لفت رجل الأعمال الوسيم جاريد كوشنر الأنظار إليه عقب إسناد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إليه عدة ملفات مهمة منها عملية السلام فى الشرق الأوسط والإشراف على ملفات العلاقات الأمريكية مع الصين والمكسيك وكندا، رغم أن كوشنر لا يمتلك أى خبرة فى العمل الحكومى، وخبرته تنحصر فى مجال العقارات، بالإضافة إلى إن عمره لم يتجاوز 36 عاما، ولكن ترامب كان يرد على الانتقادات بقوله إن صهره «يجيد السياسة»، فى إشارة إلى أن كوشنر كان الوسيط الرئيسى بين ترامب والحكومات الأجنبية خلال الحملة الانتخابية فى 2016. وعزى مراقبون ثقة ترامب فى كوشنر، زوج ابنته إيفانكا، إلى تجاربهما المتشابهة، فالاثنان غريبان عن عالم السياسة ورثا ثروات فى مجال العقارات من والديهما فى عمر صغير نسبيا. ووالد ترامب، فردريك كرايست ترامب، كان شخصية مثيرة للجدل وأحيل للقضاء بتهمة التمييز العنصرى فى قضايا تتعلق بالإسكان، فى حين سجن والد كوشنر بتهم التهرب الضريبى وتقديم تبرعات لحملات انتخابية بشكل غير قانونى والتلاعب بالشهود، وكذلك كل من ترامب وكوشنر تحيط بهما الشكوك حول علاقتهما بالروس، وقد قال هنرى كيسنجر مستشار الأمن القومى الأمريكى الشهير عن تلك العلاقة إن «كل رئيس عرفته يكون له شخص أو اثنان يمنحهما ثقةً كاملة، بالنسبة لترامب، فإن ذلك الشخص هو جاريد». ورغم الوجه الهادئ الذى يظهر به كوشنر أمام الإعلام فإنه أثبت قدرته على فرض نفوذه، حيث قيل إنه السبب الرئيسى فى طرد مدير الحملة الانتخابية لترامب كورى ليفاندوفسكى بسبب خلافات معه وكذلك تم تهميش كبير الخبراء الاستراتيجيين فى البيت الأبيض ستيف بانون بعد صدامه مع صهر ترامب. وكذلك عندما اشترى فى عام 2006 صحيفة نيويورك أوبزيرفر اصطدم مع رئيس تحريرها بيتر كابلان الذى استقال لاحقا، وفى السنوات السبع التالية، تولى رئاسة تحرير الصحيفة 6 أشخاص، قبل أن ينهى كوشنر علاقته بها وينضم إلى فريق ترامب . وفى أبريل الماضى، وجهت انتقادات لكوشنر عندما زار العراق فى أول مهمة رسمية خارجية حيث ظهر مرتديا نظارة شمسية وزيا خفيفا ما اعتبره البعض لا يليق بمبعوث رئاسى فى مهمة رسمية لدولة تعانى من حرب شرسة مع أقوى التنظيمات المسلحة فى العالم. وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن دور قام به كوشنر خلف الكواليس قبل زيارة ترامب للعاصمة السعودية الرياض، أثناء جولته الخارجية الأولى كرئيس والتى شملت السعودية وإسرائيل والفاتيكان وهى أن الجانبين السعودى والأمريكى أجريا مفاوضات مكثفة، قادها كوشنر، وولى ولى العهد السعودى وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بعد وقت قصير من الانتخابات الأمريكية، حين أرسل الأمير بن سلمان وفداً للقاء كوشنر ومسئولين آخرين بالإدارة الأمريكية فى «برج ترامب» حيث بدت الرياض أكثر تحمساً لتدشين علاقات عمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة بعد سنوات من خيبة الأمل من إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. ونقلت الصحيفة عن مسئولين فى البيت الأبيض أن السعوديين اقترحوا توسيع العلاقات الثنائية، وعرضوا مشروعات لتعزيز التعاون الأمنى والاقتصادى، لكن فريق ترامب أعطى السعوديين قائمة بأولويات ترامب، وطلبوا من المملكة أن تتخذ مزيداً من الإجراءات المتعلقة بمكافحة التطرف، وتكثيف الحرب على تنظيم «داعش» ومشاركة أعباء الأمن الإقليمى. •