جاريد كوشنر رجل أعمال يهودي أمريكي، جمع ثروته من العقارات، وهو صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عينه في منصب كبير مستشاري البيت الأبيض. يعتبر جاريد كوشنر، زوج إيفانكا ترامب، هو المهندس الحقيقي لصفقة القرن التي تحالف فيها حكام العرب مع الكيان الصهيوني بزعم الحرب على الإرهاب من أجل تهويد القدس، خاصة بعد القرار الأمريكي الذي اتخذه الرئيس دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس من تل أبيب. تطلق عليه الصحف الأمريكية عدة أوصاف، منها "الهادئ الخجول" و"سائق سيارة ترامب"، في إشارة إلى دوره في الاتجاه الذي يسير فيه الرئيس الأمريكي، وقبيل زواجه من إيفانكا ترامب في عام 2009، تحولت إلى الديانة اليهودية رسميا؛ بسبب زوجها اليهودي كوشنر، وأصبحت تمارس الشعائر اليهودية الأصولية في منزلها مع زوجها وأبنائها الثلاثة، كما تقدر ثروة إيفانكا ترامب ب740 مليون دولار، غير جواهرها ومقتنياتها الثمينة. في طريق "جاريد كوشنر" من الزواج بإيفانكا ترامب، استحوذ على عقارات بمئات الملايين من الدولارات، وأسس منظمة "كادر للاستثمارات"، والتي يشاركه فيها شقيقه "جوشوا كوشنر"، ورجل الأعمال جورج سوروس. كان جاريد كوشنر هو المدير الفاعل والحقيقي لحملة ترامب الرئاسية في الانتخابات، والتي أنفق خلالها 340 مليون دولار على حملته، من بينها الإنفاق على مواقع السوشيال وشراء صحف أمريكية، لإدارة الحملة، كما يعتقد أنه هو من اختار مايكل بنس ليكون شريكا لترامب في الرئاسة، كما تواصل كوشنر مع موسكو من خلال وسطاء لدعم ترامب في حملته الانتخابية والوصول لكرسي الرئاسة، وهو الآن قيد التحقيق تجاه هذه القضية. وبوصول ترامب للبيت الأبيض، صار كوشنر هو كبير المستشارين بالبيت الأبيض، وصارت إيفانكا ترامب مساعدًا له، واستطاع كوشنر الحصول على إذن ترامب بعد حرب شرسة مع ستيفين بانون، مستشار الشئون الاستراتيجية بالبيت الأبيض، لكن جون كيلي، كبير الموظفين بالبيت الأبيض، نجح في تقليم أظافره حديثا، ومع هذا وضع "ترامب" كوشنر في مقعد قيادة "صفقة القرن". واجتمع كوشنر مع نتنياهو في تل أبيب لرسم تحالفات الكيان الصهيوني مع دول عربية وسنية، من أبرزها السعودية ومصر والإمارات، ومراجعة عملية السلام، والوقوف أمام إيران، وبعد سلسلة زيارات قام بها عبد الفتاح السيسي وغيره للبيت الأبيض، بدأت معالم صفقة القرن تتضح تدريجيا يوما بعد يوم، وتم تحييد السفراء الأمريكيين في السعودية ومصر والإمارات، ونقل الملف بالكلية لكوشنر. وبعدها رافق كوشنر "ترامب" إلى السعودية وبعدها إلى تل أبيب، والتي حصل خلالها على 450 مليار دولار من السعودية، كما توطدت علاقته بمحمد بن سلمان ولي العهد السعودي، حتى قبيل اعتقال أمراء القصر، وفي خضم أزمة الاعتقالات. وأيد محمد بن سلمان خطة "كوشنر" للسلام في الشرق الأوسط، وتم عرضها على عباس، واشترطت أن يكون للفلسطينيين دولة في الأراضي غير مختلف عليها مع إسرائيل، ويكون الحكم معنويا وليس مطلقا، بشرط بقاء الغالبية العظمى من المستوطنات الإسرائيلية، وعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين، والتخلي عن القدسالشرقية، واستبدالها بمكان آخر. بعدها فوجئ المصريون بصفقة بيع جزيرتي تيران وصنافير للسعودية بأوامر إسرائيلية وأمريكية، لتصبح السعودية طرفًا أصيلًا في اتفاقية كامب ديفيد مع مصر وإسرائيل، ثم يتبعها قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. صعود صاروخي ولد جاريد كوشنر يوم 10 يناير 1981 لعائلة يهودية من نيوجيرسي تنتمي سياسيا للحزب الديمقراطي، ولها علاقات جيدة مع المسئولين السياسين في إسرائيل، ومع اللجنة الأمريكية للشئون العامة الإسرائيلية المعروفة اختصارا بإيباك. تزوج كوشنر بابنة ترامب عام 2009 بعد أن اعتنقت الديانة اليهودية، ولهما ثلاثة أبناء. درس كوشنر في مدرسة يهودية خاصة في ليفينجستون بنيوجيرسي، والتحق بجامعة هارفارد رغم أن علاماته الدراسية كانت سيئة، وكشف صحفي يدعى دانيال غولدن في تحقيق نشر في صحيفة "برو بوبليكا" المحلية، عن أن والد صهر ترامب تبرع للجامعة العريقة بمبلغ 2.5 مليون دولار عام 1998، ما ساعد نجله على الالتحاق بها. كما درس في جامعة نيويورك، حيث حصل عام 2007 على شهادة في القانون، وهي الجامعة نفسها التي تبرع لها والده بمبلغ ثلاثة ملايين دولار عام 2001. نشط كوشنر في مجال الاستثمارات العقارية في مؤسسة والده في نيويورك سيتي، وجمع ثروة من العقارات على غرار صهره ترامب، ورسخ وجوده في عالم العقارات خاصة بعد سجن والده شارل كوشنر عام 2004 بتهمة التهرب الضريبي ورشوة الشهود. واستثمر كوشنر في عقارات منهاتن بنيويورك، واشترى ناطحة سحاب قرب أبراج ترمب بمبلغ 1.8 مليار دولار، كما اشترى أسبوعية "نيويورك أبزيرفور" بمبلغ 10 ملايين دولار، وبعد أن عانى مشكلات مالية بسبب الأزمة المالية لعام 2008، انتعشت استثمارات كوشنر لاحقا. وخلال الحملة الانتخابية للرئاسيات الأمريكية في نوفمبر 2016، عمل كوشنر إلى جانب صهره، ليتم تعيينه يوم 9 يناير 2017 في منصب أبرز مستشاري البيت الأبيض، في حالة نادرة لإسناد منصب كبير إلى أحد أفراد عائلة الرئيس الأمريكي.