الشباب: المشروع خطوة ناحجة لتحقيق أحلامنا وتحسين دخلنا.. ويعيد أجواء الألفى وشريف.. والشركة المسئولة تمنع تكرار مشروع مرتين لتكافؤ الفرص.. ومحافظ القاهرة: نجاح التجربة شجعنا على السير فى تطبيقها ب5 أحياء فى محاولة لاسترجاع أجواء وسط القاهرة القرن الماضى، حيث المشاريع متناهية الصغر التى توفر المتعة والهدوء للمستهلك، أقدمت الحكومة على تنفيذ فكرة مشروع «شارع مصر» والذى يشبه شوارع وسط القاهرة الكبرى، بعد لجأ الشباب لممارسة هوايتهم فى الطبخ واستغلالها كفرص عمل. «الشروق» توجهت إلى «شارع مصر» بمنطقة النزهة بالقاهرة، لاكتشاف المشروع الشبابى، ومحاورة الشباب الذين أقدموا على تغيير حياتهم من خلال مشروعاتهم الخاصة. فى البداية، قالت ريم غنيم، بكالوريوس إعلام، 31 عاما، صاحبة إحدى عربات الأطعمة السريعة بالشارع: «درست تسويق، ثم طرأت فكرة عمل عربة بالشارع لإنتاج الوجبات السريعة، لزيادة دخلى بعد تخرجى عام 2014، وكنت أحتاج شراء محول كهربائى وعمل خزانات مياه لتنفيذ المشروع». وتابعت: «تمكنت من بدء العمل الفعلى فى شهر رمضان الماضى، بعد أن تقدمت باستقالتى من الشركة التى كنت أعمل بها، وشارع مصر خطوة ناجحة لتحقيق أحلام الشباب، وجمع كل الشباب فى مكان آمن ولا يتسبب بمشكلات مع سكان المنطقة. وذكر مصطفى عبدالكريم 28 عاما، أحد الشباب الموجودين بشارع مصر، أن أهم ما يميز المشروع أنه جمع عدة مشاريع صغيرة فى مكان واحد، وخاصة أنه يشرف عليه شركة وإدارة ناجحة، مكملا: «هذه الفكرة تحيى فكرة تجمع المطاعم والمشاريع الصغيرة مثل ما كان يحدث بمنطقة وسط القاهرة القرن الماضى، كشوارع (الألفى وشريف) فى وسط القاهرة قديما». وأكمل: «كنا موجودين بشارع 9 بالمعادى، مما تسبب فى بعض المشكلات مع الحى والسكان، ثم جاءت فكرة عمل شارع بالقاهرة يضم كل مشاريع الشباب عن طريق شركة مالكة للمساحة المقام عليها المشروع حاليا بالتعاون مع حى النزهة ومحافظة القاهرة، بالإضافة إلى وجود رعاة تدعم الشارع وتستغله كإعلانات»، موضحا أن الشركة تعمل دراسة بإقامة نفس المشروع بحى المعادى. وتابع: «أغلب المشروعات الموجودة فى شارع مصر لعمل الأكلات الشرقية والغربية، والمصريون يفضلون (الأكل البيتى) لذلك نعتمد على تجهيز المأكولات فى المنزل، ولا نعتمد على أى مأكولات جاهزة، فضلا عن الحصول على الخبز من الأفران الموجودة بالنزهة»، معبرا عن قلقه من حدوث اضطراب فى حركة البيع والشراء بعد هدوء الضجة الإعلامية، وانخفاض المبيعات بعد عيد الأضحى. واستطرد: «دخلى اليومى يصل إلى 800 جنيه، وأسدد إيجار شهرى 1200 جنيه و250 جنيه للمرافق، إضافة إلى وجود مساعدين معى براتب 4000»، لافتا إلى أن مصاريفه الشهرية التى يسددها للمحافظة مناسبة ولا تمثل عبئا عليه، قائلا: «لو مش بكسب مش هشغل ناس». ونوه أحمد محمود 32 عاما صاحب أحد مشاريع الشباب، إلى أنه يبدأ عمله من السادسة صباحا وحتى الثانية فجرا، وأن العقد بينه وبين الشركة والمحافظة يمتد لعام، قابل للتجديد فى حالة الالتزام وتشغيل المشروع بصورة منتظمة، مكملا: «ما يميز الفكرة انه لا يوجد تنافس بيننا كأصحاب مشاريع فلكل منا مشروعه الخاص، حيث إن الإدارة ترفض إنشاء مشروع مرتين احتراما لمبدأ تكافؤ الفرص». ولفت إلى أنه يحقق مكاسب يومية تصل إلى 1000 جنيه تقريبا، وأنه لديه شيف متخصص يصل راتبه إلى 5 آلاف جنيه، موضحا أنه كان يمتلك عربات للعمل بالشارع المقابل لمشروع شارع مصر، وأن سكان المنطقة اعترضوا على وجودهم، خاصة أن حى النزهة من الأحياء الراقية بمحافظة القاهرة، مما دفع الجهات المعنية إلى تقنين أوضاعهم، لافتا إلى أن جميع الشباب الموجودين بالشارع أصحاب ولم تحدث خلافات بينهم. من ناحيته، أوضح محافظ القاهرة عاطف عبدالحميد، أن مشروع «شارع مصر» فى منطقة النزهة يبلغ مساحته 1 كيلومتر بعرض 15 مترا تقريبا، مشيرا إلى أن المشروع نجح فى تقديم الدعم اللازم للشباب دون الإخلال بالقانون، بتوفير مساحة أراضٍ فضاء وإعدادها لتجميعهم بها بمكان لائق جاذب للراغبين فى الشراء. وأكد المحافظ فى بيان سابق له، أنه تم توفير جميع عوامل الأمان للشباب والرواد، من خلال توافر اشتراطات الحماية المدنية بالموقع وتوفير أماكن ومقاعد للجلوس ودورات مياه لائقة، إضافة إلى أماكن مخصصة لعرض المشغولات اليدوية والحرفية، مع إنشاء مسرح صغير لعرض مواهب الشباب الفنية والأدبية. وأشار إلى أنه جارٍ إنشاء امتداد لشارع مصر بالنزهة بجوار المشروع الأول، فضلا عن البحث عن موقع مناسب بشارع المفتشين بمصر الجديدة، مضيفا: «شكلنا لجنة تضم عناصر من التخطيط العمرانى والأملاك والإسكان والنظافة مع رئيس حى النزهة لدراسة المواقع الجديدة المختارة بمعرفة رؤساء الأحياء، والتى ستكون غالبا أراضى أملاك دولة أو ضوائع تنظيم بأحياء (شرق مدينة نصر، والمعادى، ومصر الجديدة، والبساتين) لعمل الرفع المساحى لها، واختيار المناسب منها. وأوضح المحافظ، أن شروط الانضمام أن يكون الشاب من أبناء القاهرة وليس له عمل آخر، إلى جانب تقديم مشروعه لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة لدراسته، مع إمكانية تقديم المساعدة اللازمة له وحصوله على خطاب يتوجه به إلى الإدارة العامة لخدمة المواطنين بالمحافظة. وعن تفاصيل المشروع، يقول رئيس مجلس إدارة شركة «سيتى» المسئولة عن إدارة المشروع أحمد مصطفى إن فكرة المشروع جاءت بعد مطالبة الشباب بعمل مشروع خاص بهم، لزيادة دخلهم بدون وجود مشكلات مع الحى والبلدية والسكان، منوها إلى أن الإجراءات الفعلية للمشروع بدأت منذ عام ونصف العام. ولفت مصطفى، إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى وجه بتقنين أوضاع الشباب بالتواصل مع محافظة القاهرة، وأن عربات المشروع ملك للشباب القائمين على العمل. وذكر مدير مشروع الشباب فى شارع مصر عمر ياسر، أن الشباب الموجودين بالشارع الآن بدأوا بالشوارع العامة، بعد تفضيلهم العمل الخاص بهم، موضحا أنهم معتمدون كليا على إمكانياتهم الخاصة، لكن سكان منطقة حى النزهة اعترضوا على وجودهم فى الشارع، مما دفع الرقابة الإدارية إلى تقنين الأوضاع بالاتفاق مع الشباب. وأردف: «تم التواصل مع الرقابة الإدارية والتنسيق مع الشركة الخاصة مالكة الأرض، وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة يساعد الشباب على تطوير العربات الخاصة بهم أو حل أى مشكلة تواجههم»، منوها إلى أنه يتم عمل الإجراءات القانونية لاستلام المساحة المخصصة من محافظة القاهرة والجهات المعنية، وأنه يستهدف أن يكون بكل حى من أحياء العاصمة «شارع مصر».