ذكر مسؤولون أمريكيون، اليوم الأربعاء، أن الولاياتالمتحدة حذرت الإمارات من شن هجوم على مدينة الحديدية الساحلية في اليمن ضمن العمليات العسكرية، التي تقوم بها في إطار مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وهو ما يخشى خبراء الأممالمتحدة من أنه قد يتسبب في أزمة إنسانية جديدة. وصدر التحذير بينما تقدمت قوات يمنية تساندها الإمارات حتى صارت على مسافة 10 كيلومترات من الميناء الواقع على البحر الأحمر، والذي يستقبل معظم الإمدادات الإنسانية لسكان البلد الذي مزقته الحرب. وذكر متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض لوكالة «رويترز»، أن واشنطن تعارض أي جهود من جانب الإمارات والقوات اليمنية التي تساندها للسيطرة على المدنية. وأضاف المتحدث، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأنه ليس مخولا بالحديث عن الأمر، أن الولاياتالمتحدة واضحة وثابتة على مبدأ أننا لن ندعم أي أعمال من شأنها أن تدمر البنية الأساسية الرئيسية أو يحتمل أن تزيد من تدهور الوضع الإنساني الرهيب، الذي اتسع نطاقه في هذا الصراع المتأزم. وأوضح، «نتوقع أن تلتزم جميع الأطراف بقانون النزاعات المسلحة وتجنب استهداف المدنيين أو البنية الأساسية التجارية». كما أفاد مصدران مطلعان، بأن مسؤولين أمريكيين اجتمعوا في البيت الأبيض؛ لبحث الأزمة، ولم يتضح ما إذا كانوا قد توصلوا لأي قرارات. وبدوره، قال مسؤول غربي، شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه فيما يتعلق بعملية «للسيطرة» على الحديدة، نحن واضحون تماما في أننا نريد المشاركة على المسار السياسي، مضيفًا أن مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث لديه الآن أفضل فرصة تتاح لأحد منذ فترة، في دفعه «المسار السياسي» قدما. وتابع: «السعوديون والإماراتيون أوضحوا أنهم لن يتحركوا دون أن يفهم أصدقاؤنا وشركاؤنا الخطوات التالية - كيف سيكون اليوم التالي - إذا حدث هجوم على الحديدة. وسيمثل أي دعم أمريكي مباشر لهجوم بري تشنه الإمارات على الحديدة عدولا عن السياسة الأمريكية تجاه اليمن، والتي تسعى إلى التركيز على النشاط العسكري الأمريكي ضد إرهابيين منتمين لتنظيم للقاعدة. وكذلك حثت الولاياتالمتحدة التحالف، الذي تقوده السعودية مرارًا، سواء في عهد «ترامب» أو خلال حكم سلفه باراك أوباما، على تجنب إيقاع ضحايا مدنيين. بيد أن منتقدين لواشنطن يقولون، إن تزويدها الطائرات المقاتلة التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية بالوقود ومبيعات الأسلحة والدعم المخابراتي المحدود يجعلها متواطئة في سقوط ضحايا مدنيين جراء هجمات التحالف. وذكرت مصادر سياسية يمنية، قبل يومين، أن المبعوث الأممي جريفيث موجود في العاصمة صنعاء للتوسط في اتفاق للحيلولة دون هجوم محتمل على الحديدة، والذي ستتولى بموجبه المنظمة الدولية السيطرة على الميناء. وحذر مسؤولو الأممالمتحدة من، أن الهجوم على الحديدة، التي يقارب عدد سكانها 600 ألف، سيسبب كارثة إنسانية. وتقوم خطة طوارئ أعدتها المنظمة الدولية على أن عشرات الآلاف قد يموتون في أسوأ الاحتمالات، وهو حصار طويل الأمد.