فى تحول مفاجئ قررت الحركة الشعبية لتحرير السودان تأجيل مؤتمر جوبا للقوى السياسية السودانية إلى اليوم بعد أن كان مقررا عقده أمس، وأوضح باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية أن التأجيل يهدف إلى إعطاء الأطراف المشاركين فى المؤتمر الفرصة للنقاش والحوار قبل بدء الجلسات، خاصة بعد أن اختلفت مواعيد وصول الوفود المشاركة حيث وصل بعضها أمس بينما وصل آخرون الجمعة الماضى. وقد استمر غياب حزب المؤتمر الوطنى الذى يتزعمه الرئيس عمر البشير فى إلقاء ظلاله على المؤتمر حيث كشفت مصادر من الحركة الشعبية ل«الشروق» النقاب عن أن الأسباب الحقيقية وراء تأجيل المؤتمر هى أنه ما زالت هناك اتصالات جارية مع حزب البشير فى محاولة لإقناعه بالمشاركة فى أعمال المؤتمر. وأضافت المصادر التى رفضت الكشف عن هويتها أنها تتوقع حضور ممثل للحزب المؤتمر الوطنى اليوم للمشاركة فى الجلسات الأولى للمؤتمر، إلا أنها فى الوقت نفسه، أشارت إلى أن الحزب لم يؤكد حضوره من عدمه. ومن جانبه، أعرب باقان أموم عن أسفه لعدم مشاركة البشير، مؤكدا أن المؤتمر مفتوح لكل القوى السياسية دون إقصاء لأحد. وكشف النقاب عن عزم الحركة عقد اجتماع آخر مع الحركات الدارفورية المسلحة التى لم توقع مع حكومة الخرطوم على اتفاقيات سلام وذلك من أجل بحث كيفية إشراكهم فى حل قضية دارفور. وكان حزب البشير قد أعلن مقاطعته للمؤتمر وقال بأنه يعقد بهدف إقامة تحالفات ضد البشير، إلا أن مالك عقار نائب ريس الحركة الشعبية أكد ل«الشروق» «أن المؤتمر لا يستهدف عقد تحالفات»، موضحا أن القوى السياسية السودانية تحاول البحث عن حلول حول قضايا البلاد الوطنية وإلى توافق بشأن الاستحقاقات مثل الانتخابات وقضايا التحول الديمقراطى. وقالت مصادر من القوى السياسية المشاركة فى المؤتمر إن هناك أفكار تناقش حول إمكانية تشكيل تحالف مكون من الأحزاب المعارضة لخوض الانتخابات المقبلة فى السودان والمزمع إجراؤها أبريل 2010. بينما قالت مصادر من حزب البشير ل«الشروق» إنها «تعلم أن انعقاد مؤتمر جوبا حجة واهية للأحزاب المعارضة لمقاطعة الانتخابات من جهة أو فرصة للحركة الشعبية لتحرير السودان لإثارة الجدل حول الانتخابات مع القوى السياسية الأخرى لأنها غير مستعدة لخوضها». وأضافت المصادر التى طلبت عدم ذكر اسمها أن الحركة الشعبية تعانى من حالة ارتباك فى صفوفها الداخلية وخلافات بين قياداتها الأمر الذى يجعلها غير قادرة على خوض الانتخابات فى الفترة الحالية بحسب قول المصادر. وكان أربعون حزبا من أحزاب حكومة الوحدة الوطنية بما فيها حزب البشير أعلنت أمس مقاطعتها للمؤتمر. وشدد إبراهيم غندور القيادى البارز بالمؤتمر الوطنى على أن مؤتمر جوبا لن يكون جامعا كما ادعت الحركة الشعبية خاصة بعد مقاطعة أحزاب الحكومة التى قال إنّها تمثل (72%) من القوى السياسية فى الساحة. وأضاف غندور فى تصريحات خاصة ل«الشروق» أن هناك جهات، لم يذكرها، هى التى تدعم المؤتمر وتقف خلفه بهدف عزل المؤتمر الوطنى. وعلمت «الشروق» أن حزب البشير يستعد لعقد مؤتمر آخر بالعاصمة الجنوبية جوبا وهو المؤتمر الثانى لأهل السودان وهو ما اعتبره البعض ردا على مؤتمر القوى السياسية. من ناحية أخرى. حضر كبير مساعدى الرئيس السودانى منى أركو مناوى جلسة مناقشات سابقة للانعقاد الرسمى للمؤتمر وذلك بالرغم من أن مناوى شريك فى الحكومة. وقال مناوى ل«الشروق» إن مشاركته ستكون تلبية للدعوة التى قدمها له النائب الأول للرئيس السودانى سلفا كير، موضحا أن مشاركته لا تؤثر على علاقته بالحكومة السودانية التى قاطعت المؤتمر حيث قال «أنا جزء من الحكومة لكننى لست عضوا فى حزب المؤتمر الوطنى».