قال مصدر فى الكونجرس طلب عدم ذكر اسمه ل«الشروق» إن السفير الأمريكى لدى اليونسكو ديفيد كيلون ذهب إلى باريس، وهو يحمل على عاتقه مهمة «تنظيف اليونسكو»، وهو تعبير استخدمته النائبة الجمهورية إلينا روزلنين من ولاية فلوريدا، التى عمل معها كيلون لفترة طويلة فى لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس، بعد تعيينه مباشرة. ويمتلك كيلون سجلا حافلا من محاربة «العداء للسامية»، وعمل فى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكى لسنوات عديدة، ولا توجد له سيرة ذاتية معلنة. لكن الأكيد أنه عمل من قبل مساعدا لرئيس اللجنة ديفيد لانتوس الذى توفى منذ سنتين، واشتهر بالعداء للعرب والمسلمين، وكان من أشد أنصار إسرائيل فى المجلس، ودائما ما قدم لانتوس، الذى كان «العداء للسامية» أيضا أحد أهم بنود أجندته، مشروعات قرارات تطالب بفرض شروط على تقديم المساعدات الاقتصادية والعسكرية لمصر. وبعد وفاة لانتوس ترأس هاورد بيرمان رئاسة اللجنة، واستمر كيلون فى العمل فيها. وكان كيلون يرأس أثناء تلك الفترة آلان ماكوفسكى (عم ديفيد ماكوفسكى الباحث المهم بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى وهو المعهد المعروف بقربه من اللوبى الإسرائيلى فى واشنطن). وهو أحد أشد أنصار إسرائيل نفوذا بين العاملين فى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب. وجاءت تسمية السفير الأمريكى لدى اليونسكو فى شهر يونيو الماضى بمثابة رسالة واضحة وطمأنة من إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما للوبى اليهودى، خاصة فى الوقت الذى عرف فيه عم كيلون تبنيه الدائم لقضايا العداء للسامية، وكان يشرف خلال وجوده فى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب على ملف العداء للسامية بمؤتمرى ديربان1 وديربان2. واتهم حسنى فور عودته للقاهرة عقب خسارته للانتخابات على رئاسة المنظمة الدولية السفير الأمريكى بأنه فعل ما بوسعه لإسقاطه. واعتبر العديد من المنظمات اليهودية ومثقفون يهود أن المرشح المصرى لا ينبغى أن يصبح رئيسا لليونسكو لإدلائه عام 2008 تصريحات اعتبرت معادية لليهود، خصوصا عندما أعلن أمام مجلس الشعب أنه مستعد لأن «يحرق بنفسه» أى كتب يهودية قد توجد فى المكتبات المصرية لمواجهة أى مخالفة لموقف المثقفين المصريين رفض التطبيع. وبعد أقل من يومين على الانتخابات الأكثر جدلا فى تاريخ اليونسكو، استمرت بعض الصحف الغربية فى متابعة نتيجة الانتخابات. ونقلت صحيفة ليبراسيون عن المحامية والسياسية الفرنسية المعروفة سيمون فيل وهى من الناجين من معسكرات الاعتقال النازى قولها إنها لا يمكن أن تتجاوز عما بدر من حسنى حول حرق الكتب الإسرائيلية حتى بالرغم من اعتذاره اللاحق عن هذا التعبير. وقالت فيل إن قادة إسرائيل مارسوا «الحيطة» فى التعامل مع ترشيح حسنى لمنصب مدير عام اليونسكو لأسباب تتعلق بعلاقات وحدود إسرائيل مع مصر ولكن هذا، حسب فيل، لا ينفى أن ما قاله حسنى «يثير الكثير من التساؤلات». أما جريدة الفايننشيال تايمز البريطانية فقارنت بين أداء حسنى الذى وصفته بأنه كان مرشحا مثيرا للجدل وأداء بوكوفا خلال الحملة الانتخابية، ونقلت عن متابعين للعملية الانتخابية قولهم إن حسنى خسر فى النهاية جراء الشكوك التى أحاطت بقدراته على إدارة هذه المنظمة الأممية الكبيرة، خاصة فى ضوء ما وصفه أحد السفراء لدى اليونسكو بأنه «أداء سيئ بصورة واضحة» فى تقديم أطروحته أمام مجلس اليونسكو مع إطلاق العملية الانتخابية. وقالت مجلة فورين بوليسى الأمريكية إنه لا يخفى على المثقفين أن حديث حسنى عن حرق الكتب، كما اعتذاره عن ذلك الحديث يمثلان، على تناقضهما، تعبيرا عن «النفعية» التى مارسها حسنى لكسب التعاطف سواء لتعزيز منصبه الوزارى فى مصر أو للوصول إلى رئاسة اليونسكو. وأشارت إلى أن كل من يعرف حسنى يعلم أن الخصلة الرئيسية التى أثبتها مرارا وتكرارا هو وفاءه الشديد للنظام الذى رشحه ودافع عنه.