العلاقة بين الزوجين في هذا العصر اصابها الكثير من المشاكل واصبحت هناك فجوة كبيرة بينهما. هناك اسباب عديدة لهذه الفجوة ولكن التغير الثقافي كان له دور كبير في احداث هذه الفجوة، لقد كان لبودار الانفتاح الثقافى والاقتصادى المفاجئ آثار إيجابية وسلبية على المجتمع بأكمله، ولم يترك بابا من الابواب الا وقد تطرق له وبالأخص الحياة الاسرية . ويرى بعض الرجال ان الفجوة بين الزوج وزوجته ترجع لعدة عوامل تتمثل في عدم تقدير الزوجة للزوج فى طلباتها المادية. وكذلك غياب الكلمات الطيبة بينهما التي يمكن ان تعزز العلاقات الزوجية. فقد أشار الدكتور ابراهيم بوخضر.. مراجع حسابات وزارة الثقافة والتراث الى أن احد الاسباب التى أدت لزيادة الفجوة بين الزوجين هي لانشغال كل منهما فى البحث عن المادة، إضافة الى ظروف وساعات العمل وقضاء فترات طويلة خارج المنزل وذلك يرجع الى طبيعة عمل كل منهما فهناك بعض المهن يتطلب ساعات عمل أطول من الدوام الطبيعى، ولذا فأكثر مهنة متضررة هى المدرسات، ومن جانب آخر التكنولوجيا أثرت على زيادة البعد العاطفى والاجتماعى بين الزوجين ومنها بدلا من السؤال والحوار المباشر أثناء غياب أحدهم عن المنزل، فحلت مكانه المسجات والواتس أب، وهذه الوسيلة الحالية البديلة اذا استمرت كما هى فالتأكيد سوف تؤثر على العلاقات الزوجية والعاطفية بين الزوجين، ولكن من جهة اخرى فالزوجة تحتاج للسؤال عنها بطريقة مباشرة من حين لآخر خلال الحياة اليومية وأما من زاوية الزوجة وانشغالها بالابناء واهمالها للزوج نظرا للضغوطات والمسؤوليات اليومية اتاحت الفرصة لاحد اسباب البعد العاطفى بينهما وتذكر من جانب آخر عدم تقدير الزوجة لزوجها فى حالة تلبية طلباتها او رغباتها المالية او احضار لها بعض الهدايا احد الاسباب للبعد العاطفى، فى وقت الزوج يحتاج الى الاهتمام المتواصل من كافة الجوانب من الزوجة والى الكلمات الطيبة التى تعزز الألفة والمودة بين الزوجين. وأضاف على الانصاري: اختصاصى شؤون إدارية ان اهم العوامل التى كانت سببا فى البعد العاطفي والاجتماعي بين الزوجين يرجع الى طبيعة الدوام الرسمى سواء للزوج أو الزوجة وربما الزوج اكثر بحكم مواعيد العمل وربما يعود عند الساعة السادسة مساء على سبيل المثال وباقى الاسرة تعود قبله بساعات اطول وهذا التوقيت لا يسمح للاسرة بالتلاقى ربما الا نهاية الاسبوع وهذا بالتأكيد يؤثر على الحياة الاسرية ودرجة وقوة الروابط بينهم ولكن لو كانت الاسرة تعود فى وقت واحد على الثانية ظهرا فلن نجد هذه المسافات العاطفية ولا الاجتماعية بينهم. ومن جهه اخرى ألقى الضوء على الزوجين فى التقصير فى توزيع الادوار بين الطرفين وذلك يدعم العلاقة العاطفية من خلال التعاون المشترك والمتبادل بينهما يجعل منها نوعا من التواصل العاطفى والاجتماعى البعيد عن الروتين فى اطار التواصل المباشر البعيد عن التكنولوجيا. الرومانسية والأرقام وفي المقابل، اتهمت السيدات الرجال بأنهم هم الاساس في حدوث الفجوة بين الزوجين بانشغالهم بأعمالهم والسفر، بالاضافة الى دخول المرأة سوق العمل واصبحت تتولى العديد من المناصب مما اثر على بعض القيم والعلاقات بين الزوجين. وترى بلقيس محمد الخزرجى مديرة برنامج الاستقطاب الصحى بمؤسسة حمد الطبية أن الاسرة لها شأن ومكانة كبيرة فى الاسلام والرسول صل الله عليه وسلم قدوتنا المثلى من خلال اخلاقياته فى علاقاته مع زوجاته وكيف كانت حياته اليومية معهن لم نكن نسمع عما نسمعه فى الوقت الحاضر فيما كل من الزوجين مستغن عن الطرف الآخر فالمرأة اصبحت مستقلة ماديا والرجل استغنى عن المرأة بوجود الخادمة فى حياته والسائق يلبى احتياجات المرأة هذا ساهم فى البعد العاطفى والاجتماعى ، ومن ناحية اخرى الاشباع العاطفى اصبح فيه نوع من البرود بسبب الانفتاح الثقافى والاجتماعى وحتى مفهوم الزواج نفسه اصبح لايؤخذ على اساس دينى واجتماعى، بقدر ما هى وجاهة اجتماعية والمرأة فى نظر الرجل اصبحت لا تمثل سوى وجاهة اجتماعية، واصبح الزوج لا يعرف نفسيات الزوجة ولا الزوجة مدركة عقلية الزوج، ومن جانب آخر كل من الزوجين لديه اصدقاء فتم الاستغناء عن العلاقات الاساسية بينهما فى الاسرة، ولذا لماذا لايدرس علم الاسرة فى المدارس من حيث أهميته ودوره واهمية الابتسامة وآثارها بين الزوجين على الحياة الاسرية، وأشارت الى ان المرأة لديها حرمان عاطفى رغم الانفتاح واستقلالها ماديا ونوهت إلى اقبال الكثير من النساء على المسسلات التركية وذلك راجع الى حرمانها العاطفى فتجده من خلال هذه المسلسلات التى استطاعت ان تروج لنفسها بالطريقة الصحيحة فى المجتمعات الخليجية والعربية لانها ملمة بالآثار الناجمة عن الانفتاح. واشارت الدكتورة اسماء المهندى رئيس مهارات البحث العلمى فيما يتعلق بالفجوة العاطفية بين الزوجين يرجع الى الانفتاح الاقتصادى والمرأة اصبحت غير محتاجة للرجل كسند يعينها مثل الاول قبل الانفتاح، وأصبحت اكثر استقلالا اضافة الى وجود الخدم اصبح له دور كبير فى اداء المهام والمسؤوليات والتى اختلفت طبيعته عن السنوات الماضية، واضافة الى ان ساعات العمل فى السابق كانت محدودة مقارنة بالآن اصبحت ساعات العمل مستمرة حتى نهاية الدوام نظرا لكثرة الاجتماعات والمؤتمرات والدورات وايضا الاختلاط بين الرجال والنساء اصبح أمرا طبيعيا بحكم طبيعة العمل واصبح للرجال والنساء علاقات اجتماعية بكثرة مقارنة بالسابق كانت العلاقات لا يحكمها الاختلاط ومحدودة بين النساء بعضهن البعض، وكثرت علاقات المرأة بحكم عملها كمدير تنفيذى او مسؤولة كبيرة بالدولة واستطاعت المرأة بحكم العمل ان تسافر للخارج مع اصدقائها والرجل كذلك فأصبحت هناك بدائل للطرفين فى العلاقات الاجتماعية. اضافت ايمان الهيدوس رسامة قطرية.. ان من احد اسباب البعد العاطفى بين الازواج والزوجات فى الحياة الاسرية يرجع الى حب الدنيا والطمع فى كثرة الاقبال على المال لتحقيق النفوذ ولا يهتم احد منهما بالابناء ولا الاسرة بحد ذاتها. واضافت ان مهنة الرجل وبيئة عمله التى يعمل بها تؤثر على حياته الزوجية من خلال معاملته لها كزوجة وام فى الاسرة، ولذا اصبحت الكثير من النساء يلجأن للحياة العملية واصبحت متعتها بسبب البعد العاطفى والاجتماعى فى الاسرة مما اثر على الاسرة بشكل عام والابناء بشكل خاص. واشارت بخيتة السادة معلمة تربوية.. من جانبها الى ان الانفتاح الاعلامى والتكنولوجى لعب دورا كبيرا، هو الذى أدى الى التغيير فى كل هذه الجوانب وكان له أثر كبير على العلاقة العاطفية والاجتماعية بين الزوجين وتغيرت طبقا لهذا الانفتاح ولعب الاختلاط دورا كبيرا فى زيادة هذه الفجوة بينهما مع قلة الوازع الدينى وأصبح الكثير من البنات لا يهتممن بالمفهوم الحقيقى للزواج، وحتى الابناء اصبحوا ضحية الخدم وهم يعتقدون انهم مع الانفتاح والتطور حينما يسيرون وراءه مما سبب أزمة فى الحياة الاسرية والعائلية. انعدام المرونة هذ وأكد تربويون اهمية العمل على توعية الشباب بالمفهوم الحقيقي للزواج وكيف تتم صناعة السعادة الزوجية وان يكون هناك حوار مستمر بين الزوجين لحل كافة المشاكل بينهما في اطار اسري يحافظ على الخصوصية وان تكون هناك لغة التنازل بين الزوجين. في البداية قال الدكتور زهير القاضى.. مستشار تربوى من خلال رؤيته التربوية تجاه معالجة الفجوة العاطفية والاجتماعية بين الزوجين، انه لابد من الزوجين رؤية الميول والاتجاهات لكل منهما بأن يتعرف كل منهما على الاخر فى الرغبات الشخصية وذلك كمحاولة لكسر اهم التحديات التى تواجه كل منهما، وان يخصص الازواج وقتا لمشاركة بعضهم فى هذه الميول ومثلا اذا كان الزوج يرغب فى مشاهدة كرة القدم وهى ترغب فى مشاهدة الافلام فلابد من مشاركة كل منهما والذى يساعد على جمعهما مع بعضهما بشكل دائم ومنتظم، ولذا لان عواقب الانفتاح كبيرة فلابد من الذكاء العاطفى لكل منهما وهذا لايتطلب محاضرات ولا توعية بقدر ما يحتاج لذكاء عاطفى، ونود الاشارة الى ان زيادة البعد العاطفى تؤدى الى البرود بينهما وهذا إذا حدث فسوف يؤدى الى نتائج وخيمة، اضافة الى ان المراحل العمرية واحتياجاتها تختلف بين الرجل والمرأة حتى الاحتياجات الفسيولوجية تقل عند المرأة وتزيد عند الرجل ولذا لابد من الذكاء العاطفى والاجتماعى لكل منهما للالتقاء فى نقاط محددة. وأضاف الدكتور ابراهيم عطية استشارى اجتماعى بمركز العوين من خلال نظرته الاجتماعية للفجوة العاطفية والاجتماعية بالحياة الزوجية اننا لانستطيع ان نفصل الاسرة عن المنظومة الاجتماعية عما نحن به الان والاثار الناجمة عن الانفتاح عليها فى الوقت الحاضر، وربما أصيبت الحياة الزوجية بنوع من الفتور العاطفى داخل المنزل بسب وسائل الحياة الاسرية التى اصبحت تسير عن طريق الانترنت واهم ما فيها التواصل الاجتماعى بكل وسائل التكنولوجيا الحديثة اضافة الى ان عملية التعويض العاطفى لكل من الطرفين اصبح احد الاطراف يجدها فى مجال العمل او من خلال الصداقات او السفرات الخارجية من المؤتمرات او مع الاصدقاء فيصنع مناخا اجتماعيا وعاطفيا له كان غير متاح لهم قبل الانفتاح. وبين انه لابد من معرفة المفهوم الحقيقى للزواج ومعناه الحقيقى وهو المودة والرحمة بينهما، اضافة الى ان الشراكة الزوجية تصنع السعادة بينهما خاصة اذا كانت هناك لغة التنازل بين الطرفين فى كافة الامور الاسرية مما يحافظ على استقرارها. وأضافت الدكتورة أمينة الهيل.. استشارية نفسية انه حتى نقضى على الفجوة بين الزوجين لابد من الزوج والزوجة ان يفرغا وقتهما من اجل الحياة الزوجية ،وافضل طرق التواصل وهى بشكل مباشر وليست عبر وسائل الاتصال الاخرى، وذلك لان الطلاق العاطفى هو اصعب انواع الطلاق فى الحياة الزوجية ولذا لابد من أن تكون هناك مصارحة بينهما بشكل واضح فى تحديد الادوار والمسؤوليات وممارسة الحياه اليومية حتى لاتزيد الفجوة بينهما، وان تكون هناك اوقات محددة للطرفين للالتقاء سواء كان على الغذاء ام العشاء وخلق أجواء تجمع الزوجين فى ظل الحياة الاسرية والمرأة الحكيمة والذكية تشغل زوجها فى جدولها اليومى من بداية اليوم الى اخره من خلال التواصل المباشر والزوج كذلك لابد من ان تكون الزوجة من ضمن اولوياته وبرنامجه اليومى ويحاول ان يفاجئها بجوانب تشغل الحياة الزوجية وتقضى على الروتين بدعوة على العشاء او سفرة خارج الوطن وغيرها ولابد من ان يعلم ويدرك الزوجان اهمية الحياة الزوجية والاسرية ودورها فى المجتمع. الالتزام بالتعاليم الدينية وأكد فضيلة الشيخ احمد البوعينين ان للقضاء على الفجوة والمشاكل بين الزوجين لابد من الاقتداء بكتاب الله وسنة رسول الله وان تعمل المرأة على القيام بدورها في المنزل. واضاف الشيخ احمد البوعنين من خلال رؤيته الدينية أن هناك طلاقا عاطفيا بالفعل حيث انه اصبح الزوجان يلعبان فقط دور الأب والأم فى الحياة الاسرية ولكن غابت بينهما الحياة العاطفية بسبب العديد من العوامل الثقافية والألكترونية، ومن زاوية اخرى فرقت الاسرة مواعيد العمل فأصبح الالتقاء الاسرى على احدى الوجبات اليومية وربما لا يلتقون، واصبح الالتقاء الوحيد نهاية الاسبوع فى بيت العائلة الكبير وسط العمات والخالات وربما لم يلتقوا لوجود الانفصال مابين النساء والرجال وتواجد عدد كبير من افراد الاسرة فلا يسمح اللقاء بتواصل الزوجين بشكل مباشر لذا فالعلاج بأيدينا ولابد من المبادرة الشخصية لسد هذه الفجوة الزوجية، وان تكون هناك رحلة للتغيير العاطفى والاجتماعى يقودها كل من الزوجين، واضافة نتمنى عودة المرأة للكثير من المسؤوليات والادوار الزوجية تجاه زوجها وان كانت فى ابسط ادوارها الاجتماعية والذى اصبحت الخادمة تقوم به تجاه زوجها واسرتها، وهناك بالفعل بعض الزوجات تتمثل بالذكاء العاطفى تجاه زوجها بمجرد دخوله المنزل تمنع ظهور الخادمة فى ابسط المتطلبات الزوجية وتستعين بها فى جوانب اخرى فى عدم تواجد وجود الزوج وخاصة لابد وان توقن الزوجة الذكية ان الزوج يحب ان تهتم زوجته به ويأكل ويشرب من يدها وليس من يد الخادمة. ولابد ان نعلم جيدا ان كافة الحقوق والواجبات الاسرية فهى منبثقة من الدين الاسلامى ومن سنة الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان فى خدمه اهل بيته.