اتفق عدد من مستثمرى السياحة العاملين فى السوق الصينية على بدء رفع أسعار بيع البرامج السياحية خاصة للسوق الصينية وذلك للقضاء على ظاهرة حرق الأسعار التى انتشرت خلال الفترة الأخيرة فى هذه السوق الهامة من بعض الدخلاء على المهنة الذين أساءوا إلى سمعة السياحة المصرية. وأكد المستثمرون على ضرورة مضاعفة الحركة السياحية الوافدة من هذه السوق الواعد التى يخرج منها سنويا ما يقرب من 150 مليون سائح ينفقون ما يزيد على 200 مليار جنيه سنويا. وبدأ القطاع السياحى الرسمى والخاص الاتجاه إلى تطبيق حلول عملية «خارج الصندوق» لجذب أكبر عدد من الحركة السياحية الوافدة لمصر من الاسواق المصدرة للسياحة وخاصة الاسواق الواعدة التى يخرج منها ملايين السياح سنويا مثل الصين وتحتاج فقط إلى مخاطبتها بوسائل تكنولوجية حديثة مثل وسائل التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا وغيرها من الوسائل». وقال محمد الحسانين رئيس جمعية مستثمرى السياحة الثقافية إن هناك اتجاها عاما من المستثمرين برفع أسعار بيع البرامج السياحية خاصة للسوق الصينية، مرجعا ذلك لزيادة الطلب على مصر علاوة على استقرار سعر صرف الدولار واختفاء السوق الموازية عقب صدور قرار تحرير سعر الصرف فى نوفمبر 2016. وطالب الحسانين بضرورة تكثيف الحملات الترويجية لمصر بالسوق الصينية وايجاد حلول لزيادة الطاقة الناقلة للسياح الصينيين الوافدين للمدن المصرية، مشيرا إلى أن هذه السوق تعد من الاسواق الهامة المصدرة للحركة السياحية الثقافية ويجب العمل على وضع خطط تسويقية للحفاظ على نصيب مصر من معدلات الحركة الوافدة خاصة فى ظل وجود مقاصد سياحية منافسة من بينها المغرب التى تسعى لاستقطاب شريحة كبيرة من السياح الصينيين خلال الفترة المقبلة. وقال محمد عثمان عضو لجنة التسويق السياحى بالأقصر إن الصين يخرج منها أكثر من 150 مليون سائح لو استطاعت مصر جذب 1% منها فقط بمعنى 1.5 مليون سائح فهذا يؤكد أننا بدأنا نسير فى الاتجاه الصحيح، مشيرا إلى أن عدد السياح الصينيين الذين زاروا مصر خلال العام الماضى بلغ حوالى 300 ألف سائح بزيادة قدرها 60% عن عام 2016. أشار إلى أننا لم ننجح فى الاستفادة من هذا التدفق المقبول نسبيا لأسباب كثيرة أهمها أن السائح الصينى ذو طبيعة خاصة فى حياته حتى ولو فى إجازة ويحتاج إلى توفير جميع متطلباته خاصة ما يتعلق بغذائه ونوعية الأكل الخاص به. وقال: «للأسف الشديد لم ننجح فى توفير المطاعم الصينية اللازمة له، بالإضافة إن عدد المرشدين الصينيين مازال قليلا للغاية بالنسبة للتدفق الذى نرجوه ونتمنى أن يتم الاستعداد لذلك جيدا..وهناك أمور أخرى يجب معالجتها بأقصى سرعة اذ كنا نريد جذب عدد مناسب من الحركة التى تخرج من الصين». وأضاف عضو لجنة التسويق السياحى بالأقصر أن الإحساس العام لدى الجميع بأن السوق الصينية سوق رخيصة انعكس على الشركات التى تتعامل معهم بجوده أقل سواء فى النقل أو المراكب النيلية وهذا أمر خطير يؤذى مصر كمقصد سياحى. وأوضح عثمان أنه أصبح من العبث أن نضع كل المقاصد السياحية فى سله واحدة من حيث التسويق بمعنى أن وسائل التسويق لكل مقصد سياحى أصبحت مختلفة وما يجدى مع السوق الصينية لا يجدى تماما مثلا مع السوق الاسبانية. وقال: «لم ننجح للأسف فى ابتكار أى وسائل جذب للسوق الصينية.. فالتسوق الذى يعشقه الصينيون لا يتوافر على الاطلاق فى مصر. وإن كانت هناك مزاعم بأن السائح الصينى لا ينفق فهذا لأنه لم يجد ما يجذبه لينفق». وأكد أن السائح الصينى هو سائح يعشق السياحة الثقافية تماما، مشيرا إلى أنه يأمل أن تستمع وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط قليلا لصناعة السياحة الثقافية. من جانبها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة ان السوق الصينية يعد من أهم الأسواق الواعدة التى تأتى على رأس أولويات وزارة السياحة خلال الفترة القادمة، مشيرة إلى ان إجمالى الإيرادات التى يصرفها 150 مليون سائح يخرجون من الصين تتجاوز 200 مليار دولار سنويا نصيب مصر منها ضئيل للغاية. وأوضحت إنها ستبحث خلال الفترة القادمة كيفية زيادة رحلات الطيران المنتظم والشارتر الوافدة من الصين لتعظيم الحركة السياحية الوافدة من هذه السوق الواعد وزيادة الإيرادات منه.