أصدقاء الرئيس حذروه من الصدام مع الإعلام والكونجرس والمخابرات.. وكيسنجر وجه نصائح متكررة لصهر ترامب.. والأخير فخور بلعب دور الوسيط الخوف من «الدولة العميقة» سيطر على فريق الرئيس.. واعتبروا «برينان» و«كلابر» أبرز ممثليها.. ومخاوف من «سيناريو للمخابرات» يقوض حكم ترامب نجلا الرئيس الأمريكى لم يسعيا لدور رسمى فى إدارته.. وموظفو شركاته يلقبانهما ب«عدى وقصى».. وإيفانكا تطمح فى لقب أول رئيسة لأمريكا إيفانكا تسخر من تسريحة شعر والدها.. وتكشف إجراءه لعملية زرع شعر مستشار ترامب السابق عن صدام الرئيس بالإعلام: لن يتغير أبدا والإعلام لن يحبه على أى حال ترامب عرض تزويج نجلة بريجنسكى وسكاربورو فى منتجعه ب«مار الاجو» البيت الأبيض لا يملك خطة للحكم واضحة المعالم.. وضم دينا باول للإدارة الجديدة مثارا للارتياح ستيف بانون بعد انتصاره على إيفانكا فى «اتفاقية المناخ»: أحرزت هدف الفوز.. وسقطت السافلة الرئيس يتناول «برجر بالجبن» على العشاء.. ويتابع التلفاز عبر 3 شاشات.. وينزع غطاء سريره بنفسه تواصل «الشروق» نشر حلقات من كتاب «النار والغضب: داخل بيت ترامب الأبيض»، للصحفى الأمريكى مايكل وولف، والذى أحدث ضجة عالمية واسعة، لتضمنه مجموعة من الادعاءات الخطيرة التى تطول الرئيس الأمريكى والدائرة المقربة منه، وتشكيك فى جدارته وقدراته الذهنية لتولى منصبه.
الكتاب فى سطور
- العنوان: «النار والغضب: داخل بيت ترامب الأبيض» - المؤلف: مايكل وولف - دار النشر: دار هنرى هولت - عدد الصفحات: 336 صفحة - الحلقة الأولى من هنا ويروى وولف فى كتابه المؤلف من 336 صفحة تفاصيل جديدة بشأن كواليس علاقة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بمساعديه وطباعه الشخصية وحملته الانتخابية، وعلاقته بزوجته ميلانيا، والدور المتوغل لنجلته إيفانكا وصهره جاريد كوشنر فى إدارة شئون البيت الأبيض، فضلا عن أنه يفرد مساحة كبيرة لشهادة كبير المخططين الاستراتيجيين السابق لترامب، ستيف بانون عن الرئيس الأمريكى، والأهم من ذلك عن قضية «التدخل الروسى» فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، واتهامه لنجل ترامب، دونالد جونيور ب«الخيانة»،على خلفية لقاءه المحامية الروسية ناتاليا فيسلنيتسكايا فى مسعى للحصول على معلومات تضر بمنافسة والده فى الانتخابات الرئاسية هيلارى كلينتون. وتتناول هذه الحلقة، رصد وولف علاقة ترامب الشائكة بالإعلام وأجهزة الاستخبارات وتصرفاته داخل البيت الأبيض، فضلا عن الطموحات الرئاسية لنجلته إيفانكا والنفوذ المتنامى لزوجها جاريد كوشنر داخل الإدارة الأمريكية، وعجز الرئيس الأمريكى عن التصدى لهما. فى البداية، يروى وولف أن صهر ترامب، جاريد كوشنر صاحب ال 36 ربيعا كان لديه شعور بالزهو بنفسه لقدرته على أن يحجز لنفسه مكانا إلى جانب الساسة الأكبر منه سنا، فمع حلول موعد تنصيب ترامب رئيسا أضحى كوشنر وسيطا بين ترامب والمؤسسات الأخرى بما فى ذلك الحزب الجمهورى والشركات وأثرياء نيويورك وكان وجود خط الاتصال هذا مثارا لامتعاض النخب فى ظل ذلك الوضع المتقلب. ويوضح الكاتب أن كوشنر يحظى كذلك بثقة أصدقاء ترامب المقربين القلقين على صديقهم بعدما أصبح رئيسا، مشيرا إلى أن هؤلاء الأصدقاء حاولوا أن يعطوا ترامب فكرة عن عالم السياسة الحقيقى الذين ادعوا جميعا فهمه بدرجة أكبر بكثير من صديقهم ترامب، الرئيس المنتخب. ويذكر وولف أن أحد أصدقاء ترامب تحدث إلى كوشنر شاكيا من قيامه بالاتصال بترامب وتوجيه نصائح له لمدة 3 ساعات وفى اليوم التالى إذا به يمضى بعيدا عن ذلك السيناريو تمام، فما كان من كوشنر إلا أن رد عليه قائلا: أتفهم إحباطك. ويشير الكاتب إلى أن كل هؤلاء المتواصلين مع صهر الرئيس قدموا له نصائح أشبه ببرنامج تعليمى حول القيود المفروضة على سلطة الرئاسة، منوهين إلى أن واشنطن تهدف إلى تقويض السلطة الرئاسية لاستيعابها. وبحسب وولف، أبرز النصائح المقدمة لكوشنر كانت لا تدعه (ترامب) يغضب الصحافة أو الحزب الجمهورى ولا تغضب أعضاء الكونجرس لأنهم سيدمرونك إن فعلت ذلك، والأهم من ذلك لا تدعه يغضب مجتمع الاستخبارات»، والأخيرة كانت نصيحة موجهة من شخصية جمهورية بارزة، والتى بررت ذلك «بأن مجتمع الاستخبارات سوف يجد وسيلة للانتقام، وسيكون لديك عامان أو ثلاثة من التحقيقات فى قضية التدخل الروسى، وكل يوم سيتم تسريب شىء جديد». ويعلق وولف على تلك النصائح بقوله «على هذا النحو بات أمام كوشنر صورة حية عن الجواسيس وقوتهم، وكيف يتم تمرير أسرار من مجتمع الاستخبارات لأعضائه السابقين أو لحلفاء آخرين فى الكونجرس أو حتى للأشخاص فى السلطة التنفيذية ومن ثم إلى الصحافة». وبحسب الكاتب كان وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، الدبلوماسى المخضرم هنرى كيسنجر أحد الشخصيات التى تسدى نصائح متكررة لكوشنر، وينوه وولف إلى معاصرة كيسنجر عن قرب لثورة البيروقراطية ومجتمع الاستخبارات ضد ريتشارد نيكسون، فى إشارة إلى دورهم فى الكشف عن فضيحة «ووترجيت» الشهيرة التى أدت لاستقالة نيكسون. ويشير وولف إلى مفهوم «الدولة العميقة»، وهيمنة فكرة المؤامرة من جانب الحكومة والمخابرات على فريق ترامب، لافتا إلى أن ذلك المفهوم جزء من مفردات موقع بريتبارت (اليمينى المتطرف)، الذى يرى فى فوز ترامب بالرئاسة طعنة للدولة العميقة. وأوضح الكاتب أنهم يرون أن تلك الأسماء من أبرز ممثلى الدولة العميقة: وهم جون برينان، مدير وكالة المخابرات المركزية «سى آى إيه»، وجيمس كلابر، مدير المخابرات الوطنية، ومستشار الأمن القومى للرئيس أوباما (المنتهية ولايته) سوزان رايس، ونائبها بن رودس، المقرب من أوباما. وكان السيناريو فى مخيلتهم، كالتالى أن مجتمع المخابرات جهز أدلة دامغة على تهور ترامب وتعاملاته المشكوك فيها، مع جدول زمنى استراتيجى للوصول إلى مرحلة الإدانة، فضلا عن تسريبات تجعل من المستحيل على ممارسة ترامب للحكم. ويلخص وولف الرسالة التى تلقاها كوشنر، مرارا وتكرارا، فى أن على الرئيس ترامب العدول عن (تصرفاته) بحق مجتمع الاستخبارات خلال حملته الانتخابية وأن يتواصل بشكل أكبر معهم ويسعى للتهدئة. ويشير الكاتب إلى أن كوشنر كان يعتقد أن التواصل مع وكالة المخابرات المركزية «سى آى إيه» يجب أن يكون من بين الأوامر الأولى للإدارة الجديدة. وينوه الكاتب إلى أن ترامب طوال الحملة الانتخابية وبصورة أكثر قوة بعد الانتخابات، استهدف مجتمع الاستخبارات الأمريكى (وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالى ومجلس الأمن القومى، و17 وكالة استخبارات أمريكية متخصصة) ووصفها بأنها غير كفء وكاذبة. من جهة أخرى، أكد الكاتب على أن البيت الأبيض يفتقد لوجود خطة لحكم واضحة المعالم ومحددة الأولويات، فقد نسب الكاتب إلى كيث وولش نائبة كبير موظفى البيت الأبيض القول إنها عندما سألت كوشنر كبير مستشارى ترامب عما تسعى الإدارة لإنجازه، لم تجد إجابة. الصدام بين ترامب والإعلام، أحد المحاور المهمة التى تناولها الكاتب، حيث ينقل عن كبير المخططين الاستراتيجيين السابق لترامب، ستيف بانون رؤيته لتلك العلاقة الصدامية عبر عدد من النقاط من أبرزها أن ترامب لن يتغير أبدا، وأن أى محاولة للتغيير من شأنها أن تعيق أسلوب عمله، وأن تلك المسألة ليست مهمة بالنسبة لأنصار الرئيس الأمريكى، فضلا عن أن الإعلام لن يحبه على أى حال، ومن الأفضل أن يلعب دورًا ضد الإعلام عن أن يكون معه. ويضيف بانون إن ادعاء وسائل الإعلام أنها حامية للنزاهة والدقة هو أمر صورى، وأخيرا أن ما اسماه «ثورة ترامب» كانت هجوما على الافتراضات والخبرات التقليدية، لذلك من الأفضل تبنى سلوك ترامب عن محاولة كبحه أو علاجه. ويشير الكاتب إلى أن مشكلة ترامب تكمن فى أنه لم يلتزم أبدا بالنص، فعقله لا يعمل بهذه الطريقة، ومشكلته تزداد تعقيدا كلما ازداد الدفاع عما يقول وتأكيد صحة مواقفه فى مواجهة مع الإعلام، حيث يتمكن الاخير يمكن بسهولة إثبات خطأه بشأنها، ما يزيد من حدة هجوم الإعلام عليه، مشيرا فى هذا الصدد إلى الواقعة المتعلقة بحجم الحضور الجماهيرى لحفل تنصيبه. ويشار إلى أنه غداة حفل تنصيب ترامب، اتهم البيت الأبيض وسائل الإعلام الأمريكية بالتحكم فى الصور لتقليل عدد الحشد الذى حضر الحفل. إذ هاجم المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر الصور التى نشرت على موقع التدوينات القصيرة «تويتر» وأظهرت مساحات كبيرة شاغرة فى متنزه ناشيونال مول أثناء حفل التنصيب. وقال سبايسر فى حينها «كان هذا أكبر عدد من المشاهدين على الإطلاق يتابع حفل تنصيب. بشكل شخصى وحول العالم»، مضيفا «هذه المحاولات لتقليل الاهتمام بحفل التنصيب مخجلة وخطأ». وفى السياق ذاته، لفت الكاتب إلى أن أصدقاء الرئيس الأمريكى كان يوجهون له المزيد من اللوم بخصوص تعامله مع الإعلام، مشيرا إلى أن بعض تلك الاتصالات تتم بإيعاز من طاقمه، مطالبين أصدقاء الرئيس بالتدخل لتهدئته. ويروى وولف تفاصيل مكالمة هاتفية «محمومة» بين المذيع الأمريكى الشهير وعضو الكونجرس السابق جو سكاربورو وترامب، سأل فيها الأخير من هو الشخص الذى تثق به؟ جاريد كوشنر؟ من الذى يستطيع أن يتحدثك إليك من بين طاقمك قبل أن تقرر اتخاذ إجراء ما؟، فأجابه ترامب «حسنا، لن يعجبك جوابى، لكن جوابى هو أنا، أتحدث مع نفسى». وبعد فترة، وتحديدا إصدار ترامب لأمره التنفيذى المتعلق بالهجرة، دعا الرئيس الأمريكى فى تاسع يوم لرئاسته سكاربورو وزميلته ميكا بريجنسكى (نجلة مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق زبجينيو بريجنسكى)، لتناول الغداء فى البيت الأبيض. ويروى الكاتب واقعة طريفة حدثت خلال اللقاء فبعدما استطلع ترامب أراءهما بشأن أدائه فى أول أسبوع له، قال لهما ماذا عنكما يا رفاق؟ ما الذى يحدث؟ فى إشارة إلى علاقتهما السرية. فأوضح الاثنان أن الأمور لا تزال معقدة، لذا لم يعلنا عن شىء رسميا. فقال ترامب: «يا رفاق يجب أن تتزوجا». وهنا دخل كوشنر فى الحوار قائلا «يمكننى تزويجكما، أنا كاهن». فقال ترامب «ماذا؟ عن ماذا تتحدث؟ لما تزوجهما ما دام بالإمكان أن يزوجهما الرئيس فى مار الاجو!»، فى إشارة إلى المنتجع الذى يملكه الرئيس الأمريكى فى ولاية فلوريدا. يشار إلى أن علاقة ترامب الجيدة مع سكاربورو وميكا، لم تدم طويلا حيث هاجمهما فى تغريدة شهيرة على حسابه بموقع التدوينات القصيرة «تويتر»، فى يونيو الماضى، ووصف ميكا ب«المجنونة البليدة» وقال إنها «كانت تنزف بشدة بسبب عملية تجميل لوجهها» عندما زارت أحد منتجعاته خلال عطلة رأس السنة.» كما وصف سكاربورو ب«المعتوه». ينتقل وولف إلى جانب آخر يتعلق بعائلة الرئيس ترامب وعلاقتها بالبيت الأبيض، حيث أشار إلى أن نجلى الرئيس اريك ودونالد ترامب جونيور لم يسعيان نحو أن يكون لهما دور فى البيت الأبيض»، فهما يعملان فى مجموعة ترامب كمديرين تنفيذيين. ويشير الكاتب إلى أن موظفى شركات الرئيس الأمريكى يطلقون على نجلى الرئيس اسم عدى وقصى فى إشارة إلى نجلى الرئيس العراقى الرحل صدام حسين. أما إيفانكا ترامب، فقد أفرد الكاتب مساحة كبير للحديث عنها وزوجها كوشنر، والنفوذ الكبير الذى يحظيان به فى البيت الأبيض وذلك فى فصل تحت عنوان «جارفانكا»، وهو مصطلح صاغه بانون يجمع بين اسمى الزوجين للدلالة على التنسيق بينهما. ويذكر الكاتب أنه «بعد مقارنة المخاطر بالمكاسب، قرر جاريد وإيفانكا قبول أدوار فى الجناح الغربى (للبيت الأبيض) دون الأخذ بنصيحة كل شخص يعرفونه تقريبا»، موضحا» إنها بطريقة ما وظيفة مشتركة. تعاهدا على أنه: إذا سنحت الفرصة فى المستقبل، تترشح هى للانتخابات الرئاسية. الرئيسة الأولى، كما تحلو الفكرة لإيفانكا، لن تكون هيلارى كلينتون، بل إيفانكا ترامب». ويشير وولف إلى أن «ترامب نفسه شجع بشكل مختلف صهره وابنته فى طموحاتهم الجديدة، وحينما زادت وتيرة حماسهم، حاول التعبير عن شكوكه، وأخبر البعض أنه عاجزا عن وقفهم. وأوضح الكاتب أن بانون شعر بالفزع عندما علم بما يخطط له الزوجان، مشيرا إلى أن كوشنر وإيفانكا يتمتعان بنفوذ مستقل تماما داخل الجناح الغربى، ومكانة متميزة، حتى رغم محاولة كبير موظفى البيت الأبيض آنذاك رينس بريبوس وبانون تذكير الزوجان بالإجراءات والضوابط التى تحكم عمل الموظفين فى البيت الأبيض، ففى المقابل كان الزوجان يذكران قيادة الجناح الغربى بصلاحيات عائلة الرئيس. ويلفت وولف إلى أن تكليف الرئيس الأمريكى لكوشنر بملف الشرق الأوسط، جعله أحد اللاعبين الدوليين البارزين فى العالم، كما امتد هذا الدور فى الأسابيع الأولى لحكم ترامب، إلى كل قضية دولية أخرى تقريبا حتى وإن كان ليس لديه عنها أى خلفية مسبقة. كشف الكاتب أيضا عن سخرية إيفانكا من والدها، وتحديدا من منظر شعره، موضحا أن إيفانكا كشفت لأصدقائها عن سر تسريحة والدها الغريبة، وهو إنه خضع لعملية زرع شعر، بعد أن كان يعانى من الصلع. ويورد وولف أن إيفانكا قالت لأصدقائها إن والدها كان يعانى من الصلع، وخضع لزراعة شعر، لتصبح رأسه محاطة من الشعر من الأمام والجانبين، غير أن الشعر الذى تم زراعه كان مجعدا فاضطر لفرده، ليصبح بهذا الشكل». وفيما يتعلق بلون شعره البرتقالى، قالت إنه يعود لوضعه مادة من المفترض أن تظل على الشعر مدة طويلة فى حالة الرغبة لدرجة لون داكنة، إلا أن والدها نتيجة عدم صبره تخلص من المادة سريعا ليصبح شعره بهذا اللون البرتقالى». ويشير وولف إلى أن إيفانكا كانت أشرس معارضة فى البيت الأبيض للخطة التى كان قد أعلنها والدها فى أوائل يونيو الماضى للانسحاب من اتفاق باريس حول التغير المناخى، وهى الخطة التى كان ستيف بانون داعما لها. ويذكر الكاتب أنه عندما تم تمرير الخطة رغم الحملة التى قادتها ايفانكا ضدها، قال بانون: «لقد أحرزت هدف الفوز.. وسقطت السافلة». تطرق الكاتب أيضا إلى شرح تفاصيل المتعلقة بضم دينا باول إلى إدارة ترامب، ومنحها منصب مستشارة الرئيس الأمريكى لشئون الشرق الأوسط (من المقرر مغادرتها منصبها خلال أيام)، حيث تم ذلك عبر إيفانكا، والذى لاقى ترحيبا فى أوساط نسائية تعمل فى مجال العلاقات العامة اعتبرنه مؤشرا على أن عائلة ترامب لن تعتدى على هيكل السلطة. ويروى وولف أنه فى الأيام التى أعقبت الانتخابات، اجتمعت إيفانكا وجاريد مع محامين ورجال علاقات عامة، معظمهم كانوا حذرين من الانضمام لإدارة ترامب، ليس فقط لأنهم وجدوا الزوجان أقل اهتماما بالانصياع إلى المشورة بل لكونهما أكثر اهتماما بالبحث عن المشورة التى يريدونها. وتابع إن الكثير من النصائح التى حصلا عليها كانت تشير إلى رسالة واحدة وهى: أن تحيط نفسك بشخصيات تتمتع بأكبر قدر من المصداقية المؤسسة، ويلخصها بعبارة مفادها أنهم هواة بحاجة إلى مهنيين. وأوضح أن أحد هؤلاء المهنيين هو دينا باول الشخصية الجمهورية والمسئولة التنفيذية بمصرف جولدمان ساكس، حيث تناولت إيفانكا الإفطار معها بأحد الفنادق، واتفقت معها انضمامها إلى البيت الأبيض. ويشير وولف إلى أن دينا باول تتمتع بالعديد من المميزات، فمسارها المهنى الذى اشتمل التعامل مع سياسيين كثيرين، جعل لديها شبكة قوية من الاتصالات مع الشركات ومستشارى العلاقات العامة الذين يعرفون أشخاص فى دوائر السلطة، ولديهم معرفة بكيفية وحدود استخدام سلطتهم. وقدم الكاتب إطلالة على التاريخ المهنى لدينا باول، والتى هاجرت عائلتها من مصر فى مقتبل عمرها، موضحا أنها عملت مع زعيم الأغلبية الجمهورية السابق بمجلس النواب ديك أرمى، وانضمت لإدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن حيث عملت كرئيس لمكتب شئون الموظفين بالبيت الأبيض ثم مساعدة وزيرة الخارجية أنذاك كوندوليزا رايس للشئون التعليمية والثقافية، وفى عام 2007 انتقلت لمصرف جولدمان ساكس حيث تولت إدارة نشاطه الخيرى. من جهة أخرى، ذكر وولف أن معظم مساعدى البيت الأبيض، يشككون فى قدرة ترامب الذهنية على تأدية عمله والوفاء بمتطلبات منصبه الرئاسى. مدللا على ذلك بأن ترامب لم يستطع التعرف على جون بينر، رئيس مجلس النواب الأمريكى السابق، عندما تم ترشيحه لمنصب رئيس الأركان. كما تناول الكاتب أيضا حياة الرئيس الأمريكى داخل البيت الأبيض كاشفا عن دخول فى صدام مع القيود والإجراءات المتبعة هناك، مشيرا إلى أن طلبه وضع قفل على باب غرفته عجل بمواجهة مع عناصر جهاز الخدمة السرية (المسئول عن حماية الرئيس) الذين أصروا على حقهم فى الدخول للغرفة. كما أوضح أنه سيخبر خدم البيت الأبيض بالموعد الذى سيريد فيه تغيير غطاء فراشه، بحيث سينزع ملاءة سريره بنفسه!. فضلا عن طلبه تثبيت ثلاث شاشات تليفزيون فى غرفته. ويذكر الكاتب أن ترامب يحظر على خدم البيت الأبيض التقاط الأشياء التى يلقيها على الأرض، مشيرة إلى أنه وبخ الخدم لالتقاط قميصه من الأرض: قائلا «إذا كان قميصى على الأرض، فذلك لأننى أريده هكذا». ويذكر وولف أنه «إذا لم يكن يتناول عشاءه فى تمام السادسة والنصف برفقة ستيف بانون، كان يستلقى فى الأغلب فى سريره بحلول ذلك الوقت تقريبا ويتناول البرجر بالجبن، ويشاهد شاشاته الثلاث أثناء إجرائه مكالمات هاتفية كان هاتفه هو طريقة تواصله الأساسية مع العالم مع مجموعة صغيرة من الأصدقاء، الذين كانوا يدونون ارتفاع وانخفاض مستوى غضبه خلال المساء، ثم يقارنون ملاحظاتهم ببعضها». أشار وولف أيضا إلى مقارنة بين منزل ترامب فى البرج الذى يحمل اسمه بنيويورك والبيت الأبيض، موضحا أنه ظل مقيما فى البرج منذ الانتهاء من تشييده عام 1983، والذى يضم أيضا مكتبه الذى يحوى مرايا مرصعة بالذهب. وبحسب الكاتب، وجد ترامب فى المقابل البيت الأبيض، مبنى قديما يخضغ لصيانة على فترات متقطعة وتجديدات جزئية، فضلا عن المشكلة الشهيرة المتعلقة بانتشار الصراصير والحشرات والقوارض (فى الجناح الغربى)، جعل الوضع محيرا بل حتى مخيفا قليلا. ولفت وولف إلى أن أصدقاء الرئيس المعجبين بمهاراته كمطور عقارى وخبير فى مجال الفندق يتساءلون لماذا لم يقم بإعادة ترتيب المكان، لكن يبدو أنه يخشى من العيون التى تتابعه عن كثب.