تستهدف جذب 16.695 مليون سائح بحلول 2020 أعد القطاع السياحى الرسمى والخاص خطة للاستفادة الحقيقية من المقومات السياحية المتميزة التى تتمتع بها مصر والحصول على نسبة عادلة من حركة السياحة العالمية التى بلغت 1.3 مليار سائح على مستوى العالم. تركز الخطة على تعظيم العائد من بعض المنتجات السياحية المصرية مثل السياحة الثقافية التى لم تحصل على الاهتمام الكافى خلال الفترة الأخيرة على الرغم من أنها تستطيع تعويض الانخفاض الكبير فى حركة السياحة الوافدة للمدن السياحية الشاطئية نتيجة استمرار فرض حظر السفر من اهم الدول المصدرة للسياحة إلى مصر وخاصة شرم الشيخ عقب حادث سقوط الطائرة الروسية بسيناء نهاية أكتوبر 2015، بالإضافة إلى الاهتمام بسياحة الحوافز والمؤتمرات والسياحة العلاجية وغيرها من المقومات السياحية التى تتميز بها مصر. وكشفت دراسة أعدها المركز المصرى للدراسات الاقتصادية عن تراجع الاقبال على السياحة الثقافية بصورة كبيرة فى العالم لصالح أنواع أخرى من السياحة مثل «سياحة الشواطئ والترفيه»، وأصبحت السياحة الثقافية تستحوذ على 15% فقط من السياحة العالمية. وأكدت الدراسة أن مصر لديها فرص كبيرة فى مجالى السياحة الثقافية، وسياحة الشواطئ والغوص، فى حين أن لدينا فرصا ضائعة فى مجالات سياحة المؤتمرات والحوافز، وسياحة الاستشفاء، وسياحة الطعام، وسياحة المغامرة (سفارى، وتسلق جبال) وسياحة السينما والمسرح، وسياحة كبار السن وذوى الإعاقة، والسياحة الدينية، والسياحة الخضراء. وقال إلهامى الزيات رئيس اتحد الغرف السياحية الاسبق وأحد المشاركين فى اعداد هذه الدراسة التى تعتبر بمثابة خارطة استراتيجية: إن السياحة الثقافية تمثل نسبة 10 % من إجمالى الحركة السياحية العالمية والبالغة 1.3 مليار سائح، لافتا إلى أن مصر لديها جميع المقومات السياحية والأثرية للحصول على نصيبها العادل من الحركة الوافدة للسياحة الثقافية. وأشار إلى ضرورة وجود صورة واضحة لعام 2020 لاستعادة السياحة لمصر لما كانت عليه ومعالجة نقاط الضعف وتعظيم نقاط القوة لكى تحصل مصر على نصيبها العادل من حركة السياحة العالمية بصفة عامة وحركة السياحة الثقافية بصفة خاصة؛ نظرا لما تتمتع به مصر من مقومات كبيرة فى هذا المجال. وأعرب رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية الأسبق عن أمله فى أن تتبنى الدولة تنفيذ هذه الخارطة وعدم تعديلها مع كل فترة ولاية لكل وزير جديد، حيث تحمل الاستراتيجية اسم «خارطة الطريق» لقطاع السياحة فى مصر، وهى قائمة على المنهجية، لافتا انها تتضمن التسويق للمنتج السياحي توفير الانتقالات الدولية توفير فنادق ومنتجعات للإقامة تنظيم البرنامج السياحى، مؤكدا ضروه توافر هذه القيم لجذب الحركة السياحية لمصر. وقال محمد عثمان عضو لجنة تسويق السياحة بالأقصر، إن المدينة تعانى الكثير من المشاكل التى تؤثر على حركة السياحة الوافدة، منها عدم توافر دورات مياه عامة بالمدينة، وعدم وجود مراكب سياحية كافية لاستقبال الموسم الجديد، مؤكدا انحسار السياحة الثقافية بالفعل رغم أنها تحقق 70% من الدخل السياحى فى مصر وأنها كانت الأساس فى جذب السياحة الشاطئية والترفيهية فى شرم الشيخ وغيرها من المناطق الساحلية. وتستهدف الدراسة جذب 9.038 مليون سائح فى 2018، ويرتفع العدد المستهدف إلى 16.695 مليون سائح فى 2020، وتقسم السائحين الوافدين إلى أربع فئات: الأولى هى الفئة الأقل إنفاقا والتى يصل متوسط إنفاق سائحها يوميا إلى 25 دولارا ويأتون فى الأغلب من دول أوروبا الشرقية والجنوبية، وترتبط الأنشطة التى يقومون بها بسياحة الشواطئ والغطس. وتضم المجموعة الثانية السائحين متوسطى الإنفاق الذين يصل متوسط إنفاقهم إلى 70 دولارا يوميا ويأتون فى الأغلب من دول أوروبا الغربية ويهتمون بالأنشطة المرتبطة بالسياحة الثقافية وسياحة الشواطئ. أما الفئة الثالثة فتتسم بارتفاع الإنفاق حيث يصل متوسط إنفاق السائح فى هذه الفئة إلى 130 دولارا يوميا وهم فى الأغلب من دول أمريكا الشمالية، ويهتمون بأنشطة السياحة الثقافية والترفيهية. والفئة الرابعة والأخيرة هى الأعلى إنفاقا بمتوسط إنفاق يتجاوز 250 دولارا يوميا وتأتى من أى من هذه الدول وتهتم بالأنشطة المتعلقة بسياحة المؤتمرات والحوافز والمعارض. وقال محمد الحسانين رئيس جمعية مستثمرى السياحة الثقافية إن الحركة الوافدة من السوق الأشبانية وأمريكا اللاتينية ستعودان بقوة خلال العام الحالى، مشيرا إلى أن عدد السياح الإسبان بلغ 24 ألف سائحا فى عام 2016 ثم ارتفع إلى 35 ألف سائح فى عام 2017 أى بزيادة 60 % وهو ما يؤكد أن هذه السوق تشهد تحسنا كبيرا. أضاف الحسانين أن أكبر عائق أمام زيادة الحركة السياحية من إسبانيا إلى مصر هو استمرار إدراج «القاهرة» فى قائمة إرشادات السفر للرعايا الأسبان، لافتا أى أن وزير الخارجية سامح شكرى ناقش خلال زيارته مؤخرا لإسبانيا مع نظيره الإسبانى ضرورة مراجعة وإعادة النظر لإرشادات ونصائح السفر الإسبانى فى ظل استئناف الحركة السياحية من معظم دول العالم للمقصد السياحى المصرى. وأعلن رئيس جمعية مستثمرى السياحة الثقافية عن اجراء ترتيبات لزيارة وفد سياحى يضم عددا من الشركات المصرية ونظيرتها الاسبانية لعقد لقاء مع عدد من المسئولين بوزارة الخارجية الاسبانية لمناقشة مراجعة وإعادة النظر فى ارشادات ونصائح السفر للسائح الإسبانى، مشيرا إلى أن شركات السياحة تعمل على جذب السياحة من مختلف دول العالم وتعمل على توجيه اهتمام السائح الإسبانى نحو مختلف المنتجات السياحية المصرية بجانب منتج السياحة الثقافية الذى يجذب السائح الإسبانى إلى مصر.