كتظ كبرى المتاجر والأسواق العراقية في العاصمة بغداد بالزبائن خلال هذه الأيام لاقتناء شجرة، وهدايا عيد الميلاد (الكريسماس) وبداية العام الميلادي الجديد، 2019، في ظل أجواء أمنية مطمئِنة ومريحة بعد إعادة افتتاح شوارع ومناطق لطالما أغلقت أمام سكان المدينة، أبرزها المنطقة الخضراء الحكومية المحصنة. وتغطي أشجار عيد الميلاد واجهات المحال والمراكز التجارية والمطاعم ومدن الألعاب والساحات العامة، في مشهد يضفي المزيد على حالة الاطمئنان والارتياح في هذا البلد الذي يستعيد عافيته، بعد أن ودع مرحلة من الخطر والفوضى الأمنية. وقالت النائبة انسجام الغراوي، عضو البرلمان العراقي لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ): "احتفالات العراقيين بعيد الميلاد والعام الجديد هذا العام ستكون تتويجا لحالة الأمن والاستقرار التي تشهدها البلاد بعد أن تمكنت القوات العراقية، بجميع مفاصلها، من طرد تنظيم داعش". وأضافت: "العراقيون سينطلقون عشية الاحتفال بالعام الجديد بإقامة أفراح في المنازل والشوارع والساحات العامة المخصصة للاحتفال ، وسيكون بوسعهم أيضا الاحتفال في شوارع المنطقة الخضراء التي افتتحت مؤخرا لتشكل إضافة جميلة لمجتمع يعشق الحياة ويعمل على بذل المزيد لبناء دولته". وقالت:"سأكون مع عائلتي الصغيرة للاحتفال بالعام الجديد وتبادل التهاني عبر الهاتف المحمول مع الآخرين... اعتقد أن أجواء الاحتفالات هذا العام ستكون مميزة وبنكهة خاصة بفضل نعمة استقرار الوضع الأمني". وكان البرلمان العراقي استهل احتفالات البلاد بالكريسماس والعام الجديد بوضع شجرة كبيرة داخل مبناه، دشنها حسن كريم الكعبي، النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي. وقال الكعبي ، وهو يهنئ مسيحيي العراق والعالم بالمناسبتين: "الإخوة المسيحيون كانوا، وما زالوا، شركاء أصلاء في الوطن، وتحقيق الإنتصارات ضد الإرهاب والحفاظ على العملية الديمقراطية... وبوجودهم التاريخي داخل البلد الواحد". وأضاف: "نتمنى لهم (المسيحيين) دوام الأمن والإستقرار والرفاه والسلام الدائم والتعايش السلمي مع باقي المكونات، وعودة المهجرين منهم إلى بلدهم العراق الذي يعتز بهم". وقالت منة الله سامي وهي طالبة دراسات عليا تبلغ من العمر 26 عاما: "اعتقد أن أجواء استقبال العام الجديد هذا العام ستكون مختلفة وأكثر بهجة، نظرا للاستقرار الأمني ونجاح الأجهزة الأمنية في توفير الأمن والاستقرار". وأضافت سامي ل "د.ب.أ" أن الأسواق ضخت هذا العام كميات غير مسبوقة من هدايا عيد الميلاد، والاشجار والاكسسوارات ومواد الإنارة والزينة، غالبيتها أجنبية، وهض تضفي أجواء من البهجة والفرح". وتتيح هذه الأجواء للعراقيين فرصة قضاء ليلة العام الجديد في المطاعم والفنادق الكبرى وقاعات الأفراح، حيث يحيي مطربون المناسبة، فيما ستكون جميع الحدائق العامة والمتزهات مفتوحة أمام العائلات طوال نهار اليوم الأخير من العام. وستقام فعالية للاحتفال بالعام الجديد بالقرب من برج الاتصالات. وقال هيثم حميد، وهو موظف حكومي يبلغ من العمر 36 عاما، ل "د. ب. أ": هذا العام ستكون احتفالاتنا بطعم آخر ومميزة ، تعكس سعادتنا بتحقيق الأمن والاستقرار، واعتقد أن شوارع بغداد ستكتظ بالمحتفلين في جميع المناطق حتى المنطقة الخضراء". وساهم فتح عشرات الشوارع والمناطق والاحياء، وإزالة نقاط التفتيش، وخاصة فى المناطق المكتظة بالسكان، وأبرزها الكرادة والحارثية والمنصور والاعظمية والمنطقة الخضراء المحصنة، فى توفير مزيد من حرية التنقل أمام العراقيين. وقالت نهله إلياس التي تبلغ من العمر 57 عاما، للوكالة الألمانية: "أجواء عيد الميلاد في الأديرة والكنائس، وإحياء القداس والصلوات، ستكون متميزة... نسعى إلى إعادة أمجادها بحضور احتفالي يضم الأهل والاصدقاء، وأيضا قضاء ليال جميلة وتبادل الهدايا بين المحتفلين". وبدأت مظاهر الاحتفال واضحة على واجهات الأديرة والكنائس في ظل حراسة أمنية لتأمين القداس والصلوات. وقررت الحكومة العراقية أن يكون اليوم الأول من العام الجديد عطلة رسمية في أرجاء البلاد، كما أعطت أبناء الطائفة المسيحية عطلة تسبق الأحتفال بعيد الميلاد المجيد .