محافظ الإسكندرية يهنئ الرئيس والشعب بانتصارات أكتوبر    وزيرة التنمية المحلية تبحث مع محافظ الفيوم المشروعات التنموية والخدمية وجهود تطوير المحميات الطبيعية    محافظ الغربية يجوب مدينة وقرى بسيون ويوجه بتنفيذ مطالب الأهالي    الضفة.. مستوطنون إسرائيليون يعتدون على قاطفي زيتون فلسطينيين مع بدء موسم قطف الثمار    حماس: تصعيد استيطاني غير مسبوق في الضفة لابتلاع مزيد من الأراضي الفلسطينية    الأهلي ينعى سمير محمد علي لاعب الزمالك ومنتخب مصر الأسبق    الدوري الإنجليزي.. أستون فيلا يفوز على بيرنلي بهدفين لهدف    فابريس: نحترم الأهلي ولكننا نؤمن بحظوظنا في تحقيق المفاجأة    التشكيل الرسمي لمباراة مانشستر سيتي وبرينتفورد في البريميرليج    البحيرة.. إصابة 7 أشخاص إثر حادث سير بوادي النطرون    2 نوفمبر.. نظر محاكمة شقيقين قتلا عاملًا ب 3 طلقات في الجيزة    السكة الحديد تُسير الرحلة ال23 لإعادة الأشقاء السودانيين إلى وطنهم    تامر حسني يطلق من كان يا مكان إهداء لمهرجان نقابة المهن التمثيلية لتكريم رموز المسرح المصري    "الإسكندرية السينمائي" يحذر من نشر أية أخبار كاذبة حول المهرجان    دور المقاومة الشعبية في السويس ضمن احتفالات قصور الثقافة بذكرى النصر    نائب وزير الصحة يبحث مع محافظ الدقهلية التعاون في تطوير المنظومة الصحية بالمحافظة    روبيو: لا يمكن تجاهل تأثير الحرب في غزة على مكانة إسرائيل في العالم    احتجاجات بتل أبيب وأسر الرهائن يدعون ترامب ونتنياهو لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار    أستون فيلا يواصل انتصاراته فى الدورى الإنجليزى بفوز مثير ضد بيرنلى    تأجيل محاكمة 71 متهما بخلية الهيكل الإدارى بالتجمع لجلسة 21 ديسمبر    سيارة مسرعة تنهي حياة طفل أثناء عبوره الطريق بصحبة والدته في العجوزة    طرح 11 وحدة صناعية جديدة بمجمع المطاهرة بمحافظة المنيا    وزير التموين: تكثيف الرقابة والتصدى الحاسم لحالات الغش التجارى    احزان للبيع ..حافظ الشاعر يكتب عن : في يوم المعلم… منارة العلم تُطفئها الحاجة..!!    أفضل 5 أبراج تنجح في التدريس أولهم برج القوس فى يوم المعلم العالمى    مائدة فن العرائس تختتم فعاليات مهرجانها الأول من التشكيل إلى الخيال    سعر الذهب اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025.. عيار 18 بدون مصنعية ب4483 جنيها    حكم الذكر دون تحريك الشفتين.. وهذا هو الفرق بين الذكر القلبي واللساني    وزارة الإسكان السعودي تحدد نقاط أولوية الدعم السكني 2025    إزالة 50 حالة تعدٍّ واسترداد 760 فدان أملاك دولة ضمن المرحلة الثالثة من الموجة ال27    «اطلع على كراسات الطلاب وفتح حوارا عن البكالوريا».. وزير التعليم يفتتح منشآت تربوية جديدة في الإسكندرية (صور)    شهيد لقمة العيش.. وفاة شاب من كفر الشيخ إثر حادث سير بالكويت (صورة)    رئيس الوزراء يترأس اجتماع اللجنة الرئيسية لتقنين أوضاع الكنائس والمباني الخدمية التابعة لها    مبابي ينضم إلى معسكر منتخب فرنسا رغم الإصابة مع ريال مدريد    «بس ماترجعوش تزعلوا».. شوبير يعتذر ل عمرو زكي    محمد الغزاوي.. نموذج إداري هادئ يعود للمنافسة في انتخابات الأهلي المقبلة    تعليق مفاجئ من الجيش اللبناني بعد تسليم فضل شاكر لنفسه    مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي يكرم فناني ومبدعي المدينة (صور)    سر إعلان أسرة عبد الحليم حافظ فرض رسوم على زيارة منزل الراحل    احتفالات الثقافة بنصر أكتوبر.. معرض حرب أكتوبر المجيدة في الذاكرة الوطنية بالهناجر    الصين: إجلاء 347 ألف شخص قبل وصول إعصار ماتمو إلى اليابسة    موعد أول يوم في شهر رمضان 2026... ترقب واسع والرؤية الشرعية هي الفيصل    رئيس جامعة المنيا يهنئ السيسي بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة    وزير الصحة: تم تدريب 21 ألف كادر طبي على مفاهيم سلامة المرضى    مرسوم جديد من «الشرع» في سوريا يلغي عطلة حرب 6 أكتوبر من الإجازات الرسمية    مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة الشرقية    3 عقبات تعرقل إقالة يانيك فيريرا المدير الفني للزمالك .. تعرف عليها    الأوقاف تعقد 673 مجلسا فقهيا حول أحكام التعدي اللفظي والبدني والتحرش    استجابة مطمئنة للعلاج .. تعرف على تطور حالة إمام عاشور    سوريا تنتخب أول برلمان بعد بشار الأسد في تصويت غير مباشر    وزير التعليم ومحافظ الإسكندرية يفتتحان إدارة المنتزه أول التعليمية    «السبكي» يلتقي رئيس مجلس أمناء مؤسسة «حماة الأرض» لبحث أوجه التعاون    تاجيل طعن إبراهيم سعيد لجلسة 19 أكتوبر    عقد مؤتمر في القاهرة لعرض فرص الاستثمار الزراعي والتعدين بالولاية الشمالية في السودان    عودة إصدار مجلة القصر لكلية طب قصر العيني    السيسي يضع إكليل الزهور على قبري ناصر والسادات    اعرف مواقيت الصلاة اليوم الأحد 5-10-2025 في بني سويف    أذكار النوم اليومية: كيف تحمي المسلم وتمنحه السكينة النفسية والجسدية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الشروق» تنشر حلقات من كتاب «النار والغضب» الذي يكشف كواليس حياة الرئيس الأمريكي - الحلقة الثالثة
نشر في الشروق الجديد يوم 10 - 01 - 2018

كوشنر «كيسنجر الجديد».. والسعودية مستعدة لاستضافة قواتنا بدلا من قطر
صراع بين كوشنر وبانون على لقب «المدافع الأقوى» عن إسرائيل.. وصهر ترامب يتهم مستشاره بمعاداة السامية.. وكيسنجر: البيت الأبيض يشهد حربا داخلية بين اليهود وغير اليهود
علاقة ولى العهد السعودى بكوشنر مثار انزعاج للخارجية الأمريكية.. والرئيس الأمريكى: صهرى تمكن من كسب العرب فى صفنا
ترامب: الرياض ستمول وجودا عسكريا أمريكيا فى المملكة يحل محل قيادة القيادة الأمريكية فى قطر
الرئيس الجمهورى يرى مصر والسعودية وإسرائيل وإيران أهم القوى فى المنطقة.. والإدارات السابقة أخطأت فهم الشرق الأوسط
شريط فيديو أعدته إيفانكا وراء قصف قاعدة الشعيرات السورية.. وبانون رفض الإجراء العسكرى
الرئيس الأمريكى هدد بإقالة قادة الجيش بعد إطلاعه على خطة العمل فى أفغانستان
ترامب لا يستطيع نطق اسم الرئيس الصينى «شى».. ومستشاروه: فكر فيه كإمرأة
بانون يحذر الرئيس: إقالة كومى تجعل «التدخل الروسى» أهم قصة فى العالم.. وترامب: مدير إف بى آى «فأر» لابد التخلص منه
فى الحلقة الثالثة والأخيرة للعرض الذى تنشره «الشروق»، لكتاب «النار والغضب: داخل بيت ترامب الأبيض»، للصحفى الأمريكى مايكل وولف، الذى أحدث ضجة عالمية واسعة، لتضمنه مجموعة من الإدعاءات الخطيرة التى تطول الرئيس الأمريكى والدائرة المقربة منه، وتشكيك فى جدارته وقدراته الذهنية لتولى منصبه، يرصد ويحلل المؤلف السياسة الخارجية الأمريكية فى ظل ترامب، وتوجهاته بشأن الشرق الأوسط، والصراعات بين مستشاريه على خدمة مصالح إسرائيل فى المنطقة، وكواليس اتخاذه لقرار القصف الأمريكى لقاعدة الشعيرات السورية وصدامه بقادة الجيش الأمريكى بشأن خطة التعامل مع الوضع فى أفغانستان، وذلك بعدما تطرقت الحلقات السابقة من الكتاب، الأكثر مبيعا على موقع أمازون، إلى كواليس علاقة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بمساعديه وطباعه الشخصية وحملته الانتخابية، وعلاقته بزوجته ميلانيا، والدور المتوغل لنجلته إيفانكا وصهره جاريد كوشنر فى إدارة شئون البيت الأبيض.
الكتاب فى سطور:
- العنوان: «النار والغضب: داخل بيت ترامب الأبيض»
- المؤلف: مايكل وولف
- دار النشر: دار هنرى هولت
- عدد الصفحات: 336 صفحة
الحلقة الأولى من هنا:
«الشروق» تنشر حلقات من كتاب «النار والغضب» الذي يكشف كواليس حياة الرئيس الأمريكي - الحلقة الأولى
الحلقة الثانية من هنا:
«الشروق» تنشر حلقات من كتاب «النار والغضب» الذي يكشف كواليس حياة الرئيس الأمريكي - الحلقة الثانية
وفى فصل خاص بالسياسة الخارجية الأمريكية فى عهد ترامب، تحت عنوان «فى الخارج والداخل» يرسم وولف صورة للبيت الأبيض بأنه يجهل الشئون العالمية، ويصمم على عكس ما فعلته إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما. كما يسلط الضوء على تركيز صهر ترامب جاريد كوشنر على السعودية وإسرائيل وكندا والمكسيك، وعلاقته مع ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان.
تحدث وولف فى البداية عن إسناد ترامب للملف الإسرائيلى لصهره كوشنر (عينه مبعوث خاصا للسلام فى الشرق الأوسط)، موضحا أنه «لم يكن اختبارا عاديا، بل اختبارا يهوديا، فالرئيس الأمريكى يخصه به لكونه يهوديا ويكافئه لكونه يهوديا ويرهقه بعقبة صعبة لكونه يهوديا، وأيضا، بسبب الاعتقاد النمطى فى الإمكانات التفاوضية لليهود». مشيرا إلى أن ترامب قال مرارا إن «هنرى كيسنجر يقول إن جاريد سيكون هنرى كيسنجر الجديد».
كما كشف وولف فى هذا الإطار عن صراع بين كوشنر وكبير المخططين الاستراتيجيين السابق فى البيت الأبيض ستيف بانون، على لقب المدافع الأقوى عن (مصالح) إسرائيل، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وهو صديقا قديما لعائلة كوشنر، خلال زيارته نيويورك فى الخريف للقاء ترامب وكوشنر، قال إنه «قدم للبحث عن ستيف بانون»، فى إشارة إلى العلاقة الوطيدة مع اليمين المتطرف فى الولايات المتحدة.
ويشير وولف إلى أن «جهود بانون ليحظى بلقب الأقوى فى الدفاع عن إسرائيل، أمرا محيرا للغاية لكوشنر.. فبالنسبة له الدفاع اليمينى لبانون عن إسرائيل، الذى كان يتبناه ترامب، أصبح بشكل ما، نوعا من معاداة السامية الخفية الموجهة نحوه بشكل مباشر».
وبنظرة أوسع رصد الكاتب معركة بين بانون من جهة وكوشنر وزوجته إيفانكا والمستشار الاقتصادى لترامب، جارى كوهن، من جهة أخرى، حيث يرى بانون أن ذلك الثلاثى يحتل واقعا بديلا لم يكن له تأثير يذكر على ما اسماه ب«ثورة ترامب» الحقيقية. فى المقابل يرى كوشنر وكوهن أن بانون شخصية مدمرة، واثقين من أنه سوف يدمر نفسه قبل أن يدمرهما، بحسب الكاتب، الذى لخص ذلك الصراع بمقولة للدبلوماسى المخضرم ووزير الخارجية الأمريكى الأسبق، هنرى كيسنجر، وصف فيها بيت ترامب الأبيض بأنه يشهد «حربا بين اليهود وغير اليهود».
العلاقة بين كوشنر وولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، كانت من المحطات التى توقف أمامها مؤلف الكتاب كثيرا، والتى أكد أنها كانت مثارا للانزعاج لدى دوائر السياسة الخارجية الأمريكية من أول لقاء بينهما.
وذكر وولف أن المؤسسات المعنية بالسياسة الخارجية فى الولايات المتحدة كان يجمعها علاقات وطيدة وممتدة مع ولى العهد السعودى أنذاك الأمير محمد بن نايف فضلا عن شخصيات بارزة فى مجلس الأمن القومى الأمريكى ووزارة الخارجية، شعرت بالانزعاج من مناقشات كوشنر مع الأمير محمد بن سلمان (ولى ولى العهد السعودى فى حينها) وتعزيزه صلته به بشكل سريع، معتبرين أن ذلك يبعث برسالة خطيرة إلى الأمير بن نايف، وهو ما قد كان، بحسب الكاتب.
وأوضح وولف أن خطة كوشنر وبن سلمان كانت تذهب باتجاه مباشر لا تذهب إليه السياسة الخارجية، وأوجزها فى العبارة التالية: «إذا أعطيتنا ما نريد، سنعطيك ما تريد».
وأشار الكاتب إلى أن دعوة الأمير محمد بن سلمان لزيارة البيت الأبيض فى مارس الماضى، جاءت بناء على تأكيده بأنه «سيحمل معه أخبارا جديدة جيدة»، زاعما أن ولى ولى العهد السعودى آنذاك كان يستخدم دعم ترامب كجزء مما اسماه «لعبة السلطة داخل المملكة»، وأن البيت الأبيض، الذى أنكر الأمر، كان يسمح له بذلك، على حد قول الكاتب.
ويقول وولف إن بن سلمان عرض سلة من الاتفاقات والإعلانات تتزامن مع زيارة الرئيس ترامب التى كانت مقررة إلى السعودية، وهى أول رحلة خارجية له منذ تنصيبه.
ويشير الكاتب إلى أن ترامب وصهره تضاعفت لديهما الثقة والحماسة فى امكانية تحقيق اختراق فى ملف الصراع العربى الإسرائيلى، حيث شعرا أنهما على الطريق باتجاه السلام فى الشرق الأوسط، شأنهم فى ذلك شأن إدارات عديدة سبقتهم.
ويشير وولف إلى أن ترامب أفرط فى مدح جهود كوشنر فى هذا الملف، مشيرا إلى أن ترامب قال لأحد المتصلين به بعد العشاء قبيل بدء الرحلة إلى السعودية: «لقد تمكن كوشنر من كسب العرب إلى صفنا. تمت الصفقة».
ويشير الكاتب إلى أن حماسة ترامب أدت إلى مبالغة جوهرية بشأن ما تم الاتفاق عليه فعليا خلال الرحلة إلى السعودية، وأورد أن ترامب كان يقول إن «السعوديين سيمولون وجودا عسكريا جديدا تماما فى المملكة، مما يحل محل قيادة القيادة الأمريكية فى قطر بل ويستبدلها، وسيكون هناك أكبر انفراجة فى المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية على الإطلاق»، وأكد ترامب أنه «سيكون هناك تغيير للعبة، كما لم يسبق له مثيل».
ويرى وولف إن «كون بن سلمان وترامب يمتلكان القليل من المعرفة جعلهما يرتاحان لبعضهما البعض بشكل غريب»، على حد تعبيره. كما زعم الكاتب أن بن سلمان عرض على كوشنر أن يكون رجلهم فى المملكة، ونقل عن أحد أصدقاء كوشنر أن الأخير وصف انطباعه عن اللقاء مع بن سلمان بأنه «مثل لقاء شخص لطيف فى أول يوم لك فى مدرسة داخلية»، فى إشارة إلى التناغم بين الرجلين.
وبحسب وولف، أيضا فإن الحفل الذى نظمته السعودية لاستقبال الرئيس ترامب بلغت تكلفته 75 مليون دولار، نصبوا فيها «عرشا» لترامب للجلوس عليه، كما تنقل أفراد أسرته داخل القصر الملكى عبر عربات جولف مصنوعة من الذهب.
ويروى الكاتب أن ترامب اتصل بأصدقائه فى أمريكا ليقول لهم كم كان ذلك (إقامة تلك العلاقة) يسيرا، وكيف أن أوباما ضيع كل ذلك بطريقة غامضة وتدعو إلى الريبة»، فى إشارة لطبيعة العلاقات الخليجية الأمريكية بعد الاتفاق النووى الإيرانى.
من جهة أخرى، لخص وولف رؤية ترامب فى الشرق الأوسط بأن هناك فى الأساس أربعة لاعبين فى المنطقة وهم إسرائيل ومصر والسعودية وإيران، وأن بإمكان الثلاثة الأوائل أن يتحدوا ضد الرابعة (إيران)، مشيرا إلى أن «مصر والسعودية، نظرا لما يريدان فيما يتعلق بإيران وأى ملف أخر لايتعارض مع مصالح الولايات المتحدة سيضغطا على الفلسطينيين من أجل التوصل إلى اتفاق(سلام)»، على حد زعمه.
كما أوضح الكاتب أن إدارة ترامب تحركت من نقطة انطلاق أساسية وهى أن الثلاث إدارات التى سبقته أساءت فهم الشرق الأوسط.
وبالنسبة لإيران، يقول الكاتب إنه إذا كان لترامب نقطة مرجعية ثابتة واحدة فى سياسته بالشرق الأوسط، فهى فى الغالب أن إيران ذلك «الشخص السيئ»، وبالتالى جميع المعارضين لإيران «أشخاص جيدين جدا». ويلفت الكاتب إلى أن مستشار الأمن القومى السابق مايكل فلين صاحب الفضل فى ذلك.
أما عن تركيا، فيذكر وولف أنه خلال وقت مبكر من المرحلة الانتقالية، تواصل مسئول رفيع المستوى بالحكومة التركية مع رجل أعمال أمريكى بارز ليسأله بشكل ينم عن ارتباك (فى أنقرة) عما إذا كانت تركيا سيكون لها نفوذ أفضل من خلال الضغط على الوجود العسكرى الأمريكى فى تركيا (قاعدة إنجرليك) أو من خلال تقديم موقع فندقى مميز للرئيس الجديد على مضيق البوسفور.
وبصفة عامة، يؤكد الكاتب، أن السياسة الخارجية لترامب استندت إلى رؤية للعالم الخارجى عبر تقسيمه إلى 3 أنماط من القوى، وهى قوى أو دول يمكن العمل معها، وثانية لايمكن العمل معها وثالثة لا تتمتع بالقوة الكافية لذا يمكن عمليا تجاهلها أو التضحية بها.
وفى سياق الحديث عن الدور الأمريكى فى المنطقة، تطرق الكتاب أيضا إلى القصف الأمريكى لقاعدة الشعيرات السورية، وذلك فى فصل تحت عنوان«غرفة العمليات»، موضحا أنه فى الرابع من إبريل الماضى، والذى وافق اليوم الرابع والسبعين من رئاسة ترامب، هاجمت القوات الحكومية السورية مدينة خان شيخون التى تسيطر عليها المعارضة بأسلحة كيميائية. وقتلت عشرات الأطفال، وكانت تلك هى المرة الأولى التى تشهد إدارة ترامب حدثا خارجيا كبيرا كهذا.
وأضاف الكاتب أنه «لم يكن أحد تقريبا فى إدارة ترامب مستعدا للتنبؤ برد فعل الرئيس أو حتى ما إذا كان سيتفاعل مع الأمر»، بعبارة أخرى هل كان يعتقد أن الهجوم الكيميائى مهم أو غير مهم؟، لا أحد بمقدوره الإجابة على ذلك السؤال.
وتابع: «آراء الرئيس فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والعالم بأسره كانت من بين أكثر الجوانب العشوائية وغير المفهومة والتى تبدو متقلبة، فمستشاريه لم يعرفوا ما إذا كان ترامب مع التدخل العسكرى أم مع تجنبه، أو أنه يستطيع التمييز بين الأمرين». ويؤكد وولف أنه على الرغم من أن ترامب منعدم الخبرة فى السياسة الخارجية، إلا أنه لا يكن احترام للخبراء أيضا.
يعود وولف إلى الحالة السورية، مشيرا إلى أنها كانت كاشفة عن خلافا واضحا بين ستيف بانون من جهة، وتحالف يجمع مستشار الأمن القومى هربرت رايموند ماكماستر وكوشنر وإيفانكا وجارى كوهن.
ويذكر أن كلا من إيفانكا ترامب ودينا باول (نائبة مستشار الأمن القومى آنذاك) جمعهما الإصرار على إقناع الرئيس بالرد. ففى أدنى حد يتمثل الرد فى الإدانة المطلقة لاستخدام الأسلحة الكيماوية، وفرض مجموعة من العقوبات على نظام الرئيس السورى بشار الأسد، فيما يعد الرد المثالى هو الرد العسكرى.
وتابع: «قالت إيفانكا لدينا باول إننا بحاجة لتقديم نمط مختلف من العرض التقديمى «Presentation» للرئيس.. إنه يحب مشاهدة الصورالكبيرة»، لافتا إلى أن ايفانكا منذ فترة طويلة تعرف كيفية تقديم عرض ناجح لأبيها، وتشعل حماسه.
ويوضح الكاتب أنه «فى وقت متأخر من عصر ذلك اليوم، أعدت إيفانكا ودينا باول عرضا مصورا وصفه بانون مشمئزا، بأنه كان عبارة عن صور لأطفال تخرج رغوة من أفواههم. وعندما قدمتا العرض للرئيس شاهده عدة مرات، وبدا مأخوذا بما يشاهد. وفى اليوم التالى أمر بشن الهجوم»، فى إشارة إلى الهجوم الصاروخى على مطار الشعيرات بمحافظة حمص السورية فى أبريل الماضى، والذى نفذته مدمرتان للبحرية الأمريكية فى شرق البحر المتوسط باستخدام 59 صاروخ كروز من طراز توماهوك.
فى المقابل، يشير الكاتب إلى أن بانون كان يدافع عن موقفه خلال المناقشات بقوله إن «هجمات أكثر فظاعة وقعت فى سوريا غير الهجوم الكيماوى (فى خان شيخون) وتسببت بخسائر بشرية أكبر، إذا كنت تنظر إلى الأطفال الذين قتلوا، فهناك أطفالا قتلوا فى كل مكان. لماذا التركيز على هؤلاء تحديدا؟».
إلى ذلك، تناول الكاتب وضع القوات الأمريكية فى أفغانستان، مشيرا إلى أن ترامب هدد بإقالة كل الجنرالات فى قيادة الجيش الأمريكى وذلك خلال اجتماع لفريق الامن القومى جرى فى 19 يوليو الماضى بالبيت الابيض، بعدما عرضوا عليها 3 خيارات للتعامل مع الوضع هناك تمثلت فى الانسحاب، أو اللجوء إلى التعاقد مع المجندين المدربين لدى إريك برينس (مؤسس شركة بلاك ووتر للأمن) أو إجراء زيادة تقليدية لعدد القوات وإن كانت محدودة.
ويشير الكاتب إلى أن الجيش الأمريكى كان يتوقع أن يوافق الرئيس ترامب على الاقتراح الثالث، غير أنه فى المقابل انتابه الغضب وهدد بإقالة كل الجنرالات فى قيادة الجيش، مبديا دهشته كيف امضوا شهورا عديدة من الدراسة من أجل التوصل إلى هذا الخطة التى لا تتضمن جديدا أو شيئا مختلفا.
ويضيف وولف أن ترامب استخف بالنصائح التى قدمها الجنرالات وأشاد بنصائح المجندين، كما تسائل ترامب إذا كان علينا البقاء فى أفغانستان، لماذا لا يمكننا كسب المال من وراء ذلك؟، فالصين، لديها حقوق للبحث التنقيب عن المعادن بأفغانستان، بينما الولايات المتحدة لا تمتلك ذلك.
من بين الوقائع الطريفة التى يذكرها وولف عن الرئيس الأمريكى، واقعة تتصل بزيارة الرئيس الصينى شى جين بينج، للولايات المتحدة فى مارس الماضى، والتى استقبله ترامب خلالها فى منتجعه الخاص «منتجع مار إيه لاجو» فى فلوريدا، حيث كشف عن عدم تمكن ترامب من نطق اسم الزعيم الصينى.
ويقول وولف إن تلك الزيارة تطلبت بعض الدروس الخصوصية لترامب، حيث طلب مساعدى الرئيس ترامب منه أن يفكر فى الزعيم الصينى كما لو كان امرأة لينطق اسمه «شى» فى إشارة إلى كلمة «she» بالإنجليزية.
من جهة أخرى، كانت علاقة ترامب مع روسيا من أهم الملفات التى حظيت بمساحة كبيرة فى الكتاب، وذلك من منظور يتصل بقضية التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ويشير الكاتب إلى أن بانون حذر ترامب من أن إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى «إف بى آى» جيمس كومى فى ظل التحقيقات حول قضية التدخل الروسى، موضحا أن بانون قال لترامب: «إن هذه القصة الروسية.. قصة من الدرجة الثالثة، ولكن إقالة كومى ستجعل منها أكبر قصة فى العالم». فى المقابل يلفت الكاتب إلى أن إيفانكا وكوشنر كانا يحثان ترامب على اتخاذ تلك الخطوة(إقالة كومى).
ويشير الكاتب إلى أن كوشنر وإيفانكا كان لديهما شعور بالذعر من تحرك «إف بى آى» إلى ما هو أبعد من كشف حقيقة التدخل الروسى فى الانتخابات وتطرقها إلى الأمور المالية لعائلة ترامب.
وأوضح وولف أن ترامب قال فى اجتماع بالمكتب البيضاوى بتاريخ 9 مايو الماضى، لكبير موظفى البيت الأبيض السابق، رينس بريبوس وبانون أنه اتخذ قراره وسيقيل كومى، ما دفع الرجلان إلى مناشدة الرئيس عدم اتخاذ تلك الخطوة، مطالبين على الأقل، بترك الأمر لمزيد من النقاش. ويشير الكاتب إلى أن ذلك تكتيك أساسى يتبع لإدارة (انفعالات) الرئيس عبر تأجيل الموضوع من منطلق أن شيئا ما قد يحدث لاحقا ما يجنب (الإدارة الأمريكية) الوقوع فى فشل محقق.
فى ذات السياق، يروى وولف أن مستشار البيت الأبيض دونالد ماكجان حاول أن يشرح لترامب أن كومى فى الواقع لايدير بنفسه التحقيقات فى قضية التدخل الروسى وأن التحقيقات ستستمر بعد رحيله. ويذكر الكاتب أن ماكجان الذى تحتم وظيفته عليه إصدار تحذيرات، كان هدفا متكرارا لثورة (غضب) ترامب.
وتابع: «صب الرئيس الأمريكى غضبه المفرط على ماكجان وتحذيراته بشأن كومى»، واصفا كومى ب «الفأر»، قائلا هناك فئران فى كل مكان يجب التخلص منها.
من جهة أخرى، يروى وولف أن فريق ترامب الانتقالى أورد فى تقرير أن ترامب لا يرغب أن تتولى سالى ييتس المحامية فى وزارة العدل منصب المدعى العام بالوكالة بعد رحيل إدارة سلفه باراك أوباما.
وتابع وولف كان هناك شعور ما زال سائدا بأن ييتس من الأشخاص المحسوبين على إدارة أوباما. ويتضح ذلك من المسار الذى سلكوه معها، لافتا أيضا إلى وجود ثمة فجوة جوهرية بين ترامب وموظفى الحكومة، ففى الوقت الذى كان بإمكانه فهم السياسيين، لكنه كان يجد صعوبة فى السيطرة على تلك الأنماط من البيروقراطية، من حيث طبائعها ودوافعها.
ويذكر الكاتب أن ترامب نعت سالى بيتس بلفظ غير لائق للغاية، قبل أن يقيلها لاحقا بعدما رفضت تنفيذ قرار حظر السفر بحق مواطنى 7 دول لإسلامية الذى أصدره فور تنصيبه.
من أبرز النقاط المثيرة للجدل أيضا فيما يخص تناول الكاتب لقضية «التدخل الروسى»، التعليقات التى أوردها نقلا عن بانون حول دونالد ترامب جونيور نجل الرئيس الأمريكى (تراجع بانون واعتذر عنها أخيرا).
ويشير الكاتب إلى أن بانون وصف اللقاء بين نجل الرئيس الأمريكى والمحامية الروسية ناتاليا فيزيلنيتسكايا، خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، بعد أن تلقى وعودا بالحصول على مواد مسيئة للمرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، بأنه «خيانة» و«عمل غير وطنى».
وكان كوشنر ومدير حملة ترامب الانتخابية بول مانافورت، حضرا اللقاء الذى عقد فى برج ترامب فى نيويورك. ونقل الكاتب عن بانون قوله «ظن الرجال الكبار الثلاثة فى الحملة أن لقاء حكومة أجنبية فى برج ترامب فى قاعة المؤتمرات فى الطابق ال25 من دون محامين، فكرة جيدة»، مضيفا: «لم يكن برفقتهم أى محام».
وتابع بانون: «حتى لو كنت تعتقد أن اللقاء ليس خيانة وغير وطنى أو قذارة، وأنا اعتقد أنه كل ذلك، كان الأجدى الاتصال ب(الإف.بى. آى) فورا».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.