لن يكون قطاع السياحة بمنأى عن التأثيرات التى سيخلفها تخفيض سعر العملة الصينية على اقتصاديات العالم، إلا إذا تم اتخاذ مجموعة خطوات تحول دون حدوث تأثيرات سلبية على القطاع، وفق ما قاله خبراء ومسولون ل(مال وأعمال). وفى مصر التى تستهدف جذب 200 ألف سائح صينى خلال العام الحالى، من الممكن أن يكون لتراجع اليوان تأثير سلبى على تحقيق تلك المستهدفات، بجانب استمرار توقف رحلات الشارتر من المدن الصينية إلى المقاصد السياحية المصرية. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة إن هناك تغييرا مرتقبا فى أسعار برامج الرحلات السياحية نتيجة انخفاض سعر الدولار والذى سيساهم فى زيادة سعر البرنامج من 50 إلى 200 يوان، بجانب ارتفاع سعر تذاكر الطيران وهو ما سيؤثر بالسلب على الحركة السياحية التى ستخرج من الصين فى موسم العيد الوطنى فى أكتوبر، وموسم أعياد الربيع فى فبراير. وقام بنك الشعب الصينى (البنك المركزى) بخطوة مفاجئة وذلك بعد تخفيضه لقيمة اليوان خلال يومين متتاليين فى الأسبوع قبل الماضى، بنسبة 1.9%. ويعد هذا التخفيض هو أكبر نسبة انخفاض منذ 20 عاما، ويعد إحدى الوسائل لتنشيط الصادرات الصينية، والتى أصبحت أكثر جاذبية حيث إن تراجع سعر العملة يؤدى إلى تراجع الأسعار. وقال الدكتور أبوالمعاطى شعراوى المستشار السياحى المصرى بالصين، إننا نستهدف بنهاية العام الحالى الوصول بأعداد السائحين الصينين الوافدين لمصر بمعدل يتراوح ما بين 150 ألفا و200 ألف سائح. وأضاف فى تصريحات ل(مال وأعمال) أنه من الممكن تحقيق تلك المعدلات بشرط توافر وسائل الطيران المختلفة المنتظمة والعارضة، وكذلك منح تسهيلات فى الحصول على التأشيرات للسائحين الصينيين وتفعيل تأشيرات الوصول من الجانب الصينى، بالإضافة إلى عدم تأثير انخفاض سعر اليوان الصينى مقابل الدولار على فرص نمو الحركة السياحية من الصين للعالم ومنها مصر. وأشار إلى أن السياحة الصينية الوافدة لمصر خلال هذا العام ستفوق عام الذروة 2010 فى حال استئناف حركة الطيران الشارتر، واستتباب الأمن لجميع ربوع مصر، حيث إن حركة السياحة الوافدة من الصين للمقاصد السياحية المصرية خلال الفترة من يناير وحتى يوليو الماضى فاقت عام 2010، حيث بلغ عدد السائحين الذين زاروا مصر خلال هذه الفترة 70.7 ألف سائح من السوق الصينية حققوا 400 ألف ليلة سياحية، كما بلغت الزيادة خلال هذه الفترة مقارنة بنظيرتها فى العام الماضى 109%. وأشار الدكتور شعراوى إلى أن مصر تستهدف فى حالة تطبيق التأشيرة الالكترونية، وتفعيل تأشيرة الوصول للسائح الصينى وزيادة عدد المقاعد على رحلات الطيران المنتظم أو استئناف رحلات الشارتر الوصول بعدد السائحين الصينين لمصر إلى 150 الف سائح وهو ما يتجاوز عام الذروة فى ظل تزايد معدلات الإقامة. ويتوقع ارتفاع الأعداد الوافدة من السوق الصينية خاصة خلال موسمى العيد الوطنى فى اكتوبر وأعياد الربيع فى فبراير المقبل. وأوضح أن المكتب السياحى بالصين يبذل قصارى جهده طبقا لتوجيهات وزير السياحة ورئيس هيئة التنشيط لجذب أكبر عدد ممكن من السائحين الصينين العاشقين لمصر من خلال أنشطة ترويجية فى مقاطعات صينية مختلفة وتنظيم رحلات تعريفية للإعلام الصينى، ومنظمى الرحلات، بالإضافة إلى تدشين حملة مباشرة على اتوبيسات النقل العام فى 5 مدن صينية، وكذلك المشاركة فى مشروع التعليم الاليكترونى لمنظمى الرحلات الصينيين، هذا علاوة على المشاركة فى أحداث خاصة بالجمهور والمشاركة فى المعارض السياحية الصينية. وقال المستشار السياحى المصرى بالصين إننا نأمل أن تساعدنا الحكومة الصينية فى تدشين أكثر من رحلة تضاف إلى الرحلات الثلاث، التى تم تسيرها من بكين للأقصر أو للقاهرة من أجل تنشيط السياحة الثقافية، وأن يستمر التنسيق والتعاون بين وزارتى السياحة والطيران لتسيير رحلة من مدينة جوانزو الصينية للقاهرة. وطالب بزيادة المطاعم الصينية بالقاهرة، والاهتمام بالمرشد السياحى الصينى لتلبية جميع احتياجات السائح الصينى الوافد لمصر. وقال محمد رضا داود رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة لاكى تورز إنه يجب الاهتمام بالأسواق السياحية الجديدة، خاصة السوق الصينية التى تعتبر من أهم الأسواق الواعدة للسياحة المصرية. وأوضح أن هناك العديد من الايجابيات بدأت تظهر بوضوح من مردود السياحة الوافدة من الصين على أسوان ومناطق الصعيد أهمها إعادة الحركة السياحية لمنطقة الصعيد وبمعدلات إنفاق مرتفعة، وهو ما يؤكد أنها حققت الهدف منها وهو انقاذ صعيد مصر من الركود السياحى الذى عانى منه خاصة ان هناك حرصا من الدولة على تشغيل وتنمية السياحة بهذه المنطقة. وتوقع رئيس مجلس ادارة شركة لاكى تورز أن تحصل مصر على نسبة 1 % طبقا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى من عدد السائحين الصينيين والذين يقدر عددهم ب 120 مليون سائح سنويا خلال 5 سنوات قادمة خاصة اننا نحتاج إلى توفير البنية الاساسية اللازمة للسائح الصينى من مطاعم ومرشدين سياحين وخدمات متكاملة. وقال رضا داود إن مستقبل السياحة الصينية بالنسبة لمصر مبشرة، لكنه يحتاج إلى عمل متواصل ومحترف وبأفكار خارج الصندوق مع توفير جميع متطلبات البنية الأساسية اللازمة للسائحين الصينين. وطالب هيئة تنشيط السياحة بالتركيز فى هذا السوق خلال الفترة المقبلة ووضع ميزانية مناسبة له للصرف منها على الترويج لجميع المنتجات السياحية المصرية، وكذلك العمل على مساعدة القطاع الخاص فى اعمال الدعاية والاعلان وطبع المزيد من البروشورات باللغة الصينية، واختيار المواد الدعائية المناسبة لطبيعة هذا السوق. وطالب بإنشاء المزيد من المطاعم الصينية لأن الموجودة حاليا محدودة ولا تكفى، كما يجب زيادة أعداد المرشدين السياحيين الذين يتحدثون اللغة الصينية وذلك لتأهيل أنفسنا لجذب أكبر عدد من هذه السوق.