قدمت د. أحلام حسن عباس مدرس الأدب العربى للأجانب بجامعة الإسكندرية ورقة بحثية مهمة إلى مؤتمر العربية والعولمة الذى عقد بجامعة الإسكندرية بعنوان «الرواية العربية فى اللغة الألمانية - نجيب محفوظ نموذجا»، أكدت فيه أن الأدب المتميز يستطيع أن يتخطى حدود الزمان والمكان، وهو الأداة التى يمكن أن يستخدمها الإنسان فى نشر ثقافته، وليُعرِّف العالم بهويته. وهذا ما فعلته الترجمة بأدب نجيب محفوظ، فقد انطلق أدبه من واقع أمته ليغزو ثقافة العالم ويشكل جزءا من هوية الإنسانية، فقد تُرجم أدب نجيب محفوظ إلى لغات عديدة فأصبح جزءا من ثقافة عالمية لا محدودة. وأشارت إلى أن فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل ساهم فى رواج ترجمة الروايات العربية إلى اللغات الأخرى، لافتة إلى قول أحد الناشرين الألمان إنه نشر ترجمة لرواية نجيب محفوظ «زقاق المدق» قبل حصوله على الجائزة، فوزعت على مدى سنوات سبعمائة نسخة، لكن بعد حصوله على الجائزة وزعت نفس النسخة المترجمة عشرة آلاف نسخة فى أسبوع واحد، لافتة إلى أول عمل تُرجم لنجيب محفوظ إلى الألمانية كانت رواية «اللص والكلاب» التى ترجمت فى برلين عام 1980. وقالت إن المستشرقة الألمانية «دوريس كيلياس» التى لُقبت بسفيرة الأدب العربى لدى ألمانيا أكدت – قبل فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل بثلاثة أعوام - أنها أحبت عوالم نجيب محفوظ وأن ترجمتها عكست هذا الحب، وهو ما ساهم فى تقديم هذه الأعمال إلى القارئ الألمانى فى صورتها الأمثل، ثم قالت –بعد فوزه بالجائزة - إن ترجمة أدب نجيب محفوظ وجهت أنظار العالم إلى كاتب عظيم من العالم الثالث، لافتة إلى تأثير مثل هذه الترجمات التى سبقت نوبل على منح أدبه الدفعة التى نبهت مانحى الجوائز لأعماله المميزة. وفى نهاية بحثها، دعت د. أحلام عباس المركز القومى للترجمة إلى وضع برنامج طموح لترجمة الأدب العربى إلى لغات العالم حتى نعرف العالم بنا ونسمعه أصواتنا.