فتح فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل باب حركة الترجمة على مصراعيه أمام الأدب العربي، وأصبح هناك نظرة أخرى واهتمام كبير إلى ما تقدمه المكتبة العربية من أعمال، كما فتح شهية دور النشر ومراكز الدراسات في العالم على توسيع نطاق منشوراتها والاهتمام بالأدب العربي على نحو غير مسبوق، ليس فيما يخص مؤلفات نجيب محفوظ فقط، بل المؤلفات العربية بأكملها كي تقوم بترجمتها إلى العديد من اللغات الحية، هذا ما يؤكده الكثيرون، وهذا ما نستعرضه في السطور التالية، في ذكرى إعلان فوزه بجائزة نوبل للأدب في العام 1988 : صرح نجيب محفوظ في حوار له أجراه مع التلفزيون المصري، بأنه تلقى مئات الرسائل من دول أوروبية مختلفة، بعد فوزه بجائزة نوبل، جميع هذه الرسائل تسأل عن الأدب العربي. كما قال «نيل هيوسن» ناشر بالجامعة الأمريكية، إن «حصول نجيب محفوظ فتح بابا واسعًا أمام حركة الترجمة، من الروايات العربية، حيث أنه قبل حصوله على جائزة نوبل، كان الاهتمام بالقراءة الغربية للروايات العربية قليلًا للغاية». وقد أكد المترجم العالمي الراحل «دينيس ديفيز» مترجم روايات نجيب محفوظ إلى الإنجليزية، ومن رشحه للفوز بجائزة نوبل، «أصبح نجيب محفوظ أكبر كاتب عربي تترجم أعماله إلى الإنجليزية، بل الكاتب الذي دفعت مكانته الكثير من المترجمين إلى الإقبال على الأدب العربي». وكتب سمير محمود في مقالة له، أن الأديب بهاء طاهر، كتب مقالة مطولة عن ترجمة الأدب العربي قال فيها «أذكر أنني اشتركت في ندوة مع عدد من الناشرين الألمان الذين زاروا القاهرة، أثيرت خلالها مسألة الأدب العربي المترجم، وحكى ناشر ألماني عن تجربة خاصة، حيث قال إنه أصدر ترجمة لرائعة نجيب محفوظ "زقاق المدق" فوزعت على مدى سنوات سبعمئة نسخة، ثم حدث بعد ذلك أن حصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل، فوزع في أسبوع واحد عشرة آلاف نسخة من الترجمة نفسها" ويعلق "طاهر" على الأمر بقوله "بدا لي أن هذه القصة تدل على أن توزيع الأدب العربي الجاد وقراءته في الغرب بحاجة إلى حدث في ضخامة الهرم الأكبر مثل الفوز بجائزة نوبل". وقد أشار الإيطالي فرانشيسكو جابراييلي، أن الأدب العربي، حصل أخيرا، ومع نجيب محفوظ، على اعتراف عالمي كان يستحقه أيضاً أدباء عرب مؤهلون للفوز بنوبل، منهم توفيق الحكيم وطه حسين. وتُعد «زقاق المدق» هى أول رواية مترجمة لنجيب محفوظ، وذلك قبل أن يفوز بجائزة نوبل حيث صدرت بالإنجليزية عام 1966، ثم ترجمت بعد الرواية بعد ذلك إلى أغلب لغات العالم، مع جميع مؤلفاته الأخرى.