"نوبل تأخرت عن نجيب محفوظ ثلاثين عاما بسبب تعقد العلاقة بين الشرق والغرب وتقاعصنا " بهذه الكلمات بدأ الروائي جمال الغيطاني حديثه فى الاحتفالية التي أقامتها الجامعة الأمريكية مساء الثلاثاء احتفالا بالذكري المئة لميلاد نجيب محفوظ . الغيطاني قال " أكتشفت نوبل للعالم كاتبا يوغسلافيا عظيما وهو أيفو اندريتش .أما محفوظ فأنتظر حوالى ثلاثين عاما أخرى حتى يفوز بنوبل ,التقصير هنا يعود إلى ظروف الحياة الثقافية فى بلادنا وإلى أن العلاقة بين الثقافتين العربية والغربية تعانى من ظلال التعقيدات والمشاكل التاريخية والسياسية ". واضاف الغيطانى أن حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل عام 1988 دفعت بالأدب العربي إلى عمق الثقافات وقصرت المسافة بالنسبة للأجيال التالية وأن ترجمة الجامعة الأمريكية لأعمال محفوظ ل40 لغة عالمية شكلت العامل الرئيسي في فوز الأديب العالمي بجائزة نوبل في الأدب , مؤكدا أن العالم الناطق بالأنجليزية ظل جاهلا بنجيب محفوظ حتى نهاية الستينيات عندما قام قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالأهتمام بأعمال "محفوظ" وترجمتها فقبل ذلك ترجمت أعماله إلى الفرنسية حيث أهتم الناشر الفرنسي بيير برنارد بأعماله فترجم له روايتي" اللص والكلاب "و "زقاق المدق"في عام 1985 وبعدها قام معهد العالم العربي بدعم ترجمة الثلاثية التى صدرت عن دار لاتيس , وظهرت مقالات عديدة فى الصحف الفرنسية تصفه بأنه باذاك الأدب العربي وانه ملك الرواية. الغيطاني أشار إلى نجيب محفوظ عندما حصل على جائزة نوبل سخرت منه جريدة ألمانية قائلة " محفوظ ..محفوظ من هو محفوظ حتى يحصل على نوبل ؟ولكن بعد سنوات قليلة من سخرية هذه الجريدة أصبح محفوظ من الروائيين المعروفيين جيدا والمقدريين من القراء الألمان . وأضاف الغيطاني "لقد سافرت شرقا وغربا ورايت أن أسم محفوظ أصبح مرادفا للأهرام وأبو الهول وثوابت مصر الخالدة ". وتابع الغيطاني "سأقص عليكم واقعتين تبرزان المضمون الإنساني الشامل لأدب محفوظ ,الأولى أن أدباء ألمانياالشرقية في عام 1987 قالوا لى إن رواية "ثرثرة فوق النيل" تعبر عن أزمتهم في ظل النظام الشيوعي حيث تعبر عن عزلتهم ويأسهم أما الواقعة الثانية فهى أن المخرج المكسيكي الذي أخرج فيلما عن "زقاق المدق" عام 1992 قال لى أن علاقة حميدة وعباس الحلو – بطلا الرواية - تعبر عن العلاقة بين المكسيك والأخ الأكبر فى الشمال يقصد أمريكا".
وأكد الغيطانى أن محفوظ أصبح أديبا كونيا يخص البشرية بعد عام 1988 وأصبحت شخصيات رواياته "كمال عبد الجواد وأمينة وأحمد عاكف وسعيد مهران وأنيس زكي حسن والجبلاوي وعاشور الناجي" من الأسماء الخالدة في ذاكرة الإبداع الإنساني الرفيع.
ستور ألين عضو الأكاديمية السويدية التي تمنح جائزة نوبل في الأدب قال إن أعمال "محفوظ"الأدبية الثرية هى أعمال في عمقها ذات رؤية واضحة وصعبة للغموض وشكلت أهمية كبيرة للإنسانية كلها. كما قام ألين بعرض لتطور جائزة نوبل واسباب ابتكارها والمجالات التى تمنح فيها وأبرز الأدباء الذين حصلوا عليها وأشار إلى ان أصغر أديب فاز بالجائزة هو كيبلينج عام 1907 عن 42 عاما وأكبرهم ليسنج عام 2007 عن 88 عاما وأن هناك أدباء رفضوا الجائزة هم سارتر عام 1964 وباسترناك عام 1958 .
الأحتفال تتضمن فى نهايته افتتاح معرض عن حياة نجيب محفوظ وأعماله الفنية والذى تضمن صورا ولوحات لأغلفة معظم الروايات والأعمال الأدبية التي قامت بترجمتها الجامعة الأمريكية، كما تضمن المعرض طرح المجموعة الكاملة لنجيب محفوظ والتي تتضمن 20 رواية وعملا من أعمال الأديب العالمي .