قال عضو اتحاد المؤرخين العرب إبراهيم عنانى، فى دراسة تاريخية بعنوان "تاريخ العيدية عبر العصور"، إن العيدية هى لفظ اصطلاحى أطلقة الناس على كل ما كانت توزعه الدولة أو الأوقاف من نقود فى عيد الأضحى وكانت العيدية تعرف "بالرسوم". وأضاف عنانى أن الفاطميين حرصوا على توزيع العيدية مع كسوة العيد، وأن "العيدية" أخذت الشكل الرسمى في العصر المملوكى ، وأطلقوا عليها "الجامكية" وكانت تقدم على شكل طبق تتوسطه الدنانير الذهبية ويحيط به الحلوى ، وتقدم العيدية من السلطان إلى الأمراء وكبار رجال الجيش وتقدر العيدية حسب الرتبة التى تقدم لها . وفى العصر الفاطمى، كانت الاحتفالات حيث يجتمع الوزراء والخليفة وينتظمون في موكب رسمى ينطلق في شوارع مصر بمجرد الإعلان عن أول أيام العيد وكان يتم ذبح الجمال والخراف وتوزيع لحومها على الفقراء وإقامة الموائد و توزيع اكياس مزركشة تحوى بداخلها عدداً من الدراهم والدنانير. كما كان يتم صرف الكسوة من الأقمشة والملابس للمحتاجين وهو ما فعله المماليك كما أشار عنانى واستمر ذلك في العصور الإسلامية كمظاهر للإحتفال بالعيد وتوزيع اللحوم على الفقراء،مضيفا إنه كان الوزير الفاطمى في هذا اليوم يسير من منزله ومعه كبار رجال الدولة في ملابسهم الجديدة إلى القصر ، وكان الخليفة يرتدى في العيد ملابس بيضاء موشحة بالفضة والذهب ومظلته. وتابع : كان الخليفة يتوجه إلى المنحر القريب من القصر ويرتدى ملابس حمراء ويحمل مظلة حمراء رمزاً للون دم الأضاحى حيث يقوم قاضى القضاه بالإمساك بالذبيحة ويقوم الخليفة بنفسه بذبحها وخلفه مؤذنون يكبرون على كل ذبيحة عند ذبحها ، وتستمر عملية النحر لمدة ثلاثة أيام ويتم توزيع اللحوم خلال أيام العيد. وأضاف عنانى إنه كانت تقام الأسمطة والموائد في القصر فيجلس الخليفة في الديوان الكبير وقد مد فيه أنواع الحلوى ومطهيات اللحوم فياكل وينقل من ينقل بلا حرج ولا مانع ثم يقوم الخليفة من الإيوان فيركب إلى قاعة الذهب وبها سرير الملك وبوسطها مائدة ويستدعى الوزير فيجلس معه ويجلس الأمراء على السماط .