#شروق_المونديال.. القصة الثالثة «1950».. البرازيل تكرم قاتل أحلامها

بعد توقف 12 عامًا بسبب الحرب العاليمة الثانية، عادت بطولة كأس العالم للظهور من جديد، في الأراضي الأمريكية اللاتينية، وبالتحديد في البرازيل، التي استضافت نسخة عام 1950، والذي عاد من خلاله منتخب الأورجواي لمنصة التتويج العالمي مرة أخرى بعد 20 عامًا من تتويجهم بلقب أول بطولة أقيمت عام 1930.
ويدين المنتخب الأوروجوياني بفوزه إلى مهاجم ألسيديس جيجيا، مهاجم الفريق واسطورة الكرة في الأوروجواي، والذي سجل هدف الفوز على البرازيل في المباراة الأخيرة ليحسم اللقب لمنتخب بلاده.
والتقى المنتخبان البرازيلي والأوروجوياني في أخر مباراة ضمن المجموعة النهائية لحسم الفائز بلقب المونديال، واستفاد المنتخب البرازيلي من الحضور الجماهيري الضخم والذي بلغ 200 ألف مشجع، ليتقدم عن طريق فاريسا في الدقيقة 47 من عمر اللقاء، فجأة انقلبت المباراة بتسجيل خوان ألبيرتو سكيافينو هدف التعادل لأوروجواي في الدقيقة 66.
وخيم التعادل على أجواء المباراة حتى الدقيقة 79، وفجأة انطلق ألسيديس جيجيا لاعب أوروجواي من الناحية اليمنى ليلعب كرة صوب المرمى، مستغلًا تقدم الحارس باربوسا الذي ظن أن منافسه سيلعب كرة عرضية، مسجلًا الهدف الثاني وهدف التتويج لمنتخب الأوروجواي.
هاجمت جماهير البرازيل حارس المنتخب باربوسا الذي أصبح بالنسبة لهم ملعونًا للأبد،والذي كان أفضل حارس في البطولة، وكان يصنع التمريرات لزملائه وكان مثلًا أعلى للبرازيليين.
وبعد هذا اللقاء أصبح جيجيا أسطورة كروية الأوروجواي رغم أنه لم يلعب خلال تاريخ مع المنتخب سوى في 12 مباراة سجل خلالها أربعة أهداف فقط كانت جميعها في بطولة كأس العالم 1950.
لعب جيجيا، الذي ولد في ال22 من ديسمبر 1926، للمنتخب الأوروجوياني من عام 1950 وحتى عام1952، قبل أن يمثل المنتخب الإيطالي من عام 1957، وحتى عام1959، وشارك 5 مباريات فقط، سجل خلالهم هدف واحد.
وفي يوم 29 ديسمبر عام 2009، قامت البرازيل بتكريم جيجيا، والاحتفال بهدفه الحاسم في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 1950 لكرة القدم.
ليشهد ملعب ماراكانا بعد نحو 60 عامًا، عودة جيجيا وسط كل هذا الشرف بحث تعبير جيجيا والذي أبدى تأثره الكبير بهذا التكريم.
وعاد جيجيا في مونديال 2014 إلى البرازيل، وقال خلال تصريحات لموقع ال«فيفا»: « البرازيل بلدي الثاني، دائما أشعر بدف الاستقبال والحب من قبل الجماهير، الكثير يطلب أن يحصل على الصور التذكارية معي، ودائما ما أكون سعيدًا للغاية حينما أزور البرازيل».
وعلى مستوى الأندية لعب جيجيا، في أربعة اندية مختلفة، وحقق ألقاب مع ثلاثة منهم، حيث حقق لقب الدوري الأوروجوياني في مناسبتين مختلفتين عام 1949، و1951 مع فريق بينارول، كما حقق لقب كأس المعارض مع فريق روما الإيطالي موسم 1960-1961، وحقق لقب الدوري الإيطالي مع فريق ميلان موسم 1961-1962.
كما حقق جيجيا العديد من الألقاب الشخصية، وحصل على جائزة الحذاء الذهبي كأجد أساطير كرة القدم عام 2006، وكان كان جيجيا ضمن التشكيل المثالي لمونديال 1950، كذلك إنضم لقاعة المشاهير بفريق روما الإيطالي.
وعاش أسطورة الأوروجواي سنواته الأخيرة في منزله في لاس بيدراس، قبل أن يتوفى في 16 يوليو 2015 في مستشفى خاص في مونتيفيديو.
والمصادفة انه توفى في الذكرى ال65 ل هدفه في النهائي الشهير، وكان جيجيا الوحيد على قيد الجياة من اللاعبين الذين شاركوا في نهائي 1950.