لم تمنع الظروف الاقتصادية القاسية الشاب محمود نجيب من المبادرة بالخير، فيقدم مع حبات البرتقال الكثير من الحب، من خلال عرضه الفاكهة الشتوية بالمجان لمن لا يقدر على اقتنائها فى سوق قرية البراجيل بالجيزة. نالت فكرة محمود صدى واسعا من التفاعل حين قرر أحد زبائنه نشر الفكرة مع الصورة على منصات التواصل الاجتماعى، لتبرهن قصته على عدم انقطاع المودة بين المصريين فى أحلك ظروفهم المعيشية. يقول نجيب، صاحب ال 27 سنة، والذى يعمل بالأساس محاسبا فى أحد مصانع الثلج، إنه لم يكن يسعى إلى الشهرة من وراء مبادرته الأخيرة ولكنه فعلها حبا فى الخير. محمود لجأ منذ شهرين ونصف الشهر إلى بدء تجارته نظرا لركود العمل بالمصنع فى فصل الشتاء، فبدأ التجارة بنشاط الملابس لكنه سرعان ما حول النشاط إلى تجارة الفاكهة. حين وضع محمود لافتة على عربة البرتقال تحث غير القادرين على أخذ ما يريدون بالمجان، كان ذلك إيمانا منه بمبدأ «ساعد تتساعد»، وأن ما يقدمه من خير سوف يعود له خيرا أيضا ولكن بصور مختلفة. يحرص الشاب على أن يشتت انتباهه عمن يأخذون بالمجان حتى لا يتسبب لهم فى حرج، لكن تردد جارته السورية عليه باستمرار جعله يعرفها جيدا. يحكى نجيب أن تعرض محمود للخسارة المادية بسبب مبادرته لكن ذلك لا يجعله نادما ليقينه بقناعة «مش كل الرزق فلوس» بحسب قوله.