ليس سهلا على المرأة أن تحافظ على المودة والرحمة التى أرادها الإسلام للمجتمع وبالتالى الحفاظ على الأسرة.أسماء عثمان وفاطمة الشرقاوى داعيتان حاولتا تفسير وشرح سبل تحقيق المودة والرحمة والوصول اليها بوسائل وكلمات عصرية تيسر للمرأة اتباعها ولزوجها متابعتها. فى محاولة للإجابة على السؤال الأهم وهو هل تستطيع المرأة إقامة ما جعله الله حقا بين الزوجين وهو المودة والرحمة فأكدتا أن المودة تكون فى وقت السلامة والصحة فالمودة تكون بإظهار الحب فى وقت الحاجة وبالصورة التى يريدها ويفهمها الآخر وليس بالصورة التى تريدها المرأة مشيرتين إلى أن فترة الخطبة والزواج تسمح لكلا الزوجين بالتعرف على طرق إظهار الحب والود، فإذا لم يفعلا فعليهما تشجيع بعضهما البعض على التعبير بإظهار الود التى يرغبها كل منهما، ولا مانع من أن يكتب كل منهما للآخر مذكرة قصيرة بطريقة إظهار الود المفضلة لديه مشيرتين إلى أن ملء ما أطلقا عليه اسم- خزان الحب يشير إلى كمية التقدير والود والاحترام وغيرها من المشاعر الإيجابية التى تدعم قدرات الآخر وثقته بنفسه فى مواجهة صعوبات الحياة- فإذا امتلأ خزان الحب بالمشاعر يحمى العلاقة الزوجية من الانهيار ويضمن استمرار المودة. وتشير الداعيتان أيضا إلى أهمية المشاركة فى تنمية ودعم المودة الزوجية مطالبتين الزوجة بأخذ زمام المبادرة ومشاركة زوجها هواياته أو تخفيف بعض الأعباء الأسرية عنه فى وقت مرضه، مشيرتين إلى وضع جدول لاهتماماته بحيث لا يتعارض مع رغبتها فى القيام بواجباتها خاصة أن أكثر الأزواج يعتبرون انصراف زوجاتهم عن تلبية رغباتهم إهمالا، والتى يترجمها عقلة الباطن على أنها غياب للمودة. وتشير الباحثتان لمعوق آخر وهو غياب التفهم لرؤية ورغبات الآخر، فبعض الأزواج يرضيهم المديح والإطراء اللفظى فى حين يفضل البعض الأفعال لا الأقوال، فنجده يحب أن تهتم الزوجة بتنفيذ ما يروق له. وتشير الداعيتان إلى أن قيام الزواج على أسس دينية سليمة هو الضامن الوحيد لقوة المودة واستمرارها بشرط استمرار الاهتمام بين الطرفين. أما استخدام الكلمات القاسية والتعبيرات الساخرة والانتقادات المستمرة فتلك التصرفات تحمل بداخلها طاقات سلبية ناتجة عن الفراغ العاطفى وإهمال الزوجة لخزان العواطف الإيجابية الذى لم تكلف الزوجة نفسها باكتشاف وسيلة امتلائّ بالإيجابيات، وبعض الزوجات يواجهن ذلك بالصمت وهو ما قد يحدث دمارا نفسيا للطرفين. وتنصح الداعيتان الزوجة بالمبادرة بالامتناع عن توجيه النقد أو اللوم للطرف الآخر لعدة أشهر مع الحرص على إظهار الاهتمام به. مشيرتين إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم أى الصبر- بالتحلم. وحول معنى الرحمة بين الزوجين أشارتا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله، موضحتين أن الرحمة إنما تكون فى وقت الضعف (المرض العجز الفقر) ولا تكون فى وقت (الشدة والقوة) وتكون بإظهار الود وتجنب الإساءة، فالإهتمام بتدبير أمور تقلقه فى المنزل ومساندته فى العناية بأهله ورعايتهم فى حال عجزه عن القيام بذلك من الرحمة، وأى نقص فى أفعال الرحمة الواجبة تحدث شرخا فى الخزان العاطفى للطرفين فى حين أن التقصير فى المودة يؤدى لانخفاض مستوى المشاعر الإيجابية تدريجيا. والمداومة على ممارسة الضغط على الآخر وإن كان بسيطا قد يؤدى إلى الإنهيار المفاجئ فى علاقتهما وانسحاب أحد الطرفين، ومن يلتزم بالصبر والتقوى فإن الله يقوية على الإحتمال والصبر. وأخيرا تشير الداعيتان إلى التدريب على مواجهة الظروف الصعبة وحلها يزداد بالتدريب اليومى فمن حسنت أخلاقه فى بيته حسنت أخلاقه فى مجتمعه. وهكذا تلقى الداعيتان الكرة فى ملعب المرأة مشيرتين إلى من تقدر على تحمل آلام الولادة قادرة على إقامة صرح يحتذى به من المودة والرحمة وإنتاج أسرة تكون عمادا للمجتمع وداعما للأمن القومى.