الاحتلال يعتقل شابين فى اشتباكات قرب باب الأسباط.. عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد مجددا.. وحماس تدعو إلى «جمعة غضب» نظم الفلسطينيون، اليوم، مسيرات احتجاجية عمت أرجاء الأراضى الفلسطينيةالمحتلة، فى يوم غضب للتنديد بالإجراءات الأمنية التى تفرضها إسرائيل منذ أيام على الحرم القدسى والقدس القديمة. فيما استبقت مصر تلك الفاعليات بتحذير إسرائيل من عواقب التصعيد الأمنى فى المسجد الأقصى المبارك. وانتشرت عبر مكبرات الصوت فى مساجد القدس، فجر اليوم، الدعوة إلى النفير إلى الأقصى والاعتصام قبالة بوابات المسجد رفضا للبوابات الإلكترونية والإجراءات الأمنية المشددة التى يفرضها الاحتلال الإسرائيلى منذ يوم الأحد الماضى بالقدس القديمة والحرم القدسى الشريف. وأدى مئات المقدسيين صلاة الفجر عند أقرب نقطة إلى الأقصى تمكنوا من الوصول إليها، فمنهم من تمكن من الوصول إلى بوابات البلدة القديمة ومنهم عند الأحياء خاصة حى وادى الجوز القريب من المسجد، فيما تمكن أهالى البلدة من أداء الصلاة على بوابات الأقصى، وفقا لموقع «عرب 48» الإخبارى. وقمعت قوات الاحتلال الإسرائيلى المصلين فى باب الأسباط بعد أداء صلاة الظهر على الأسفلت، حيث استخدمت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، واعتقلت شابين. كما منعت قوات الاحتلال الصحفيين من الدخول إلى البلدة القديمة من جهة باب الأسباط، واعتدت على مصور قناة «روسيا اليوم» الإخبارية. ولليوم الرابع على التوالى واصل موظفو الأوقاف الإسلامية والمقدسيون اعتصامهم أمام أبواب الأقصى رفضا للبوابات الإلكترونية والعبور من خلالها. إلى ذلك، اقتحم 36 مستوطنا باحات المسجد الأقصى بالقدسالمحتلة، تحت حماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلى ودون معرفة تفاصيل اقتحاماتهم، وجولاتهم، لعدم وجود مسئولين من دائرة الأوقاف الإسلامية، أو مصلين داخله. وقال شهود عيان إن الاحتلال أجبر أحد حراس الأقصى على الابتعاد عن المقتحمين وتم تهديده بالاعتقال فى حال تصويرهم أو الاقتراب منهم. وفى غزة، شارك مئات المواطنين بمسيرة جماهيرية حاشدة، نصرة للأقصى والقدس وتنديدا بالانتهاكات الإسرائيلية فى المسجد الأقصى ومدينة القدس. وانطلقت المسيرة من أمام مقر الصليب الأحمر وصولا إلى مقر الأممالمتحدة فى غزة وسط شعارات تؤكد استعداد الفلسطينيين لفداء القدس بأرواحهم ودمائهم، بحسب وكالة معا الفلسطينية. وكانت حركة فتح الفلسطينية التى يتزعمها الرئيس الفلسطينى محمود عباس، دعت إلى «يوم غضب فلسطينى» نصرة للقدس والأقصى. كما دعت حركتا حماس والجهاد الاسلامى إلى احتجاجات فى الضفة الغربية وقطاع غزة، بسبب الإجراءات الأمنية التى فرضتها إسرائيل بعد العملية الفدائية التى شهدها محيط المسجد الأقصى، الجمعة الماضية، وأسفرت عن مقتل ثلاثة شبان من عرب 48 وشرطيين إسرائيليين. وفى القاهرة، حذر بيان أصدرته وزارة الخارجية المصرية من خطورة التداعيات المترتبة على التصعيد الأمنى الإسرائيلى فى المسجد الأقصى المبارك، وما ترتب عنه من إصابات خطيرة بين صفوف الفلسطينيين وتعريض حياة إمام المسجد الأقصى فضيلة الشيخ عكرمة صبرى لمخاطر جسيمة. وطالب البيان إسرائيل بوقف العنف، واحترام حرية العبادة والمقدسات الدينية، وحق الشعب الفلسطينى فى ممارسة شعائره الدينية فى حرية وأمان، وعدم اتخاذ مزيد من الإجراءات التى من شأنها تأجيج الصراع، واستثارة المشاعر الدينية وزيادة حالة الاحتقان بين أبناء الشعب الفلسطينى، بما يقوض من فرص التوصل إلى سلام عادل وشامل تأسيسا على حل الدولتين. من جانبه، أكد محمود الهباش، قاضى قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية، أن الإجراءات الإسرائيلية فى القدس والمسجد الأقصى باطلة ومخالفة للقانون الدولى وتمثل عدوانا سافرا على مشاعر المسلمين ومقدساتهم الدينية. قائلا إن «ذلك من شأنه أن يزيد التوتر ويهدد بتحويل الصراع إلى حرب دينية تأكل الأخضر واليابس»، داعيا المجتمع الدولى إلى التحرك قبل فوات الأوان. بدورها، دعت حركة «حماس» فى بيان لها اليوم، جميع كوادرها وأبناء الشعب الفلسطينى فى جميع أماكن تواجده للخروج عقب صلاة الجمعة بمسيرات غضب نصرة للأقصى. وشدد البيان على «أهمية المشاركة فى جمعة الغضب من قبل جميع شرائح شعبنا وفصائله، تأكيدا على إسلامية القدس والأقصى، ورفضا لإجراءات الاحتلال الرامية لفرض واقع جديد على الأقصى لم يشهد مثله عبر التاريخ». كما دعت حماس للتوجه إلى جميع نقاط التماس فى الضفة الغربية والاشتباك مع قوات الاحتلال فيها. من جهة أخرى، قال وزير الأمن الداخلى، جلعاد إردان، فى مقابلة مع «إذاعة الجيش» الإسرائيلى، مساء أمس، إن نصب البوابات الإلكترونية على مداخل المسجد الأقصى كان بالتنسيق مع عدد من الدول العربية، دون أن يذكر أسماء هذه الدول. جاء ذلك ردا على سؤال بشأن وجود ضغوطات عربية سياسية على الحكومة الإسرائيلية لإزالة البوابات، فقال إردان إنه بحسب معرفته، وبدون أى يتوسع فى هذا المجال، فقد كان هناك نوع من التنسيق بهذا الشأن مع عدد من الدول العربية. وكان العشرات من الفلسطينيين، من بينهم خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبرى، قد أصيبوا خلال مواجهات مع قوات الأمن الإسرائيلية قرب مسجد الأقصى مساء أمس، بعد أن فرقت قوات الاحتلال مصلين تجمعوا فى منطقة باب الأسباط فى البلدة القديمة. وذكرت وكالة «معا» الفلسطينية إن نحو 70 شخصا أصيبوا باختناق جراء قنابل الغاز وإصابات مباشرة، بينهم 3 إصابة وصفت بالخطيرة. وقال الهلال الأحمر الفلسطينى إن «خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبرى من بين المصابين، حيث أصيب برصاصة مطاطية فى الظهر، إضافة إلى بعض الكدمات». وشارك عدد من نواب الكتلة العربية فى الكنيست الإسرائيلى مع المصلين المحتجين عند باب الأسباط، وعبروا عن رفضهم للإجراءات الأمنية الجديدة فى مداخل المسجد الأقصى وتنصيب بوابات إلكترونية وكاميرات مراقبة.