«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تأكيدات بأن الإخوان نجحوا لأنه ليس من بينهم من يمتلك عبارة للموت.. واستبعاد معاقبة المسئولين عن كارثة العبارة لأن الحكومة هي الخصم والحكم .. وإشارة إلى أن الإساءة للرسول كشفت أكذوبة حوار الأديان.. واتهام الحكومة باستغلال الرسوم لتفريغ الاحتقان الشعبي
نشر في المصريون يوم 09 - 02 - 2006

نبدأ جولتنا اليوم من صحيفة " الوفد " المعارضة ، بعد عودتها للصدور عقب احتجاب دام 13 يوما بسبب الصراع المحتدم داخل الحزب ، وذلك المقال الباكي للشاعر عبد الرحمن الابنودي حول كارثة غرق العبارة ، حيث اعتبر أن مصر كلها غرقت في " العبارة " ، وكتب يقول " غرقت مصر في مياه البحر الأحمر يوم الجمعة الفائت.لا تختلف مصر عن العبارة التي غرقت، فمصر مليئة بالخروق والشروم التي يخفيها الطلاء من خارجها. مصر بلد السطح، مادام السطح لامعاً براقاً لا يهم المضمون ولا تلزمنا الحقيقة في شىء. تماما كعبارة الأخ المهندس المبجل »ممدوح إسماعيل« صاحب "الخرّارة " التي كلما مضت بضع سنوات غاص بأهلنا إلى أعماق المالح لتأكلنا القروش ليقبض هو الملايين من شركات التأمين ويعوض اليتامى من أبناء الغرقى المصريين بحفنة جنيهات مصرية ثمناً ليتمهم وجزعهم وأحزانهم التي تمتد خلفهم كظلالهم تتبعهم إلي آخر الحياة. نحن جميعاً نعيش في العبارة الغارقة: الطاقم الذي يقود السفينة من قبطانها إلى أصغر مساعديه، ونحن أهل الهم والشقاء الذين نسعى لأرزاقنا من مطرح لمطرح ومن منفى اختياري لمنفى لنعود بالجنيهات التي تغرق معنا قبل أن نصل. ليس أمامنا غير العبارة فهي صلتنا الوحيدة بأمهاتنا وآبائنا وأطفالنا، تسير بنا ولا نعرف بالضبط متى سنصل أو كيف تعوم علي أمواج بحر هائج يفزعنا مع كل صعود وهبوط لكن رجال القبطان المدربين أدمنوا طمأنتنا وأن وضعنا آمن!!. لو كنت صاحب هذه العبارة التي غرقت بأهلنا لكنت الآن في السجن إلي أن تنتهي التحقيقات. أما صاحب هذا النعش الجماعي فلن يحدث له شىء. صاحب »الخرّارة« أو العبارة (السلام 98) والتي استقبلها قاع البحر الأحمر بركابها جميعا يوم الجمعة الفائت والتي راح ضحيتها زهاء الألف نفس لن يحدث له شىء. الرجل الذي تخصصت عباراته في إغراق أهلنا جولة بعد جولة سوف يخرج منها هذه المرة أيضا كما تخرج الشعرة من العجين ولن يحدث له شىء. فالرجل صديق حميم للسلطة. بل هو السلطة. فهو رجل رأت القيادة أنه من العلم والمعرفة والنزاهة والشرف لدرجة (تعيينه) في مجلس الشورى وهذا يعني أن في جيبه حصانة بحيث إذا أغرق عبارة جديدة لا يسجن مثلي لو كنت فعلتها وإنما سوف يجد طريقه للإفلات كما أفلت من قبل فهو رجل مدرب، يرفع علم "بنما" على عبارة مصرية يخضعها للتفتيش بعيدا عن مصر وكله بثمنه ولن يحدث له شىء ". وأضاف الأبنودي " سيعيش كما يعيش منعما مترفا هو وأبناؤه واللهم لا حسد يسكنون القصور وينعمون بالزائل ويأكلون ما يتحول إلي فضلات عفنة في آخر اليوم، يعمرون أغنى الشواطئ ويحيطون أنفسهم بالأسوار العالية وينفقون ثمن جثث أهلنا أموالا في بلاد الغرب والشرق ولن يحدث له شىء. لقد أدمن الرجل المهندس شراء المراكب »الكهنة« وتلصيمها وطلائها بالبوية المشعة ثم الزّجّ بها للبحر بعد أن يحشوها بأهالي مصر المساكين ضحايا أغنياء مصر فمن لم يمت غريقاً مات مسرطنا أو بفقر الدم علي أقل الدرجات. أدمن الرجل لعبته الفهلوية مثل غيره من أهل الحل والربط فهو ليس فريداً في عملته وهذا بالتحديد ما أضاع سمعة مصر الاقتصادية وطرد المستثمر فلا شفافية ولا اقتصاد حقيقيا لكنه الطلاء. الطلاء الذي وضعناه بأنفسنا علي بلد متهالك ثم صدقنا اللون ونريد للآخرين أن يصدقوه بينما الآخرون صاروا يعرفوننا أكثر مما نعرف أنفسنا. دائما تغرق عبارات الرجل، ودائما تصر على ألا تغرق خالية وإنما تعشق أن تغوص بسكانها الغلابة. نعم الغلابة.. انظروا إلى الملابس الصعيدية وأصحابها من ذوى الوجوه الملحمية التي تشبه منحوتات الفراعنة. قيسوا مناسيب الأحزان وأدخلوهم »موسوعة« للرقم القياسي في تاريخ الحزن. لقد غرقت مصر في مياه البحر الأحمر كما تغرق كل يوم في مياه أخرى. لا يلتفت أحد لحزن الوجوه ولا للحقد الذي يشحن القلوب يوما بعد يوم.. وتتساءل الدولة: لماذا نجح الإخوان المسلمون في الانتخابات.. نجحوا لأنه لا يوجد بينهم أصحاب عبارات "كهنة ". لأنهم لن يعينوا مثل هذا المهندس في مجلس شوراهم إذا ما جاءوا للحكم. نجحوا لأنهم لم يتاجروا في الغلابة ولم يتكسبوا من الموت، وليس لهم من يغطى على جرائمهم في السلطة، نجحوا لأن رائحة العفن تصاعدت وزكمت الأنوف وأصوات الباطل أسمعت من به صمم. نجحوا لأن الفقراء ما عاد لهم أحد في مصر، ولأن الحق ضائع هائم على وجهه ليس له من أهل أو مقر. نجحوا لأن من انتخبوهم يعلمون علم اليقين أن صاحب العبارة لن يحدث له شىء!!. أن الزيارة الخاطفة التي قام بها السيد الرئيس لزيارة الناجين وطمأنة الأهل ليست كافية، ولابد من إعادة الحق إلي نصابه مهما كان وضع صاحب الكارثة عضو شورى أو عضو كورة!! " . نبقى مع نفس الموضوع ، ونتحول إلى صحيفة " المصري اليوم " المستقلة ، حيث تساءل الدكتور عمرو الشوبكي عما إذا كانت العبارة هي وحدها التي غرقت أم غرق معها النظام العام في مصر ، وكتب يقول " جاء غرق العبارة السلام 98 ليكشف بصورة جلية حجم الفوضى والإهمال وانهيار الكفاءة والفساد في أداء مختلف الأجهزة الإدارية والأمنية التي عجزت عن إنقاذ أرواح المصريين وتركتهم يصارعون الموت منذ الواحدة فجرا وحتى التاسعة صباحا حين تحركت فرق الإنقاذ بعد أكثر من ثماني ساعات من بدء غرق السفينة المنكوبة . ويتضح حجم المأساة حين نتتبع طريقة تعامل الأجهزة المختلفة مع حالات الطوارئ – رغم أننا نعيش في ظل نظام سياسي يطبق قانون الطوارئ منذ عقود – أو الحالات الاستثنائية حيث يبدو حجم الانهيار الكامل في مستوى الأداء مقارنة حتى بجيراننا العرب ، وهنا لم يخطئ كثير من المصريين حين تمنوا أن تكون حادثة العبارة المنكوبة أقرب للشواطئ السعودية حتى تزداد أعداد الناجين نتيجة قدرة السلطات السعودية على التحرك بصورة أسرع من جيرانهم في مصر . ويبدو أن تلك الحالة الراكدة من بيروقراطية تدعي أنها تعمل فقط أمام كبار المسئولين انعكست بصورة مباشرة على طريقة التعامل مع غرق العبارة ، فمن الواضح أن الموظف الذي تجاهل رسالة الاستغاثة التي أرسلتها السفينة ، عاد وتردد عقب تكرار إرسال الرسائل وتساءل هل يمكنه أن يجرؤ على إيقاظ الباشا الكبير من النوم لكي يقول له خبرا بسيطا هو أن هناك ألفا وأربعمائة روح يصارعون الموت في عرض البحر ولا بد من اتخاذ قرار سريع لإنقاذهم . وأضاف الشوبكي " إن هذا المستوى من الأداء العام معتاد في المصالح الحكومية وفي أقسام الشرطة وغيرها من المؤسسات العامة وهو أمر مفهوم ، وليس مبررا ، في ظل وجود نظام سياسي غير ديمقراطي يرتاح للتعامل مع هذه النوعية المتدنية الكفاءة من الموظفين وكبار المسئولين ولكن في بعض تجارب البلدان الأخرى التي تنتمي أيضا إلى العالم الثالث حرص حكامها على خلق نمط مختلف من الإدارة داخل المؤسسات التي تتعامل مع الأزمات فيتم اختيار عناصر مدربة تدريبا عاليا للعمل فيها وقادرة في نفس الوقت على التعامل المبادر مع الكوارث . وقد كشف غرق البحارة عن جانب آخر من جوانب الخلل في ثقافتنا العامة وهو حرصنا على إيجاد كبش فداء نصب عليه جام غضبنا كقبطان السفينة الذي تجاهل استغاثة السفينة المنكوبة واستمر في رحلته وهو بالتأكيد سلوك يدل على تبلد إنساني لكن المسئول والجاني الحقيقي هو أجهزة الإنقاذ التي تقاعست كما هي العادة عن التحرك السريع والفعال . إن انهيار نظامنا العام بالمعنى الإداري والسياسي والأخلاقي أدى إلى تعاملنا مع كارثة قرب حدودنا بهذه الطريقة المنعدمة الكفاءة وجعل اهتمامنا بتعويض البشر أكثر من اهتمامنا بالبشر أنفسهم ، ووظف الكثيرون حمى التعويضات – التي نراها واجبة في كل الأحوال – من أجل إغلاق ملف القضية وعدم محاسبة المسئولين الحقيقيين عن تلك الجريمة حتى لا تتكرر مرة أخرى ، ولأن المحاسبة إذا تمت فستكون في أضيق الحدود لأنه لم يحدث في التاريخ أن انتظر الناس عدالة من قضية يتوحد فيها الخصم والحكم " . نتحول إلى صحيفة " روز اليوسف " الحكومية ، حيث أكد محمد عبد النور أن أهالي ضحايا العبارة لا يقبلون العزاء وإنما يبحثون عن الثأر ، وكتب يقول " أيها السادة نواب الشعب في مجلسي الشعب والشورى أمامكم فرصة ذهبية لتثبتوا أنكم حقا نواب الشعب ، تنتفضون للبسطاء وأرواحهم المهدرة ، وإنكم لم تحتلوا هذا المكان تحت قبة المجلس من أجل مصالحكم ، فهؤلاء الضحايا الذين غرقوا مع العبارة هم بسطاء "على باب الله" ، ركبوا العبارة بحثا عن لقمة العيش وما أكثر البسطاء تحت شمس هذا الوطن الذين هم " على باب الله " . افتحوا كل الملفات القديمة والجديدة وقاتلوا من أجل الكشف عن المسئولين الحقيقيين ممن تركوا في مواقعهم السياسية أو التنفيذية أو من لا يزالون في مواقعهم ، وقد شدد الرئيس مبارك مؤكدا أن أروح الضحايا لن تضيع هدرا ولن يفلت المسئولون عن الكارثة من العقاب فالناس في غضب والحزب قومي . فلنفتح كل الملفات القديمة لنكشف عن الذي سهل وسمح وقرر وجود عبارات الموت في شواطئنا بأعلام أجنبية ، فهذا هو المتهم الحقيقي . وأضاف عبد النور " فلنحاكم هذا الضمير المتخاذل الذي سمح لصاحبه اعتبار عبارات الموت وسيلة نقل رخيصة تناسب البسطاء لان تكلفتها في متناول أيديهم ، ونسي هذا الضمير أن فقر البسطاء لا يمكن أن يكون مبررا لإزهاق أرواحهم وأن " تذكرة " ركوب العبارة هي في الحقيقة تذكرة للموت والغرق في أعماق البحر دفع ثمنها البسطاء . لا تكفي النوايا ولا تستقيم عبارات الاستهلاك السياسي مع كل هذا الغضب وهذا الحزن القومي والوقت قد جاء لنتحرك من أجل هذا الوطن وبسطائه ، فالضمير لا يتحمل كارثة أخرى وعبارة أخرى ومئات من الضحايا الأبرياء كما لا يقبل إعلانات التعازي من ملاك العبارة التي نشرت في الصحف ، المدفوع ثمنها من تذاكر العبارة التي دفعها الضحايا والغرقى . فنحن في بر مصر لا نقبل من قتلة أهالينا وأبنائنا ولا نقبل الدية والعوض إنما نبحث عن الثأر " . نعود إلى " المصري اليوم " ، وأيضا كارثة غرق العبارة ، وذلك المقال الساخر اللاذع لمحمد صلاح ، الذي وصل الكارثة ب " المغرقة " ، وكتب يقول " حين كان عشرات الآلاف من المصريين يرفعون أعلام مصر ويلوحون بها في استاد القاهرة وشوارعها وميادينها كان نحو أللف من أبنائهم وأقاربهم ومعارفهم وإخوانهم في الجنسية والإنسانية يغوصون في قاع البحر الأحمر وفوقهم علم بنما الذي اختارته العبارة السلام 98 لتحتمي به وتتحدى بتلويحه القوانين المصرية التي صارت تخترق في كل وقت وأي مكان . ضرب القانون المصري من قبل في كل محرقة أكلت فيها النار أجساد المصريين في مسرح أو قطار أو طائرة ، أصبح لدينا مغرقة أضيفت إلى قاموسنا المخزي المليء بمفردات صارت تخصنا دون كل شعوب العالم ، نحن أصحاب "محرقة "بني سويف حيث تفحمت أجساد أبنائنا في مسرح المدينة وكان لدينا من قبل "مسلخة " العياط عندما ُسلخ ركاب قطار الصعيد الذي اختار طريقة مختلفة للموت لركابه عن زميله قطار كفر الدوار صاحب "المفرومة" حيث عن قضبانه ليفرم المارة في الشوارع والطرقات وهؤلاء سبقوا ضحايا المطحنة الذين طحنوا عندما هوت طوابق بناياتهم فوق رؤوسهم وهم نيام فاشتهروا ب " الموت طحنا " . وأضاف صلاح " عندنا " مسخرة " نظام حزبي بلا أحزاب انتخاباتنا بلا اقتراع قوانيننا مسلوقة ومفصلة تداول السلطة أمر نسمعه ولا نمارسه ، الغضب والاحتجاج لدينا ممنوع والزعل مرفوع . المعترضون ليس لهم إلا الأمن المركزي سواء كانوا من كفاية أو الإخوان أو الوفد أو حتى أهالي ضحايا كوارثنا وأخرهم الثكالي الذين كانوا ضجوا يأسا وحزنا وعجزا أمام ارتباك وإهمال ولا مبالاة و "درمغة" لإدارات الحكومة مسئولة أساسا عن غرق العبارة . لم تراع السلطات أن المحتجين يعيشون محزنة فمارست معهم السلوك نفسه الذي تمارسه ضد كل معارض أو محتج سواء كان يطالب بإصلاح سياسي أو انتخابات حرة أو معرفة مثير ابنه ، باختصار عندما يصل بنا الحال تلك الدرجة فإننا نكون في مفسدة كبرى لا حق فيها للغلابة المطحونين المفرومين المحروقين المهمشين المسحوقين الذي صار مصيرهم دائما ينتهي في مشرحة هؤلاء الذين عاشوا رافعين علم مصر حبا فيها لك نحين ماتوا وجدوا علم بنما فوق جثثهم يحرمهم الإنسانية والجنسية وينزع عنهم الحق في الحياة أو حتى الموت في حضن الوطن " . نتحول إلى صحيفة " الجمهورية " الحكومية ، حيث طالب
محمد أبو الحديد بضرورة أن تصل التحقيقات في غرق العبارة إلى نتيجة حقيقية ، وكتب يقول " لا نريد- كما قال الرئيس مبارك- أن نستبق التحقيقات ونتوصل إلي نتائج شخصية بأن كارثة العبارة وراءها بالضرورة إهمال أو قصور.. مع أن كلمات أصحاب العبارة أنفسهم توحي بذلك. فحين يقال مثلاً إن العبارة المنكوبة انتهي عمرها الافتراضي. يردون بأنه لا يجب الحكم علي السفن بعمرها ولكن بصلاحيتها. مع أن الاثنين لا ينفصلان بل يرتبط كل منهما بالآخر ارتباطاً وثيقاً. فضلاً عن أنه من المشكوك فيه أن إجراءات السلامة والتفتيش علي البواخر في موانينا ربما لا تكون فعالة. أو تتم بصورة روتينية شكلية. لقد أصبح الإهمال والقصور وراء ضحايا "النقل" بصفة عامة. من الطرق الإسفلتية إلي الطرق البحرية.. السرعة الجنونية وعدم تأهيل السائقين. واستخدام مركبات منتهية الصلاحية. وانعدام الصيانة وضعف الرقابة والتفتيش.. كلها عناصر تشكل في مجموعها ما يقود إلي كوارث يومية يذهب ضحيتها المئات من المواطنين الأبرياء. وللأسف. نحن نركز كل جهدنا وقوتنا لمحاربة الإرهاب. وهذا مهم ومطلوب. ونفزع لأي عملية إرهابية ربما لا يموت فيها سوي بضعة أشخاص يعدون علي أصابع اليد الواحدة. ويجب أن ندرك من الآن أن الإهمال والقصور أصبحا أشد خطراً علي حياتنا من الإرهاب. وخسائرنا بسببهما أفدح. ومواجهتنا لهما في كل المواقع يجب أن تكون أكبر. وأضاف أبو الحديد " حبذا لو أخذنا من كارثة العبارة. والتحرك الجاد للدولة علي أعلي مستوياتها فيها. نقطة انطلاق لعمل جدي مخطط ومنظم ومتصل لمواجهة الإهمال والقصور في كل جوانب حياتنا. فلا يكون رد فعلنا مجرد فورة غضب وقتية تهدأ ثم تنطفئ كعادتنا دائماً. وحبذا لو قادت التحقيقات إلي متهمين حقيقيين في الكارثة. وليس إلي وابور جاز مثلما حدث في كارثة قطار الصعيد قبل عدة أعوام. وحبذا لو أخذنا من كارثة العبارة درساً لاستكمال أوجه النقص والقصور في مواجهتنا للكوارث.. فقد كان احتشاد أهالي الضحايا بأعداد كبيرة في موقع الحادث يحتاج إلي سرعة إقامة سرادقات أو خيام لإراحتهم. وإنشاء مركز صحفي أو إعلامي سريع في الموقع ينقل إليهم الأخبار والتطورات أولاً بأول دون حاجة منهم إلي التدافع ومحاولة اقتحام الموقع بحثاً عن الحقيقة التي لا يقولها لهم أحد بالسرعة التي يريدونها بها. وأن تراجع أنظمة وشبكات الإنذار والاستغاثة البحرية. وكذلك عمليات التفتيش والصيانة في الموانيء ومدي جديتها. وأن تكون موانينا دائماً مجهزة بمستشفيات طواريء متمركزة فيها أو قابلة للنقل والتركيب إليها من أقرب موقع. شكراً للرئيس مبارك. وعسي أن يكون تحركه الكبير. ورسائله من خلاله للشارع المصري. وإنذاره القوي للإهمال والقصور. محركاً لكل أجهزة الدولة. ودافعاً لاستيقاظ النائمين. حتى لا يظلوا كذلك إلي أن توقظهم كارثة أخري ". نتحول إلى صحيفة " الأهرام " الحكومية ، حيث علق سلامة أحمد سلامة على أزمة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم ، وأنطلق منها معلقا على الأوضاع المتردية للدول العربية والإسلامية، وكتب يقول " باستهتار شديد وبالعقلية الانعزالية المحافظة التي تميز شعوب الشمال الأوروبي‏,‏ نجحت الدانمرك في أن تنسف جسور الحوار والتفاهم التي سعت قوي عديدة لإقامتها بين الإسلام والغرب‏,‏ حين جاءت تلك الصحيفة الدانمركية الصغيرة لتشعل حريقا مدمرا يصعب إطفاؤه‏.‏ وعندما نشرت الصحيفة المغمورة رسومها الكاريكاتيرية‏,‏ لم يكن في تقديرها أنها توجه بذلك طعنة نافذة لمشاعر دينية مجروحة ومجتمعات عربية مقموعة‏,‏ لم تعد تجد منفذا لها غير التعلق بأهداب الدين‏.‏ وباسم حرية التعبير لم تجد الصحيفة الدانمركية غضاضة في نشر ما نشرته‏,‏ وعندما ثارت الجالية المسلمة‏,‏ فقد كانت تدافع عن هويتها داخل مجتمعات أوروبية لا تريد أن تقبلها أو تعترف بحقوقها‏.‏ ولم تهتم الحكومات الإسلامية في باديء الأمر إلا بعد ثلاثة شهور‏,‏ وجاء رفض رئيس وزراء الدانمرك مقابلة سفراء الدول الإسلامية بحجة أن حرية التعبير في النظام الديمقراطي مكفولة ومقدسة لتضيف‏,‏ الإهانة الرسمية إلي الإساءة العنصرية‏.‏ وأصبح أي اعتذار متأخرا ولا يجدي في تهدئة المشاعر الدينية التي اشتعلت في المنطقة "..‏ وأضاف سلامة " المشكلة كان يمكن حلها لو تدخلت الحكومات في الوقت المناسب‏,‏ ولو أن جماعات الحقوق المدنية والإسلامية في الدانمرك‏,‏ تمسكت بما نصت عليه المادة‏19‏ من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يفرق بين حرية التعبير والتحريض علي الكراهية وازدراء الأديان لأمكن محاسبة الجريدة الدانمركية وإحراج الحكومة الدانمركية وغيرها من الحكومات الأوروبية التي تسييء استخدام مبدأ حرية التعبير وتتعامل بمعايير مزدوجة اذا تعلق الأمر بمعاداة السامية‏.‏ وللأسف نحن لا نتعلم من التجارب والأخطاء المتكررة‏,‏ ونظن أن تهييج الشارع وإثارة المشاعر الدينية يمكن أن يخيف العالم ويعيد إلينا حقوقنا في ظل ظروف دولية مضطربة‏,‏ وأوضاع عربية متردية‏,‏ وأزمات تخلينا فيها عن مسئوليتنا وتركنا حلها لأمريكا وأوروبا‏.‏ لقد برهنت أزمة الرسوم الكاريكاتورية أننا أضعف من أن نصد عن أنفسنا الإساءات والاعتداءات‏,‏ وأن ما يسمي حوار الثقافات ليس أكثر من قشرة هشة تخفي وراءها أحقادا عميقة‏,‏ وأكاذيب سافرة‏,‏ وجهلا من جانبنا بأساليب المواجهة الفعالة‏.‏ وقد بلغ الصدام مرحلة بالغة الخطورة تهدد بتدمير العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب‏,‏ ولابد في هذه اللحظة الفاصلة من عودة الطرفين إلي منطق العقل والحوار خاصة بعد أن اعتذرت الصحيفة وتراجعت‏,‏ فليس من مصلحة أي من الطرفين أن تخرج الأزمة عن حدودها ويتحول الغضب إلي ثورة مدمرة‏!‏ " . نبقى مع نفس الموضوع ، لكن نعود مجددا إلى صحيفة " الجمهورية " ، حيث اعتبر عبد الوهاب عدس أن الحديث عن حوار الأديان مجرد أكذوبة في ضوء قيام العديد من الصحف الأوروبية بنشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم ، وكتب يقول " تؤكد الأيام.. أن ما أطلق عليه حوار الأديان.. ليس إلا مجرد أكذوبة.. أطلقوها كبديل عن صراع الحضارات.. فالحقيقة المؤلمة.. أن صراع الحضارات مازال قائما.. والفجوة متسعة بين الغرب والمسلمين.. ولن يكون تعمد الإساءة إلي رسول الإسلام الكريم.. هي الأخيرة.. ولننظر ونتأمل كيف يتعامل الغرب معنا.. ومع غيرنا.. فيما يتعلق بالعقيدة والأديان. عندما طلب المفكر الفرنسي المسلم روجيه جارودي مراجعة الحقائق العلمية حول عدد اليهود الذين حرقهم هتلر.. مشيرا إلي أن العدد المعلن 6 ملايين يهودي.. ليس حقيقيا.. وقدم روجيه بالمستندات وحسب أقوال شهود يهود.. أن عددهم لا يتجاوز.. 2 مليون فقط.. ماذا حدث؟! تمت محاكمته.. وتغريمه 20 ألف دولار.. وتلقي مكالمات تهدده بالقتل.. وحاربه الصهاينة.. حربا شرسة.. وقاموا بالاعتداء علي المكتبات التي تبيع كتبه في فرنسا وسويسرا واليونان.. حتى امتنعت عن بيعها تماما.. الأكثر من ذلك.. أن البعض قام بالاعتداء علي ناشر أعمال جارودي ونهب مكتبته في باريس.. أما في لوزان فقد حكم بالسجن ثلاثة أشهر ضد أحد ناشري أعمال جارودي.. بناء علي الدعوى التي أقامها ضده رئيس الرابطة الدولية لمناهضة العنصرية.. وفي أثينا ألقيت قنابل المولوتوف علي مكتبة تبيع كتبه.. وفي كندا نجح المجلس اليهودي الكندي في منع جارودي من عقد ندوة.. يتحدث فيها.. وفي المغرب أغلقت في وجهه صالة المؤتمرات بالجامعة ولم يسمح له بدخولها.. بتدخل من لجنة الاتصال الإسرائيلية. نفس السلاح الذي حاربت به أوروبا المدعمة بالصهاينة.. جارودي.. هو نفسه الذي حمت به سلمان رشدي تحت الشعار الوهمي.. "حرية التعبير".. وهو نفسه الشعار الذي أساءوا به للرسول الكريم ". وأضاف عدس " رب ضارة نافعة.. فالإساءة المتعمدة من صحيفة دانمركية لرسول الإسلام.. والتي كررت نشرها صحف نرويجية وفرنسية وإنجليزية وهولندية وسويسرية وإيطالية وأسبانية وألمانية.. لا يمكن أن يكون مصادفة أو بحسن نية.. وهو ما يجب أن نعيه ونفهمه جيدا.. وكما حدث في جوانتانامو.. عندما قام الجنود والضباط الأمريكان.. بتدنيس المصحف.. انه نفس العداء ونفس الكراهية والحقد علي المسلمين والإسلام.. وهو ما سوف يكون له مفعول السحر.. لدي الأوروبيين أنفسهم.. للتعرف علي الإسلام.. ومعرفة حقيقة رسوله.. وفي هذه الحالة سوف تتغير مواقف كثيرة لهؤلاء.. كما حدث عقب أحداث 11 سبتمبر.. وأنا علي يقين وإيمان.. أنه لو عرف هؤلاء كيف كانت أخلاق رسول الإسلام.. وكيف كان القائد الوحيد في تاريخ البشرية.. الذي أصدر أعظم قرار عفو.. عن أعدائه الذين ناصبوه العداء وطردوه من بلده.. وآذوه.. وقرروا قتله.. يقف أمامهم وهو في نشوة النصر.. يوم فتح مكة.. وسيوف رجاله فوق أعناقهم في انتظار إشارة منه.. للإطاحة بها.. يقول لأعدائه.. قولته الخالدة.. اذهبوا.. فانتم الطلقاء.. هذا هو رسول الإسلام.. الذي لو تمسكنا بتعاليمه ومنهجه وسنته.. لقضينا علي أخطر أمراضنا.. الرشوة والنصب والتحايل والخداع والخيانة.. والتخلف والكسل والمحسوبية واستغلال النفوذ.. واللهث وراء مصالح خاصة علي حساب الوطن.. والتكويش بدون وجه حق. إن سلوك المسلمين في عصور سابقة كان السبب المباشر.. لاعتناق الكثير من أبناء الغرب.. للإسلام.. وهو ما نحتاجه اليوم أكثر من أي شيء آخر.. انه سلاحنا.. أمام العالم.. بعيدا عن زيف حوار الأديان.. الذي يضحكون به علينا ". وفي المقابل ، فإن صلاح عيسى حاول في صحيفة " الجمهورية " ، طرح وجهة نظر مختلفة حول رد الفعل الشعبي الغاضب في العالم الإسلامي تجاه تلك الرسوم ، وكتب يقول " رفض رئيس الوزراء الدانمركي استقبال وفد سفراء الدول الإسلامية.كان هو القشة التي قصمت ظهر البعير. إذ فجرت غضب بعض الحكومات الإسلامية لتنتقل شرارته إلي هيئات ومنظمات سياسية ودينية. بعضها إقليمي والآخر محلي. وبعضها رسمي أو شبه رسمي. والآخر ليس كذلك. ثم تصل إلي الشارع فتشعل مخزون غضبه الكظيم. والمشكلة أن القضية قد وصلت إلي الشارع متأخرة. وبعد أن اختلطت بكثير من الشوائب. يمتزج الغضب لما نال مكانة الرسول صلي الله عليه وسلم. بالغضب لما نال كرامة بعض سفراء الدول الإسلامية. والظاهر أن الذين دعوا الشارع ليعلن غضبوا. كانوا أنفسهم غاضبين علي نحو أفقدهم القدر الكافي من البصيرة التي تمكنهم من سياسة غضبه لكي يتوجه في الاتجاه الصحيح. فيرفع مطالب ممكنة التحقيق.. كما يتوجب في مثل هذا النوع من حملات الغضب الجماهيرية المنظمة والواعية. والتي هي في جوهرها حملات سياسية. تسعي لهدف محدد تتوقف عنده. ولا تتجاوزه. أما وقد ترك الشارع لشأنه. تقوده عواطفه الدينية الملتهبة. بلا هدف واضح. فقد بدأ الأمر وكأن بعض الذين أطلقوا شرارة الحملة أو انضموا إليها بعد أن بدأت بالفعل. لم يكن يعنيهم بالدرجة الأولي الغضب لما نال الرسول صلي الله عليه وسلم من إساءة بل كانوا يبحثون عن ذريعة لشفط مشاعر غضب متراكمة. يموج بها الشارع العربي والإسلامي حتى لا تطولهم هم أنفسهم أو يسعون لاستغلال هذا الغضب لحسابات سياسية ذاتية أو محلية أو إقليمية أو دولية. تسعي لتحقيق جماهيرية لهذا التيار أو ذاك أو لشغل الناس عن محاسبة هذا النظام أو ذاك أو تمكنه من تخفيف الضغوط التي يلقاها من داخله أو خارجه " .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.