القاهرة عاصمة التاريخ والإبداع والثقافة والفن والمواجهة والسياسة.. والمشاكل، فعلى قدر حجمها وتأثيرها فى التاريخ، فإنها فى الوقت الحالى أصبحت عاصمة المشاكل بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهى للأسف الشديد تكاد تكون المدينة الوحيدة الجاذبة للسكان على مستوى الدولة، وبالتالى تعانى من هجرات من جميع أنحاء مصر ومن المركزية الشديدة، ما يجعل حوالى 3 ملايين مواطن يدخلونها يوميا للعمل أو قضاء حوائجهم ودخول مستشفيات واستخراج أوراق وخلافه.. كل ذلك جعلها تتحمل فوق طاقتها. ومن جهة أخرى طالها الإهمال وأوجد ظاهرة «ترييف المدينة»، فتحولت إلى نمط عشوائى فيما يعرف بالعشوائيات أى نقل طريقة الحياة فى الريف إلى المدينة. ولأننا نتطلع إلى مستقبل أكثر رحابة وجمالا وهدوءا بعد ثورتين، فمن الطبيعى أن نلجأ إلى المسئول الأول عن محافظة القاهرة الدكتور جلال السعيد، صاحب الخبرات المتعددة التى تجمع بين الدراسات النظرية والخبرات العملية، كوزير وأستاذ جامعى ومن المفروض والمأمول أن يكون لها تأثير إيجابى على الأداء فى هذه العاصمة التى نتمنى لها الخير والتطور للأفضل.. من هنا نفتح المجال للحوار مع كتيبة «صباح الخير» بقيادة رئيس تحريرها جمال بخيت استجلاء للحقيقة والاعترافات منه. فى البداية عبر الدكتور جلال السعيد عن شعوره تجاه «صباح الخير» فقال: سعادتى بالغة لوجودى فى مؤسسة «روزاليوسف» العريقة ومع كتاب مجلة «صباح الخير» التى أتابعها منذ بداية صدورها، وطوال تاريخها يعشقها الشباب، وسعيد للغاية بالمواهب الموجودة بها حالياً. • متى تصبح هناك مناطق أخرى جاذبة للسكان بخلاف القاهرة لتخفيف الضغط عليها؟ وهل مشروع العاصمة الإدارية جزء من الحل؟ - بالفعل.. ما نفعله هو تحسين للحياة فى القاهرة، ولكنها لن تستطيع الاستمرار فى استيعاب الهجرة من الريف والمحافظات نتيجة عدم التوازن فى التنمية فى الأجزاء المختلفة من البلاد، ولابد أن تحدث تنمية أكثر خارج العاصمة لتفريغها أو على الأقل تثبيت عدد السكان بها لكى لا يزيد أكثر من ذلك وعمل مشروعات وفرص عمل واستقرار لجذب المواطنين إلى أماكن أخرى. وأرى أن هذه النظرة موجودة حاليا، والعاصمة الإدارية الجديدة ستخفف الضغط على القاهرة ولكنها لن تخصم من تاريخ أو تراث أو مخزون القاهرة الثقافى، ولكنها ستكون عاملاً مساعداً فى استقطاب الأنشطة التجارية والإدارية لكى تخفف عن العاصمة الأصل وهى القاهرة. والمشروع ليس مسئولية المحافظة ولكن القاهرة ستستفيد منها، وأنا أرحب بالفكرة. ووظيفة محافظ القاهرة غاية فى التعقيد لمدينة بحجم دولة لها تاريخ قوى وطويل جدا وقضاياها مرتبطة بقضايا الدولة، فيها الحكومة المركزية والبعثات الدبلوماسية ومجلس الشعب ومجلس الوزراء والوزارات ومؤسسات الدولة وقيادات الجيش ومراكز المال والاقتصاد و75% من جامعات الدولة.. وغيرها و10 ملايين مواطن ليلا و13مليون مواطن نهارا، ومتداخلة مع ما يطلق عليه القاهرة الكبرى «الجيزةوالقليوبية»، وبالتالى حجم القضايا فيها يتناسب مع 18 مليون نسمة متلاحمين مع بعض جغرافيا فى احتلال الوظائف والتنقل وخلافه. وأعتقد أن أكثر من 70% من دول العالم عدد سكانها أقل من 20 مليون نسمة، والمحافظ تكون لديه مهمتان، أولاهما استمرار الحياة من مدارس للتعليم ومستشفيات للعلاج ووسائل مواصلات.. إلخ، وهذا فى حد ذاته إنجاز خاصة فى ظل الظروف الحالية التى كانت منذ عامين فقط بشكل أصعب، وثانيتهما إحداث تغيير يلحظه العامة. • حزم شديد جدا • كيف تم إخلاء وسط القاهرة بالشكل الحالى وما تكلفة ذلك؟ - لكى نخلى وسط القاهرة بالشكل الحالى كان لابد من إنهاء جراج التحرير، وبالتالى لابد من زيارته مرة كل 5 أو 6 أيام وتدبير المال، حيث تم عمل 50% منه فى 15 سنة والباقى فى 8 شهور. وقلت إنه لابد أن يستخدم كنقطة انطلاق لإعادة صياغة وسط المدينة فلا يصح أن تنفق الدولة 675 مليون جنيه فى مشروع، ثم نتركه اختيارياً لمزاج أى شخص ليركن سيارته 12 ساعة ويحتل أغلى 20 متراً مربعاً فى الشرق الأوسط كله دون دفع مليم واحد. وأخذنا الموضوع بالتدريج واتبعنا ما يطلق عليه سياسة إدارة وسط القاهرة، فتم كذلك إعادة تأهيل جراج عمر مكرم ومنع وقوف السيارات بالشوارع مع استخدام الحزم الشديد جدا، ولما اختفى الزحام من الشوارع وشعر الجميع بجمال المبانى ظهرت عيوب المبانى، فكان لابد من إعادة تطوير وسط القاهرة وتأهيل المبانى وهو ما يطلق عليه مشروع تطوير القاهرة الخديوية الذى نقوم به هذه الأيام وكان جزءاً منه إخلاء ميدان رمسيس وميدان التحرير. • مضاعفة أسطول النقل • كنت وزيرا للنقل والمواصلات لذا كان متوقعاً تغيير واضح فى العاصمة؟ - محافظ القاهرة مسئول عن النقل فى القاهرة الكبرى كلها التى يتم فيها 22 مليون رحلة يوميا، ولذلك مثلا جار شراء 1350 أتوبيساً منها الزرقاء والأحمر فى أصفر لإضافتها إلى أسطول النقل العام المكون من 1200 أتوبيس قبل نهاية العام والأسبوع القادم نضيف 220 أتوبيساً أخرى. وكذلك.. فإن هذا العام يتم تنفيذ 3 مشروعات لمترو الأنفاق فى 3 سنوات بتكلفة 55 مليار جنيه لخدمة أبناء المحافظة منها استكمال الخط الثالث وهو جزءان الأول من محطة الأهرام فى مصر الجديدة إلى المطار والثانى من العتبة وإمبابة والكيت كات إلى الجيزة، بالإضافة إلى الجزء الأول للخط الرابع من تحت شارع الهرم وصولا إلى الملك الصالح والسيدة زينب. فلابد من إنجاز أعمال ضخمة جدا ليشعر المواطن أن هناك جديداً يحدث فى البلد. • نقل عام منظم وقوي • فى رأيك.. بعد كم عاماً يمكن أن نشعر بالتغيير فى المرور؟ - حل مشاكل المرور ليس عن طريق رجال المرور فقط.. فالمدن الكبيرة فى العالم مثل باريس ولندن ونيويورك ونيوديلهى وبكين بها نفس المشاكل بالقاهرة.. وقضيتنا أن مدناً بهذا الحجم لابد أن يكون لديها نقل عام منظم عالى الكفاءة قوى جدا، فمن 22مليون رحلة المخدوم لدينا بنقل عام منظم تمتلكه الدولة حوالى 6ملايين أى 25% فقط. كل الدول بما فيها الغنية، النقل العام المنظم والقوى فيها يكون مسئولاً عن 60 أو 70% من حجم الحركة بأى مدينة وألا يكون الوضع غير مرض. فمثلا بانكوك والصين كان عندها نفس ظروفنا واستطاعت حلها بعمل نقل عام قوى منظم.. بمعنى أن المترو ينقل نحو 3 ملايين رحلة والأتوبيسات نحو 3 ملايين رحلة أيضا والباقى سيارة خاصة - ميكروباص- توك توك وخلافه. ومتوسط عدد الركاب فى السيارة بمصر من 1إلى 2 راكب أى 1.5، فالأتوبيس عندما يحمل 100 راكب معناها أن يختفى من الشارع فى نفس اللحظة 50 أو 60 سيارة.. وهكذا، والمترو يلغى مئات العربات من الشارع. ونحن نحتاج إلى تقوية النقل العام وتنظيم عمل الميكروباص، وهى بطبيعتها ستختفى عندما يوجد البديل القوى المنظم المناسب، ولكن ذلك سيكون خلال 10 إلى 15 عاماً مع التنظيم الجيد بالتعامل مع كيانات أكبر وليس أفراداً، كشركة لديها 200 ميكروباص مثلا للتحكم فيها أكثر. ثانيا: تزويد طاقة محاور الطرق والميادين، وهذا ما نقوم به بالفعل مثل السيدة زينب والسيدة نفيسة والتحرير ورمسيس والسيدة عائشة ، وقريبا جدا نوسع محاور رئيسية للطرق كما فعلنا فى مصر الجديدة ومدينة نصر والنزهة بشوارع الميرغنى وعبدالحميد بدوى ويوسف عباس وخضر التونى والثورة، وفى المنطقة الجنوبية فعلناه فى شارع عين الحياة ومنطقة الفسطاط وجامع عمر بن العاص، وفى المطرية نعيد تأهيل كل شوارعها تقريبا. وفى المرج وعزبة النخل خلقنا محوراً جديداًَ ضخماً جدا اسمه محور مؤسسة الزكاة اخترقنا به أماكن عشوائية. ووصلنا أحياء مثل المطرية والمرج وعين شمس ومسطرد والخصوص بالدائرى وربطناها ببعضها. • 7 مليارات جنيه للعشوائيات • العشوائيات هى القضية الأزلية.. متى تنتهى؟ - محافظة القاهرة بها 40 % من العشوائيات الموجودة على مستوى الجمهورية ونحن نعالجها ونصرف أكثر من 2مليار جنيه فى وقت واحد، وهذا لم يحدث من قبل، وقلت للدكتور حازم الببلاوى أثناء توليه رئاسة الوزراء إنه لابد أن نقدم الحقيقة للناس وحجم التحدى ويكون العمل ببرنامج عابر للحكومات لأننا نحتاج من 6 إلى 7 مليارات جنيه ونحتاج منهم حوالى 30 ألف شقة لمن يسكنون فى مساكن غير آمنة للحياة ونبنى شققاً لمن يسكنون فى المقابر وتحسين الخدمات لحوالى 100 ألف شقة فى مناطق خدماتها ليست على المستوى المطلوب التى نطلق عليها أحيانا غير لائقة وأحيانا أخرى نطلق عليها غير مخططة مثل السيدة زينب تل العقارب منطقة غير لائقة، فالشوارع ضيقة وغير مرصوفة ولا يوجد إنارة أو حنفية حريق أو مياه بالشكل الكافى وخلافه. فقد دخلنا بالفعل شوارع ومناطق الناس بها لا يعرفون معنى شارع فقاموا بالبناء فى وسطه وتوجد مواشى ومراجيح وقهاوى وخلافه بالشوارع، وهكذا فالمواطن يشعر أنه فى بيئة ريفية وأن العمران دخل عليه!! ولكى تظهر مثل هذه المشروعات يكون العمل بها منذ عام مضى. ونبنى حاليا 11 ألف وحدة سكنية فى أرض كانت جرداء منذ 4 شهور فى الأسمرات آخر المقطم من ناحية الدائرى فى مشروعين متجاورين باسم «الأسمرات» و«تحيا مصر». فى الثانى اخترنا الأرض وخططناها وصممنا العمارات واخترنا المقاولين واستلموا المواقع وبدأ الحفر فى حوالى 25 يوماً. والآن بعد حوالى 6شهور كل العمارات فى الأسمرات وصلت للدور الخامس وبنشطب ومن أسبوع إلى آخر يكون هناك تغيير. تكلفة المشروع حوالى 1.2 مليار جنيه، جزء منه من المحافظة وجزء من صندوق تطوير العشوائيات للأسمرات و500 مليون جنيه من صندوق تحيا مصر استخدمناه فى المشروع الثانى. بالإضافة إلى أننا طورنا مداخل القاهرة بمساندة الجيش من الإسماعيلية والسويس والعين السخنة وربطنا المدينةبالقاهرة الجديدة وعملنا امتداد رمسيس ومصطفى النحاس. وأصبح الميرغنى أشيك شارع فى مصر. • مهمة ليست سهلة • ميدان العتبة هل سيتم تطويره ونقل الباعة الجائلين منه مثلما حدث فى ميادين أخرى؟ - نجحنا حتى الآن فيما يخص وسط البلد وميدان رمسيس ولكن العملية ليست سهلة على الإطلاق، ولكن الجميع لا يشاهد إلا اللقطة الأخيرة.. فالباعة لم يتركوا المكان بسهولة. والترجمان أراضيها بمليارات والبلد كلها حملتنى المسئولية وانتقدتنى بسبب شكوى البعض، رغم أن كل واحد اختارها لإثبات وضع وتحملت فى وسط البلد ورمسيس ولكن ليس بالضرورة التعامل مع العتبة بنفس الطريقة، لأنها ليست بنفس الظروف لأنها كانت مركزاً للباعة الجائلين من قبل ثورة 25 يناير وقبل العتبة كان هناك سوق الجوهرى. وأمامنا هدفان العتبة ومحطة حلوان والثانية الأسهل، وهى الخطوة التالية وعندنا تصور وسيتم التحدث إلى الناس وإقناع عدد كبير منهم ثم تطبيق القانون بحزم. • منطقة إعادة تخطيط • هل سيتم بيع مثلث ماسبيرو لرجال الأعمال لنرى الأبرج فى كل جوانبه؟ - هذه المنطقة أغلى 75 فداناً فى مصر والشرق الأوسط وإفريقيا ومبنى عليها مبان حديثة مثل هيلتون ومبنى ماسبيرو ووزارة الخارجية وعليها مبان لا يمكن المساس بها مثل مسجد السلطان أبو العلا والقنصلية الإيطالية وهكذا. وداخل هذه المنطقة توجد مبان قديمة متهالكة وصغيرة للغاية والناس تسكن فيها بالحجرة والشقة وحمامات مشتركة.. ويمتلك مثلث ماسبيرو الحكومة المصرية أو شركات حكومية تمتلك حوالى 12% ومواطنون عاديون لبيت أو بيتين وهناك مستأجرون للشقق وشركات عربية من 30-40 سنة اشترت الأرض شركة سعودية وقطرية، بحوالى 30% من المساحة الكلية، وكثير من السكان باعوا بأسعار ليست عالية لأن منازلهم كانت مشغولة. أعلناها منطقة إعادة تخطيط أى «منزوعة الملكية» وسنعطيها لمكتب استشارى ليعيد تخطيط الأرض بواجهة بحرية مناسبة على النيل وشوارع واسعة لنتمكن من الارتفاع بالمبانى واماكن فراغ وخلافه. وكل المالكين ستقل مساحة ما يمتلكون وتزيد قيمتها، وأنا كحكومة آخذ جزءاً من هذه الزيادة وأبنى بيوتاً للمتضررين من غير الملاك وأعطى تعويضات لمن يريد ترك المنطقة. وهناك حاليا لجان تحصر البيوت وتقدر القيمة العقارية لكل مربع وفتحنا الباب لكل من يدعى أن له علاقة بمثلث ماسبير مع تقديم المستندات الدالة على ذلك وهناك أكثر من 5 آلاف تقدموا. وهذه التجربة موجودة بالقانون ففى حالة وجود منطقة متدهورة عمرانيا يستطيع المحافظ أن يطلب اعتبارها منطقة إعادة تخطيط ويوافق عليها مجلس الوزراء. وإذا نجحت سيكون عندنا منطقة رملة بولاق وأماكن أخرى بالبساتين وغيرها لتطبيق هذا النموذج عليها تخيلوا أنها ستكون مركز مال واقتصاد راق وفنادق، لأنها مهيأة لذلك أما ما هو موجود فهو العجيب. • انتظروا ضربة قوية للمخالفات • لماذا شعرنا أن الأمور هدأت فيما يخص إزالة مخالفات البناء رغم وجود مخالفات كثيرة وخاصة حول الدائري؟ - أولا: لأن الناس بدأت تشعر أن إزالة المخالفات شىء عادى فخف اهتمام وسائل الإعلام بها. وأصبحت لنا طرق مسجلة باسمنا فالعمارات الضخمة تستغرق 6شهور لإزالتها بالطرق التقليدية وبجوارها عمارات أخرى فاستخدمنا طرقاً جديدة تستخدم أوناشاً ضخمة ودقاقاً ونضعه فوقها على ارتفاع 15 دوراً لتنهيها حتى النهاية وأرشدنا محافظة الإسكندرية لاستخدامها. ثانيا: عملية تأمين هذه الإزالات صعبة، فاحتمال المقاومة والتعامل واستخدام السلاح موجود فنحتاج ترتيباً مع الشرطة لعمل دراسات أمنية تستغرق وقتاً فى بعض الأحيان وفى ظل وجود أعمال إرهابية تكون لها الأولوية لديهم. وقريبا جدا سنقوم بعملية إزالة كبيرة مثل التى تمت. • تتعدد مشاكل المطرية بشكل لافت للنظر.. فما هى سبل حلها؟ - المطرية من أصعب أحياء القاهرة لأنها على أطرافها وملاصقة لمحافظة القليوبية والأصول الريفية ومعدل الزيادة الرهيب فى تعداد السكان حيث وصلت إلى 600 ألف نسمة فهى وعين شمس وشرق مدينة نصر أكبر أحياء القاهرة. وأهملت وفيها مشروعات كبيرة جدا تتم، ولكنها كانت متعثرة بعضها يخدم المطرية والآخر يخدم القاهرة كلها ولكنه ينفذ على أرض المطرية وبالتالى تتأثر بالسلب عند تنفيذه فمثلا شارع عمر المختار به خط صرف صحى ضخم جدا قطره 3 أمتار مربعة ينفذ كخط إضافى لنقل مخلفات القاهرة الكبرى إلى محطة الصرف وبطن الشارع كان محفوراً لمدة 4- 5سنوات والشوارع مغلقة، فعملنا لها مخططاً زمنياً ونقلنا المواتير الضخمة وفتحنا الشارع لراحة المواطنين، ولكنه مشروع حتمى لتفادى حدوث مشكلة كبيرة فى الصرف الصحى بالقاهرة. والمطرية بها أرض المسلة 54 فدانا ملك الأوقاف والآثار تقول إن بها شواهد أثرية وستسلمها بعد الانتهاء دون تحديد ميعاد، وكل الناس فى الدولة احتلوها إلا الحكومة التى تريد عمل مشروعات خدمية وننفذ فى جزء من هذه الأرض الآن مدارس تجريبية- مدارس صناعية- مركز شباب ينتهى بعد 10 أيام - مبانى خدمية متعددة الأغراض مثل سجل مدني- شهر عقاري- وحدة صحية، باستخدام الشدة بعض الشىء. ونصرف 100 مليون جنيه حاليا بالمطرية على رصف الطرق ولكن الخدمات بها تحتاج طفرة ونفس الحال عين شمس. • قرارات عنترية • القمامة ملف يسىء لكل مصرى حيث إن 90% من شوارعنا ممتلئة بالقمامة رغم أنها تحولت فى معظم الدول لمصدر دخل، وهناك دول تستورد قمامة والمراكز البحثية مليئة بالأبحاث فى هذا المجال.. فمتى تصبح القمامة نعمة وليست نقمة؟ - موضوع النظافة يحكمه عنصر الثقافة وهناك تقصير من شركات النظافة والمتعهدين وممارسات سلوكيات المواطنين ولابد أن يكون المواطن حريصاً على النظافة، وحجم مخلفات القاهرة 44% من حجم مخلفات الجمهورية رغم أن سكانها يمثلون 12% من سكان الجمهورية، لكن لأنها مرتبطة بمستوى الدخل فلدينا هذا الكم الرهيب ، تنتج 15 ألف طن مخلفات يوميا أى ما يملأ شارع قصر العينى إلى التحرير بارتفاع 20متراً، ولكنه متفرق فى الشوارع والحوارى والميادين وعلى نهر النيل، وهناك شركة إسبانية هى المسئولة عن النظافة فى منطقة شرق القاهرة التى تشمل عين شمس والمطرية ومدينة نصر والنزهة ومصر الجديدة ومدينة نصر غرب والسلام والنهضة.. ولدينا 4 مصانع لتدوير المخلفات وإلا لكانت المشكلة تفاقمت. ولكن المشكلة أنه منذ 13.5 عام تم تحرير عقود لمدة 15 سنة لا تتناسب مع الوضع الحالى من الزيادة السكانية ومعدل الأجور ولا نستطيع معها مواكبة الوضع الجديد ولكن نحن دائما فى وجه المشاكل. وهذه العقود تم توقيعها منذ مدة كبيرة وفسخها يعرض البلد لقضايا تحكيم، ومعظم هذه الشركات بها فرد أو فردان أجانب والبقية مصريون ولكن مسجلة خارجيا. وكل ما تقولونه نعرفه وهو ما نقوم به الآن عندنا فريق كبير من البنك الدولى عنده تجارب فى كل دول العالم، والقاهرة تمثل تحدياً كبيراً بالنسبة له فتعتبر أصعب مدينة فى العالم فى هذا المجال فمعدلات النمو ضخمة جدا وشوارعها ومواطنوها لهم طبيعة خاصة. والفريق منذ أكثر من شهرين يدرس كيفية إدارة هذه المنظومة بعد عام ونصف للتعامل مع الأحياء ومربعات سكنية وأجزاء متكاملة من القاهرة ومع الشركات المصرية والأجنبية ونوع العقود والمسئوليات ونوع المتطلبات التى سنطلبها فى التعامل مع المخلفات بعد تجميعها ونوع العقوبات وكيفية المتابعة والتقييم والمراقبة للشركة. والآن نجهز المستندات التى سنطرح بها عملية إزالة المخلفات الصلبة فى القاهرة مع انتهاء العقود، أما فسخها الآن يعرضنا للمساءلة فى مراكز التحكيم الدولية، وبدون فسخ يطالبوننا بمبلغ 875 مليون جنيه تعويضاً. • سلالم متحركة للمشاة • حقوق المشاة ضائعة فى شوارع القاهرة وتحدث وفيات وكورنيش النيل يعتبره رجال المرور طرقاً سريعة.. فكيف ذلك وهناك مدارس ومنازل ومستشفيات ومصالح حكومية من أول حلوان حتى الخروج من القاهرة فى الجهة الأخرى.. ولا يوجد مكان أو إشارة لعبور المشاة؟ - الأسبوع القادم سيتم تطبيق نظام جديد للإدارة الإلكترونية للتحكم المركزى فى الإشارات ويتضمن إشارات المشاة لتحديد وقت العبور فى كل التقاطعات، التى ستكون مربوطة ببعضها وكاميرات مراقبة لوسط مدينة القاهرة والمعادى ومصر الجديدة ومدينة نصر لتصوير السيارات بالرقم لتحديد اسم السائق وعنوانه وإدخال المخالفة بشكل أتوماتيكى فى ملف السيارة وغرف التحكم بمساحات كبيرة والنظام يعمل بدقة كبيرة حتى إن كان على بعد كيلو متر من التقاطع. وسنفتتح مرحلة وسط البلد يوم 16 مايو الجارى، وهذا المشروع نعمل فيه منذ نوفمبر 2013. كما ننفذ أكبر عدد من كبارى المشاة مساو لما تم خلال 40 عاما مضت. • ولكن تجربة كبارى المشاة صعبة على كبار السن والمرضى لأنها مرهقة جدا؟! - ستكون هناك سلالم متحركة ونظام للإدارة الإلكترونية للتقاطعات وسط القاهرة فيها إشارات للمشاة كمرحلة أولى ثم المعادى- زهراء المعادى وكورنيش النيل ومدينة نصر. • صعب تكراره • فرحنا كثيرا بمركز شباب الجزيرة.. فهل يمكن تكرار هذا النموذج بالقاهرة لاستيعاب أعداد كبيرة من الشباب؟ - صعب أن ننفق نفس المبلغ وأن توجد نفس المساحة، فالقاهرة بها 75 مركز شباب ممتازة من أفضل المراكز على مستوى الجمهورية ولكن ليست بمساحة الجزيرة وتم صرف أكثر من 300 مليون جنيه عليه، ومثلا مركز شباب المعصرة على أعلى مستوى وسندخل خدمة الواى فاى فى كل النوادى ومراكز تدريب الشباب على تكنولوجيا المعلومات وخاصة فى المناطق العشوائية وتدريب ذوى الإعاقة. ولدينا مشروع فى 30 مركز شباب مع وزارة الاتصالات ومحو الأمية على الكمبيوتر ودروس للطلبة متحدى الإعاقة ومراكز لمراجعة الدروس، وتقوم مؤسستا «مصر الخير» و«أجيال» بالتحاور مع الشباب لإحياء القيم والاحترام والعطف. • ما هو «مشروعك»؟ • هل بدأ تنفيذ «مشروعك» وكيف يمكن للشباب الاستفادة منه؟ - «مشروعك» هو مبادرة لإيجاد فرص لتشغيل الشباب وإقناعهم بالعمل لدى نفسه، ومن هنا جاءت التسمية، هناك اتفاق تم مع البنوك المصرية على إتاحة التمويل مع السرعة فى الأداء وتسهيل الضمانات وبحجم تمويل مفتوح يتعدى 2 تريليون جنيه مصرى، حيث يمثل كل الودائع الموجودة فى البنوك المصرية، بعد أن كان الأمر مرتبطاً بحد معين مع الصندوق الاجتماعى للتنمية. والمقرات فى المراكز والمدن والأحياء تستقبل الراغبين فى عمل مشروعات بحضور ممثلين للبنوك، ولدينا حوالى 1000 نموذج لمشروعات ولكن يمكن أن تكون هناك رغبة لأحد فى توسيع النشاط أو عمل فكرة جديدة، فيقدم مستنداته ويجلس مع ممثل البنك ويكون الرد خلال 3 أيام أو أسبوع على أقصى تقدير بالموافقة أو الرفض ونحن كأحياء أو حكومة نخصص موظفاً واحداً لعمل الترخيص أو ما شابه وللتسهيل. وقد بدأت المبادرة فى بعض المحافظات، ولكننا لم نبدأ بعد فى القاهرة ولكن جهزنا المقرات خلال الأسابيع الماضية وجار افتتاحها ومنها فى السيدة زينب ومنشية ناصر. • اللامركزية ضرورة • كل المحافظين يشتكون مر الشكوى من مركزية القرار وضرورة الرجوع إلى الوزير المختص وبعد المسافات وصعوبة التواصل فى هذا السياق.. فهل ترى مثل هذا الأمر وضرورة الاتجاه إلى اللامركزية، أم أن الأمر مختلف لديك؟ - التقدم الملموس فى أى دولة يكون بتطبيق حقيقى وقوى للامركزية، ويمكن أن يكون هناك بعض مظاهرها ولكن هناك حاجة إلى المزيد.. هناك تأكيد دائم على أن المحافظ هو المسئول الأول والأخير عن كل ما تقوم به الحكومة المركزية على أرضه وما تقوم به المحافظة وعن المتابعة حتى لو كان المشروع يتم تنفيذه من خلال إحدى الوزارات، فإذا كانت وزارة الصحة تنفذ مستشفى فهو المسئول عن إنهائه وعمل الصيانة. والتعامل مع الوزارات يختلف من شخص لآخر وليست له علاقة بالمكان، ومحافظ القاهرة يكون عليه القيام بأكبر قدر ممكن من المواءمات لأنه يتعامل مع كل الدولة صباحا ومساء فى جميع مستوياتها وسلطاتها، ولا يوجد ما يحسد عليه.. ولكن بالتأكيد هناك حاجة إلى مزيد من اللامركزية وهناك صلاحيات كثيرة للمحافظ لمن يريد ويحسن استخدامها. •