تحل اليوم ذكرى ميلاد الرئيس الأمريكي الأسبق الراحل، فرانكلين روزفلت، وتذكرنا كتب التاريخ أن روزفلت هو أول رئيس أمريكي يتمكن من تولي رئاسة الولايات 4 فترات متتالية، قبل أن يتم تعديل المادة ال22 في الدستور الأمريكي في عام 1951، والتي منع بموجبها أي رئيس أمريكي من تولي الرئاسة أكثر من فترتين. فرانكلين ديلانو روزفلت، هو رجل دولة وزعيم سياسي، شغل منصب الرئيس ال32 للولايات المتحدةالأمريكية، بين عامي 1933-1945. ولد روزفلت لعائلة هولندية الأصل في نيويورك، ودرس المحاماة في جامعة هارفارد في كولومبيا، وتعلم الفرنسية والألمانية، وانتمى للحزب الديمقراطي الأمريكي، الذي مهد له الطريق للرئاسة الأمريكية؛ بترشيحه لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 1932. ولكن، ما الذي فعله روزفلت ليصبح الرئيس الأمريكي الأوحد الذي فاز برئاسة الولاياتالمتحدة مدة 4 فترات رئاسية متتالية؟. الشروق تجيب على هذا السؤال في نقاط. • الفترة الرئاسية الأولى 1932: فاز فرانكين روزفلت لأول مرة برئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية في عام 1932، بتزكية من الحزب الديمقراطي الذي دفعه لدخوله السباق الانتخابي، أمام الرئيس الأمريكي الجمهوري آنذاك، هيربرت هوفر. وقتها كانت أمريكا تتعرض لأسوأ كساد اقتصادي في تاريخها، وكانت هذه الأزمة هي مفتاح فوز روزفلت بفترة رئاسته الأولى، حيث ركز في حملته الانتخابية على كيفية الخروج من الكساد الاقتصادي، وكون مجموعة من الخبراء والاستشاريين لاقتراح سياسة اقتصادية لإخراج البلاد من الأزمة، وبالفعل استطاع إقناع الناخبين بتأييده، على الرغم من تشكيك الجمهوريين في قدرته على إدارة البلاد، كما ألقى 60 خطابا وعد فيها بمحاربة الكساد، واتخاذه إجراءات لمنع تقلب الأسعار، ومساعدات عاجلة للعاطلين، كما استعرض خطته لتنمية الموارد المالية في الولايات عند فوزه بالرئاسة. وبالفعل فاز روزفلت فوزا ساحقا برئاسة أمريكا، بحصوله على 57%، بينما حصل الرئيس هوفر على 40% فقط، ليبدأ بعدها فترة حكمه الأولى باستحداث أنظمة اقتصادية أحدثت طفرة نوعية وأسست للدولة الحديثة في أمريكا. • الفترة الرئاسية الثانية 1936: الطفرة النوعية والتغيرات الاقتصادية التي أحدثها روزفلت في أمريكا خلال فترة رئاسته الأولى في عام 1932، أسست لفوزه في انتخابات الفترة الرئاسية الثانية عام 1936، وتملث هذه الطفرة في: 1- حلول للأزمة المصرفية وإنقاذ البنوك. 2- إنشاء مؤسسات رعاية اجتماعية للمدنيين. 3- استصدار قوانين جديدة لتحقيق الاستقرار في اقتصاديات الزراعة. 4- إنشاء إدارة الإغاثة الفيدرالية لتقديم المساعدة لمن هم في فقر شديد. 5- استصدار قانون الإصلاح الصناعي الوطني. 6- إنشاء لجنة لتبادل الأوراق المالية. 7- إنشاء إدارة لإدخال الكهرباء إلى الريف. 8- استصدار قانون واجنر، الذي كفل للعامل الحق في إبداء رأيه في اللوائح التنظيمية للشركات التي يعمل فيها من خلال ممثلين له يختارهم، ومنع أصحاب الشركات من اتخاذ إجراء معاد في حال تظلم العمال. وأخذ روزفلت يذكر الناخبين الأمريكيين بأن إدارته هي التي أنقذت أنظمة الملكية الخاصة والمشروعات الحرة من دمار إدارة الرئيس السابق هوفر، ليفوز بالرئاسة للمرة الثانية بحصوله على 61% من الأصوات، بينما حصل منافسة ألف لاندون على 37% فقط. • الفترة الرئاسية الثالثة 1940: مع اقتراب أمريكا من انتخابات الفترة الرئاسية الثالثة، لم يكن موقف روزفلت واضحا من حيث إذا كان سيخوضها أم لا، وقتها اجتمع الحزب الديمقراطي ليختار مرشح يخلفه، وبالفعل اختار الحزب نائب الرئيس، جون نانس جارنر، ومخطط حملاته الانتخابية، جيمس فارلي. لكن على الرغم من أن روزفلت شجعهما على خوض السباق، وحثّ الناخبين على الاختيار بينهما، إلا أنه استطاع بطريقة ما أن يدرج اسمه في قائمة المرشحين في الحزب، ليفوز بأغلبية الأصوات، وبذلك تم ترشيحه لخوض فترة انتخابية ثالثة، ضد مرشح الحزب الجمهوري وندل ويلكي. وربما كان رصيد روزفلت التنموي كاف عند الشعب الأمريكي لينتخبوه لفترة ثالثة جديدة ويحصل على 55% من الأصوات، مقابل 45% لمنافسه ويلكي. • الفترة الرئاسية الرابعة 1944: تمحورت المعركة الانتخابية في هذه الجولة حول الحالة الصحية لروزفلت، فلم يستطع مرشحه الجمهوري المنافس، توماس ديوي، انتقاد سياسات حكومة روزفلت الناجحة في الخارج والداخل، واستغل حالته الصحية المتدهورة، قائلا إنه لم يعد يستطيع إدارة البلاد، وقتها قال روزفلت للناخبين إن ديوي يفتقر إلى الخبرة في السياسة الخارجية، وحذرهم من تغيير الرؤساء وسط أجواء الحرب العالمية الثانية. وقد فاز روزفلت للمرة الرابعة برئاسة أمريكيا بحصوله على 53% من الأصوات، بينما حصل ديوي على 46% فقط، ولكن توفي الرئيس بعد أيام من فوزه في الانتخابات، ما ثبت صحة روايات ديوي، حيث كان يعاني من ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين، وكان سبب وفاته هو إصابته بنزيف المخ الساعة 1 ظهرا في عام 1945.