.. أسباب المعركة ونتائجها    بعد غياب 7 سنوات.. أحلام تحيي حفلا في مهرجان جرش بالأردن نهاية يوليو    بعد وفاة أحمد عامر.. حمو بيكا يكشف حقيقة اعتزاله الغناء| فيديو    عقد المؤتمر الطبي السنوي الثالث لطب وجراحة العيون 2025    لماذا تتشابه بعض أعراض اضطرابات الهضم مع أمراض القلب.. ومتى تشكل خطورة    تناول طبق عاشوراء بهذه الطريقة.. يعزز صحة قلبك ويقوى مناعة طفلك    "فرانكنشتاين".. تحذير من متحور جديد في بريطانيا    المصري يواصل استعداداته للموسم الجديد بمران بدني على شاطئ بورسعيد    وزارة البترول: إعلانات التوظيف على مواقع التواصل وهمية وتستهدف الاحتيال    وزير الخارجية الروسي: يجب خفض التصعيد وتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة    45 يومًا لهذه الفئة.. زيادات كبيرة في الإجازات السنوية بقانون العمل الجديد    بيان عاجل من "عمال مصر" بشأن إعلان افتتاح سد النهضة    صيام يوم عاشوراء فرض ولا سنة؟.. داعية يكشف مفاجأة    مصدر أمني: جماعة الإخوان تواصل نشر فيديوهات قديمة    تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 145 مخالفة لمحلات لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    18 يوليو.. أنغام تفتتح الدورة الثالثة لمهرجان العلمين الجديدة 2025    وزير الإسكان: إزالة وصلات المياه الخلسة بالمدن الجديدة وتحصيل المتأخرات    السنن النبوية والأعمال المستحب فعلها يوم عاشوراء    باشاك شهير يقترب من ضم مصطفى محمد.. مفاوضات متقدمة لحسم الصفقة    وزير الأوقاف يدين اغتيال الاحتلال مدير المستشفى الإندونيسي بغزة    "الزراعة" إصدار 677 ترخيص لأنشطة ومشروعات الإنتاج الحيواني والداجني    محافظ المنوفية: تحرير 220 محضرًا تموينيًا خلال يومين من الحملات التفتيشية    مصرع طفلة وإصابة 3 أشخاص صدمهم أتوبيس فى الدقهلية    أسعار الدواجن والبيض بأسواق القليوبية اليوم الجمعة 4-7-2025    "ضريبة البعد" تتصدر تريند تويتر في مصر فور طرح ألبوم أصالة.. والأغنية من ألحان مدين    الأمم المتحدة: فشلنا في حماية الشعب الفلسطيني    ننشر كل ما تريد معرفته عن «يوم عاشوراء»    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 4-7-2025 في محافظة قنا    رمضان السيد ينتقد تعاقد الزمالك مع جون إدوارد: النادي لا يحتاج إلى سماسرة    الهلال يُكرم حمد الله قبل موقعة فلومينينسي في مونديال الأندية    ردد الآن| دعاء صلاة الفجر اليوم الجمعة 4 يوليو 2025.. اللهم أجرنا من النار، واصرف عنا كل مكروه، وأرض عنا يا أرحم الراحمين    تفاصيل استقالة كرم جبر وعمرو الشناوي من حزب الوعي    ترامب: برنامج إيران النووي دمر بالكامل وهذا ما أكدته وكالة الطاقة الذرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جولة في كتاب يوميات لورد ملنر (6) : رئيس الوزراء يوسف وهبة كان يرى المصريين غير ناضجين.. وخشي إعلان رأيه
نشر في الشروق الجديد يوم 06 - 03 - 2019

تصريحات سعد زغلول كانت سببا في جمود الوضع الداخلي وعدم تحمس الكثيرين للقائنا
وهبة باشا كان يرى أن المصريين غير ناضجين سياسيا للمناقشات حول الوضع في مصر.. لكنه تخوف من إعلان رأيه علنا
السلطان فؤاد كان متحمسا جدا لدعمنا مقابل منحه المزيد من السلطة
تواصل "الشروق" على مدار شهر مارس عرض مجموعة من الكتب، الحديثة والقديمة، التي تروي جوانب مختلفة لتأريخ وتوثيق أحداث ثورة 1919 من الأسباب إلى المآلات.
وأول كتاب نتجول بين صفحاته هو ترجمة كاملة لوثيقة إنجليزية عن أحداث ثورة 1919 ضمن الأرشيفات الوطنية للمملكة المتحدة في لندن، ينتمي إلى وزارة المستعمرات في مجلد بعنوان "لجنة ملنر 1919-1920".
لجنة ملنر هي لجنة شُكلت في 22 سبتمبر 1919 من قبل الحكومة البريطانية، للوقوف على أسباب ثورة 1919 في مصر.
المجلد الأصلي يسجل الأحاديث التي أجراها أعضاء اللجنة مع شخصيات ذات نفوذ في مصر، وداخل المجلد وثيقة مكونة من 70 صفحة فولسكاب مكتوبة على الآلة الكاتبة عنوانها "الأحاديث التي أجراها اللورد ملنر خلال رئاسته اللجنة الخصوصية المنتدبة لمصر".
الكتاب هو أحدث ما نشر في السوق المصرية عن ثورة 1919، صدرت طبعته الأولى عن دار الشروق 2019، ويقع الكتاب في 173 صفحة، من القطع المتوسط، أعدته وحررته منى عبدالعظيم أنيس مديرة قسم التحرير بدار الشروق، وترجمه للعربية د. صلاح أبو نار، وكتب مقدمته المفكر والمؤرخ المستشار طارق البشري.
في هذه الحلقة يعود ملنر للتدوين غير المنتظم عن يومياته في القاهرة، فيحكي عن انطباعاته عن بعض من التقاهم، وعن الجمود في الموقف الداخلي المصري، وأن امتناع سعد زغلول باشا عن العودة لمصر سبب في جمود الأوضاع في مصر.
كما يحكي ملنر سبب ابتهاج اللورد أللنبي برحيل اللجنة، حيث سيتمكن بعد رحيلها من التعامل مع الاضطرابات والأحداث بما تستحقه.
آخر أيام القاهرة :
في أيامه العشرة الأخيرة في القاهرة، أمضى ملنر الوقت في مباحثات وجولات عمل في أيام كانت مزدحمة ازدحاما لم يمكنه من مواصلة تدوين يومياته.
غير أن ملنر يعود لتدوين بعض ما فاته من يوميات بعد ذهابه إلى رام الله ( أصبح من الواضح أمامنا انه من المستحيل أن نعد وندون تقريرا كاملا، أو حتى نتمكن من تنظيم هذه الكمية الهائلة من المادة التي كنا قد جمعناها قبيل رحيلنا من مصر (...) وعلينا عند عودتنا إلى الوطن أن نتوفر على دراسة المادة التي جمعناها والتي سوف تشكل تقريرنا، بما تنطوي عليه من غزارة في الآراء والوقائع المؤيدة لها.
جمود الموقف الداخلي :
ويرصد ملنر في يومياته الموقف الداخلي لمصر في تلك الفترة (اتجه الموقف الداخلي في مصر إلى المزيد من الجمود، وكنا قد سمعنا من جهات مختلفة أن الوطنيين المصريين منزعجون من رحيلنا وحريصون على التواصل معنا).
ويفسر ملنر سبب الجمود بأنه (طالما ظل زغلول ممتنعا بوضوح عن العودة إلى مصر وطالما واصل إصدار تصريحات علنية متشددة فلن يمتلك أحد في مصر شجاعة التحرك في اتجاهنا).
عدلي يكن يتخلى عن أمله في الوزارة الجديدة :
قابلت عدلي يكن باشا مرة أخرى، وكان قد تخلى بوضوح عن أمل تشكيل وزارة جديدة، واتفق مع الرأي القائل بأنه إذا كان هناك احتمال لعقد مؤتمر تسوية فإن الوقت الأفضل لتأليف حكومة جيدة سوف يكون بعد إدخال النظام الجديد وليس قبله.
وطرح في لقائي مع عدلي اقتراح أكثر أهمية ولأول مرة وهو تشكيل وفد غير رسمي يقره السلطان لكنه ليس معينا من قبلها، من أجل التباحث مع اللجنة، بعد صعوبة تكوين وفد مصري من جانب السلطان ويشمل الزغلوليين وعدلي ووزراء من حكومة ذلك الوقت.
وفكرة إجراء مناقشات في لندن بين هذا الوقد المقترح واللجنة أفضل، لأن الأطراف المشاركة سوف تكون قادرة على تحسس طريقها، دون أن تكون أي من الحكومتين المصرية والبريطانية ملزمة بالدخول في مفاوضات رسمية، قد يؤدي فشلها بعد انطلاقها إلى كارثة مع الوضع في الاعتبار أن غموض موقف سعد زغلول من المشاركة في هذا الوفد الوفد المقترح، يجعلها أمرا غير قابل للتحقق.
يظهر مظلوم باشا في سير الأحداث بعد أن التقى به ملنر (مظلوم رجل معتدل في الصميم، على الرغم من أنه ليس رجلا قويا، فإنه يعامل باحترام من جانب الجميع، بمن فيهم السلطان، فهو لا يريد إلا السلام والحياة الهادئة، وليست لديه أفكار متطرفة بشأن الاستقلال)
انطباعات ملنر عن مظلوم باشا، جعلته مؤهلا في رأي الأول للعب دول أكثر اعتدالا داخل الوفد المصري، قبل أن يعاود الطرفان الاتفاق أنه لن تكون هناك أي جدوى من إرسال وفد إلى لندن لا يضم سعد زغلول.
الخوف من إعلان الآراء :
قبل مغادرة ملنر للبلاد، طلب من يوسف وهبة باشا (رئيس الوزراء) تدوين آرائه الخاصة وآراء رفاقه في الوزارة حول الوضع الراهن والمقترحات التي يرغبون في تقديمها، إلا أن وهبة طلب منه عدم ذكر الأسماء أو الاستشهاد بأقواله أو أقوال أي من أعضاء الوزراة ونسبتها إلى أصحابها، وهو ما أعطى انطباعا لملنر بأن (حياتهم تساوي إعلان آرائهم على الملأ).
في ختام لقاءه مع وهبة باشا، يخرج ملنر بانطباع بأنه (وهبة) لا يؤمن على الإطلاق بإمكانية وصولنا إلى أي تسوية عبر الاتفاق مع المصريين، لأن أبناء البلد غير ناضجين سياسيا بما يكفي للدخول في مناقشات حول الوضع المستقبلي في مصر، لكنه ينتظر منا أن نفرض الأمر عليهم، دون أن نرجع لهم مرة أخرى.
السلطان مرة أخرى :
ويعود ملنر لتسجيل انطباعاته مرة أخرى عن لقاءاته مع السلطان فيقول (تحدث معي بثقة وصراحة استثنائية لكنه كان كما شان كل مقابلاتنا السابقة الطرف الذي يتكلم طوال الوقت، وتناول حديثه عددا كبيرا من الشخصيات غالبها كان تافها، وأظهر عجزه القديم عن أي فهم حقيقي لأساسيات تسوية دستورية أصيلة.
ويضيف ملنر (كان السلطان قاطعا في تأكيده لي على أنه لا يرغب في أكثر من العلاقات الودية مع سياسة بريطانيا العظمى، وكان مؤيدا بالكامل لأنه في مصر سلطتين الحكومة البريطانية والسلطان (..) وأنه إذا أردنا الحصول على دعمه الذي كان في أشد الحماسة لتقديمه فإن علينا تركه للحصول على المزيد من القوة والسلطة).
أللنبي مبتهجا برحيل اللجنة :
ومن أهم ما سجله ملنر في آخر يومياته في القاهرة أن أللنبي كان مرتاحا بالكامل لرحيل اللجنة عن مصر، لأنه كان مرغما على دعمها خلال وجودها مصر، وهو ما كان سببا في الرفق والتساهل في تعامله مع (المحرضين على الشغب)، ورحيل اللجنة سيجد نفسه حرا في التعامل مع محاولات الاضطراب بما تستحقه.
وغداً حلقة جديدة......


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.