أظهر بارومتر الأعمال الذى أعده المركز المصرى للدراسات الاقتصادية فى سبتمبر تحسن تقديرات القطاع الخاص لأداء الاقتصاد المصرى. أصبحت الشركات العاملة فى الاقتصاد المصرى أكثر ثقة فى الأوضاع الاقتصادية المحلية، حيث غلب التفاؤل على توقعاتها للنمو خلال سبتمبر 2009، مقارنة بأغسطس، فمن بين 237 شركة استطلع رأيها المركز المصرى للدراسات الاقتصادية، توقع 46% ارتفاع النمو المحلى خلال سبتمبر، كما أظهرت بيانات بارومتر الأعمال الأخير، الذى يصدره المركز. ويمكن إرجاع النظرة الإيجابية للشركات إزاء الأداء الاقتصادى الكلى وأنشطته إلى توقعاتها بارتفاع إنتاجها ومبيعاتها خلال سبتمبر، مع الزيادة المنتظرة للاستثمارات والصادرات، وفقا للبارومتر. وبالنسبة لتقييم الشركات لأداء الاقتصاد خلال الشهر السابق لإعداد التقرير، شهر أغسطس، فقد اتسم بالاستقرار، تبعا للبارومتر، الذى أوضح أن حوالى 80% من الشركات التى شملها الاستطلاع تشعر بثبات النمو خلال هذا الشهر، مقارنة بيوليو، بينما أفاد 16% منها بارتفاعه. وبمقارنة القطاعين العام والخاص، نجد أن تقييم القطاع العام جاء أفضل بالنسبة لمتغيرات الإنتاج والمبيعات المحلية ومستوى المخزون والأجور والاستثمار والتشغيل، بينما جاء تقييم القطاع الخاص أفضل لمتغيرات أخرى، مثل الأسعار، واستغلال الطاقة الإنتاجية، والصادرات. وقد مالت تقديرات الشركات فيما يخص الأسعار والأجور إلى الاستقرار، حيث أشارت الغالبية العظمى منها إلى ثباتهما، متوقعين عدم حدوث أى زيادة فى الأجور، بعد الارتفاع الذى شهدته فى يوليو، مع بداية العام المالى الجديد. وعلى جانب التشغيل، أفادت بعض الشركات بالاتجاه إلى زيادة العمالة المؤقتة، سواء الفنية أو الإدارية، حيث أشار 20% من تلك الشركات إلى ارتفاعها، كما أشار 90% من الشركات إلى استقرار معدلات التشغيل فى مجملها خلال سبتمبر. وعلى مستوى القطاعات الاقتصادية، أظهر البارومتر تحسن رؤية الشركات لجميع القطاعات، ما عدا قطاع السياحة، الذى غلبت النظرة السلبية على تقييمه والتوقعات الخاصة به، واستندت الشركات فى ذلك إلى تراجع الإنتاج والمبيعات بهذا القطاع خلال شهر أغسطس. وتأتى نظرة القطاع الخاص غير الإيجابية للسياحة مخالفة لرؤية الحكومة، التى ترى ظهور بوادر انتعاش فى هذا القطاع، متوقعة أن يحدث تعاف كامل له من آثار الأزمة فى الربع الثالث من العام المقبل، تبعا لزهير جرانة، وزير السياحة. وبحسب بيانات جرانة، تراجعت إيرادات السياحة فى مصر بنحو 6.4% خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالى، مقابل انخفاضها بنسبة 17% فى الربع الأول من العام. وكان أفضل تقييم قطاعى فى البارومتر من نصيب قطاع الاتصالات، الذى شهد «تحسنا واضحا فى استطلاع شهر سبتمبر، بعد أن كان قد أبدى انخفاضا شديدا فى الاستطلاع السابق عليه»، بحسب التعبير الوارد فى البارومتر. وكانت المجموعة المالية هيرمس قد توقعت، فى أحدث تقاريرها عن الاتصالات فى الشرق الأوسط، أن تتفوق مصر على دول المنطقة من حيث عدد المشتركين الجدد فى خدمات المحمول خلال الربع الثالث من 2009، مُرجعة ذلك إلى «العروض القوية التى يقدمها مشغلو المحمول الثلاثة فى السوق المصرى». واعتبرت هيرمس شركة أوراسكوم تيليكوم صاحبة أفضل ثانى أداء على مستوى شركات المنطقة، كما أضافت سهم المصرية للاتصالات لقائمة أسهمها المفضلة.