أكد مبارك الفاضل المهدى، رئيس حزب الأمة السودانى المعارض، أن مؤتمر جوبا الذى سيجمع القوى السياسية السودانية، المقرر عقده فى أغسطس الجارى بعاصمة الجنوب، جوبا، سيعزز خيار الوحدة بالنسبة لجنوب السودان، كما أنه يهدف للوصول إلى حل «سودانى» وطنى لقضايا البلاد الداخلية التى تم تدويلها. وقال المهدى فى حوار ل«الشروق» بمقر إقامته بالقاهرة: إن استثمار خلافات شريكى الحكم فى السودان (المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية لتحرير السودان) يخدم مصلحة المعارضة الهادفة إلى مجابهة حزب المؤتمر الوطنى الحاكم لأنه «يهضم حقوقنا جميعا». وأوضح المهدى أن تحالف الأحزاب المعارضة السودانية ضد حزب المؤتمر الوطنى الحاكم لا يسعى لإسقاط النظام لتحقيق تداول السلطة بصورة سلمية عبر انتخابات حرة نزيهة، كما يقرر الدستور. واتهم المهدى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم بأنه كان سببا وراء تأجيل الانتخابات من يناير إلى أبريل «لأنه قام بتأخير الإجراءات، مثل الإعلان عن نتائج التعداد السكانى وقانون الانتخابات. وأضاف إن تأجيل الانتخابات يعنى تمديد «عمر النظام». وحول المواقف المتباينة التى تتبناها الحركة الشعبية لتحرير السودان المتباين حيال تحالف الأحزاب المعارضة قال المهدى: «إن الحركة الشعبية متفقة مع كل القوى السياسية حول ما ورد فى الدستور من ضرورة الانتقال الديمقراطى عبر انتخابات حرة نزيهة لكن الاختلاف ما بين الحركة الشعبية وبين الأحزاب المعارضة هو اختلاف فى التكتيك». وأرجع المهدى هذا الخلاف إلى كون الحركة الشعبية لتحرير السودان طرفا أساسيا فى حكومة الوحدة الوطنية، مما يعنى أن عليها التزامات سياسية وأمنية وإدارية، وذلك بالرغم من الانتقادات التى توجهها الحركة الشعبية لتحرير السودان لعدم التزام حزب المؤتمر الوطنى بالتنفيذ الأمين للاتفاقات المقررة للسلام بين شمال السودان وجنوبه. وحول مؤتمر جوبا الذى يجمع القوى السياسية السودانية قال المهدى: «إن الهدف منه إعطاء دفعة للوحدة (بين شمال السودان وجنوبه التى سيتم التصويت عليها فى استفتاء فى عام 2011) بإقامته فى العاصمة الجنوبية، مما سيشعر المواطن الجنوبى أنه أصبح فى دائرة الاهتمام الرئيسية التى تقرر مصير السودان». وأشار المهدى إلى أن هذه الخطوة تمثل «نقلة نوعية ونفسية من الممكن أن تعطى جاذبية فى قضية الوحدة». ولم يتحدد بعد الموعد النهائى لمؤتمر جوبا ولكنه معنون لنهاية الشهر الجارى. ومن المقرر أن يتيح المؤتمر فرصة للقوى السياسية السودانية للتحاور حول جميع مشاكل السودان فى الشمال والشرق والغرب. كما من المقرر أن يسعى على وجه الخصوص للنظر فى أفكار من شأنها أن تدعم فرص الإبقاء على وحدة أراضى السودان من خلال الاستفتاء المقرر فى عام 2011. وكان من المفترض عقد اجتماع جوبا فى شهر يوليو الماضى، إلا أن قوى المعارضة اختارت تأجيله لترى نتائج الحوار الأمريكى السودانى. وأضاف المهدى: «نريد أن نجمع على حل سودانى سودانى لقضايانا الداخلية التى تم تدويلها، ونريد بهذا المؤتمر أن نقول إن السودانيين قادرون على وضع حلول لقضاياهم الداخلية رغم تمنع المؤتمر الوطنى عن التعاون مع أفكار المعارضة ومقترحاتها. وقال: إن «واقع الحال يفيد بأن سيطرة المؤتمر الوطنى (آخذة) فى الانحسار» مما يعنى أن هناك إمكانية لتفعيل أفكار المعارضة حول الحل الوطنى لمشاكل السودان. واعتبر المهدى أن «البديل لنظام المؤتمر الوطنى الحاكم هو نظام ديمقراطى تعددى ودولة تقوم على أساس المواطنة تحترم التعدد الدينى والثقافى والإثنى وتحقق اللامركزية فى السودان وتوزع الدخل القومى بصورة عادلة حتى تعالج المشاكل التى حدثت فى السودان منذ الاستقلال».