24 ساعة، احتبست فيها أنفاس المصريين وزاغت أبصارهم، وفتشوا فى كل الفضائيات ومواقع النت، واستدعوا من كهوف الذاكرة ذكرى غرق العبارة السلام «98»، وحصد أرواح أكثر من 1000مصرى، والتى يحسم القضاء الجدل حولها بعد أيام. كل هذا حدث أمس، فور تسرب شائعة فقد الاتصال بالعبارة «جماع» التى ترفع علم اليونان، وعلى متنها 894 راكبا مصرىا كانوا فى طريق عودتهم إلى السعودية عبر ميناء ضبا، بعد انتهاء إجازاتهم السنوية. المشهد داخل البيوت المصرية لم يخرج عن تجمعات أمام شاشات الفضائيات غير المصرية أو الوقوف أمام السنترالات للحصول على مكالمة دولية بذويهم أو معارفهم فى السعودية للوصول إلى أى معلومة، وعلى مدار ال 24 الساعة دخل الجميع فى حرب أعصاب مع الطقس بتقلباته، وصمت المسئولين حتى حسم صوت راديو الأقصر الجدل ونجح أصحاب الشركة فى الاتصال بالعبارة. وداخل مقر الشركة، كان الهدوء الذى يسيطر عليها لايعكس حقيقة ما يدور فى الخارج. ونفى مصدر مسئول بشركة «ترانس سيفك» مالكة العبارة «جماع» الأنباء التى ترددت عن فقد الاتصال بها عقب خروجها من المياه الإقيلمية المصرية فى طريقها لميناء ضبا السعودى وعلى متنها 897 راكبا، وقال المصدر إن الفرع الرئيسى للشركة قام بالاتصال بالربان فور انتشار الشائعة عبر موجة راديو القصير، بعد أن تعذر ذلك لمدة ساعتين بوسائل الاتصال العادية. حيث أكد أن العبارة فى طريقها لميناء الوصول بعد السماح لها بالإبحار من قبل التفتيش البحرى، وكانت السلطات السعودية قد أغلقت ميناء ضبا أمام الملاحة البحرية بسبب سوء الأحوال الجوية، وقد تسبب ذلك فى عودة العبارة «اليكونى» إلى ميناء سفاجا وعلى متنها 1100 راكب بعد إبحارها بساعة. من جانب آخر، قال مصدر حكومى: إن رئيس الوزراء د. أحمد نظيف الذى انتقل من مدينة الأقصر إلى شرم الشيخ صباح أمس الأول فى إطار الاستعداد لانعقاد مؤتمر إعادة إعمار غزة بدأ فى إجراء اتصالات وعمليات متابعة مع وزير النقل المهندس محمد لطفى منصور لمتابعة الأنباء التى وردت بشأن انقطاع الاتصال مع العبارة «جماع» فى منطقة البحر الأحمر.