الصفقة هي الأضخم في تاريخ السكك الحديدية وتبلغ تكلفتها 22 مليار جنيه ووزير النقل: تشتمل لأول مرة على 500 عربة درجة ثالثة مكيفة شهد رئيس الوزراء، د. مصطفى مدبولي، اليوم الثلاثاء، مراسم توقيع عقد توريد وتصنيع 1300 عربة سكة حديد جديدة للركاب في صفقة هي الأضخم في تاريخ السكك الحديدية، وذلك بين هيئة سكك حديد مصر والتحالف الروسي المجري الممثل في شركة ترانسماش هولدينج. ووقع عن الجانب الأول المهندس أشرف رسلان، رئيس هيئة سكك حديد مصر، وعن الجانب الثاني سيرجيو كوربانوف، نائب رئيس الشركة، وذلك بحضور د. محمد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربي، ود. هشام عرفات، وزير النقل، وسفيري روسيا والمجر لدى القاهرة. وبناء على العقد الذي تم توقيعه تم الاتفاق على أن تقوم الشركة ببناء ورشة جديدة في مصر لعمل العمرات الخاصة بهذه العربات، بالإضافة إلى أنه جارِ التفاوض مع الشركة لتوقيع عقد صيانة لمدة 15 عامًا للعربات، على أن تكون الصيانة تحت إشرافها، وكذلك تدريب العاملين بالورش لمدة 15 عاما على أعمال الصيانة للمحافظة على مستوى العربات واستدامة الخدمة المقدمة من خلالها. يشار إلى أن هذا العرض الفائز بتصنيع وتوريد الصفقة جاء من بين 7 عروض تم دراستها فنيًا وماليًا من قبل لجنة مشكلة من كافة الأطراف: الهيئة الهندسية والكلية الفنية العسكرية، والسكة الحديد، ووزارة النقل، وبعض اساتذة الجامعات المصرية. وفي مؤتمر صحفي، عقب التوقيع قال وزير النقل، د. هشام عرفات، إن إجمالي قيمة الصفقة تبلغ 22 مليار جنيه، وتشمل 800 عربة مكيفة (500 درجة ثالثة مكيفة وهي خدمة جديدة يتم تقديمها للركاب لأول مرة في تاريخ سكك حديد مصر، و180 درجة ثانية مكيفة، و90 عربة درجة أولى مكيفة، و30 عربة بوفيه مكيفة)، و500 عربة درجة ثالثة ذات تهوية ديناميكية، وسيتم توريد الدفعة الأولى من العربات بعد 14 شهرًا من تاريخ تفعيل العقد، على أن يتم توريد ال1300 عربة خلال 40 شهرًا. وأضاف وزير النقل، أن القطارات المميزة الحالية العاملة على خطوط المسافات الطويلة سيتم نقلها للعمل على خطوط الضواحي بعد توريد العربات الجديدة، وذلك بدلًا من قطارات الضواحي الحالية ذات اللون الأصفر التي ستخرج من الخدمة تمامًا، لافتا إلى أن عربات الدرجة الأولى والثانية المكيفة (300 عربة) التي سيتم توريدها ضمن التعاقد الجديد ستعمل محل بعض القطارات المكيفة العاملة على خطوط المسافات الطويلة وفقًا لخطة إحلال وتجديد واسعة لأسطول هيئة سكك حديد مصر من عربات الركاب. وأشار إلى أن التوقيع على عقد تصنيع وتوريد هذه العربات الجديدة يأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بتطوير كافة عناصر منظومة السكك الحديدية وإحداث نقلة نوعية هامة بالنسبة لأسطول هيئة السكك الحديدية لتقديم خدمة مميزة للركاب. ومن جانبه، قال المهندس أشرف رسلان، رئيس هيئة سكك حديد مصر، إن هذه الصفقة ستساهم في تحسين كفاءة التشغيل خاصة مع تقادم اسطول هيئة السكك الحديدية من عربات الركاب، حيث إن أغلب الأسطول الحالي عبارة عن عربات تعدت الأربعين عامًا، وتعاني من كثرة الأعطال والتكلفة العالية في التشغيل والصيانة. وأشار إلى أن هذه الصفقة ستساهم في رفع كفاءة التشغيل اليومي وانتظام جداول التشغيل وتقديم خدمة مميزة للركاب، خاصة أن ذلك يتزامن مع مشروعات تحديث أعمال البنية الأساسية للهيئة الجاري تنفيذها من نظم إشارات، وتطوير مزلقانات وتجديد قضبان. وأكد أن كافة هذه الإجراءات والمشروعات التي تقوم الوزارة بتنفيذها سينتج عنها تحسن نوعي وطفرة في مستوى الخدمة بالسكة الحديد، بجانب زيادة معدلات السلامة والأمان في تشغيل القطارات، ومساعدة الوزارة في الاتجاه نحو تحقيق التعادل بين إيرادات المرفق ومصروفاته. كما شهد رئيس الوزراء، اليوم، مراسم توقيع اتفاق تعاون مشترك لإنتاج عربات الركاب، بين الهيئة القومية للإنتاج الحربي، ووقع عنها المهندس حسن أحمد عبد المجيد، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للإنتاج الحربي، والعضو المنتدب، والتحالف الروسي المجرى ممثل في شركة ترانسماش هولدينج، ووقع عنها سيرجيو كوربانوف، نائب رئيس مجلس إدارة الشركة. وجاء اختيار الهيئة القومية للإنتاج الحربي نظرًا لكونها مؤسسة صناعية كبيرة تمتلك الإمكانيات التكنولوجية والصناعية والبحثية والخبرة في مجال الصناعة والبحوث الفنية ولديها أطقم فنية مدربة. كما تشارك في المشروعات القومية الحالية والتنموية بالدولة في إطار خطة التنمية المستدامة 2030 للاستفادة من الإمكانات الحالية من خبرة صناعية وتكنولوجية وبنية تحتية لازمة لكافة الصناعات والمشاركة في المشروعات التي تعود بالنفع على الدولة وسعيها لتطوير الصناعات المصرية عن طريق التعاون مع الدول الصديقة. بينما جاء اختيار شركة «تي أم أتش» العالمية، للاستفادة من خبراتها نظرًا لكونها تمثل تحالف روسي مجرى لصناعة معدات وقاطرات وعربات السكة الحديد. وفي مؤتمر صحفي، عقب التوقيع، أشار سيرجيو كوربانوف، نائب رئيس مجلس إدارة الشركة، إلى عزم الشركة على الاستثمار على نفقتها الخاصة لبناء مصنع على أراضي الهيئة القومية للإنتاج الحربي في مصنع 200 الحربي، وتنظيم نقل التكنولوجيا والوثائق وتدريب الموظفين المصريين. وأضاف أنه سيتم إجراء الاستثمارات اللازمة لزيادة المكون المصري بشكل تدريجي إلى أقصى مستوى من التوطين (الهدف هو 80%)؛ من أجل تنفيذ وتشغيل المصنع بنجاح. ومن جهته، قال المهندس حسن أحمد عبد المجيد، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للإنتاج الحربي، والعضو المنتدب، إنه بناء على اتفاق التعاون المشترك سيقوم الطرفان بدراسة إمكانية إنشاء مشروع مشترك أو أي شكل آخر من أشكال التعاون، حيث تم الاتفاق على التعاون كمشروع أولى بمجال التجميع والاختبار والتشغيل لعدد (1300) عربة ركاب للقطارات وفقًا للعرض الفني المقدم من الشركة إلى السكك الحديدية الوطنية المصرية، ووفقًا للعقد المزمع توقيعه بين الأخيرة واتحاد الشركات المجرى الروسي. وأضاف أنه بناء على اتفاق التعاون المشترك ستقوم الشركة بإعداد الخطط والرسومات ودراسة الجدوى للمصنع، بينما ستقوم الهيئة القومية للإنتاج الحربي بتقديم كل الدعم اللازم للمصنع بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر: الأفراد، والحصول على الطاقة، والسوائل، وإمدادات المياه والكهرباء، والدعم في الحصول على جميع التصاريح والتراخيص للعمل في مصر.
