بدائل الإيجار القديم.. فرصة ذهبية قبل الطرد و90 يومًا فاصلة أمام المستأجرين    محافظ قنا ووزير البترول يبحثان فرص الاستثمار التعديني بالمحافظة    وداعًا لرسوم ال 1%.. «فودافون كاش» تخفض وتثبت رسوم السحب النقدي    وسائل إعلام فلسطينية: إصابات في قصف إسرائيلي لمنزل عائلة أبو شعبان بمدينة غزة    شقيقة كيم جونج أون تصف مبادرات جارتها الجنوبية ب"الخداع" وتنفي الحوار مع أمريكا    مجلس الأمن يرفض حكومة "الدعم السريع" الموازية ويحذر من تهديد وحدة السودان    معروف حكمًا لمباراة الأهلي وفاركو في الدوري    هي الليلة بكام، تفاصيل مطاردة مجهولين سيارة ملاكي لخطف دكتورة وابنتها أمام أعين نجلها بالشرقية    بعد رقصه بالعصا على المزمار البلدي.. وفاة أحد أقارب عروسين بقنا    سعد لمجرد يحيي حفلًا ضخمًا في عمان بعد غياب 10 سنوات    محافظ الغربية يعلن حصول مركز طب أسرة شوبر على شهادة «جهار»    طريقة عمل كفتة داود باشا أكلة لذيذة وسريعة التحضير    الجامعة البريطانية في مصر تستقبل الملحق الثقافي والأكاديمي بالسفارة الليبية لتعزيز التعاون المشترك    رئيس الأركان الإسرائيلي: اغتلنا 240 من عناصر حزب الله منذ وقف إطلاق النار مع لبنان    فوز مستحق.. ريال مدريد يهنئ باريس سان جيرمان بالفوز بكأس السوبر الأوروبي    مصادر طبية فلسطينية: 100 شهيد في غزة بينهم 38 من منتظري المساعدات    الصين توقّع اتفاقية تمويل جديدة مع "أونروا" لدعم الفلسطينيين    الولايات المتحدة تحتجز موظفًا بالمديرية الوطنية الإسرائيلية للإنترنت لاستجوابه    شيخ الأزهر يدعو لوضع استراتيجية تعليمية لرفع وعي الشعوب بالقضية الفلسطينية    سابقة تاريخية، أطفال فلسطين يسلمون ميداليات كأس السوبر الأوروبي    الاختبار الأخير قبل مونديال الشباب.. موعد المواجهة الثانية بين مصر والمغرب    موعد مباراة الترجي ضد الاتحاد المنستيري في الدوري التونسي والقنوات الناقلة    عيار 21 يتراجع لأدنى مستوياته.. أسعار الذهب اليوم الخميس بالصاغة (محليًا وعالميًا)    نائب محافظ الجيزة تتابع استعدادات استقبال المهرجان الدولي للتمور 2025    السيطرة على حريق شقة مستغلة لتخزين الأدوات المكتبية فى شبرا دون إصابات ...صور    البحيرة: ضبط المتهمين بقتل شخصين أخذا بالثأر في الدلنجات    أخطر ساعات أغسطس.. تحذير شديد بشأن الطقس اليوم: الحرارة تتخطى 50 مئوية    تحديد هوية المتهمين بمضايقة فتاة على طريق الواحات.. ومأمورية خاصة لضبطهم (تفاصيل)    وزير السياحة يوقع مذكرة تفاهم مع عمدة سراييفو لتعزيز التعاون بين البلدين    اختبار في الثبات على المبادئ.. برج الجدي اليوم 14 أغسطس    أبرز أخبار الفن على مدار الساعة.. تعرض ليلى علوى لحادث سيارة بالساحل الشمالى.. نقابة المهن التمثيلية تحول بدرية طلبة للتحقيق لما صدر منها من تجاوز.. والفنانة الكويتية حياة الفهد تدخل العناية المركزة    سواق توك توك.. ياسر جلال يلبى نصيحة أصدقائه بعمل إضافى مع التمثيل (فيديو)    رسميًا الآن.. بدء تسجيل رغبات تقليل الاغتراب 2025 لطلاب تنسيق المرحلتين الأولى والثانية (الرابط الرسمي)    المركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة يحتفل باليوم العالمي للعمل الإنساني تحت شعار "صوت الإنسانية"    ذروة الارتفاع بالحرارة.. نصائح جمال شعبان لتجنب الجلطات    د.حماد عبدالله يكتب: دور الدولة المتعدد فى الإقتصاد الحر !!    العثور على جثة شخص مجهول الهوية مخبأ داخل جوال بقنا    ربة منزل تُنهي حياتها بتناول مادة سامة بقنا    الرياضية: بسبب أمم إفريقيا.. أهلي جدة يسعى لضم حارس سعودي    دامت 5 سنوات.. قصة حب جورجينا الأولى قبل ارتباطها برونالدو    في ذكراها ال12 .. "الإخوان": أصحاب رابعة العزة، "قدّموا التضحيات رخيصة؛ حسبةً لله وابتغاء مرضاته وحفاظًا على أوطانهم    السفير محمد إدريس: العلاقات مع إفريقيا استراتيجية ويجب تفعيلها    حنان شومان: "كتالوج تناول نادر لفقد الزوج زوجته.. وأجاد في التعبير عن مشاعر دقيقة"    صبا مبارك تنشر جلسة تصوير من كواليس "220 يوم".. ونجوم الفن يعلقون    ياسين السقا يكشف تفاصيل مكالمة محمد صلاح: "كنت فاكر حد بيهزر"    تداول طلب منسوب ل برلمانية بقنا بترخيص ملهى ليلي.. والنائبة تنفي    ما قبل مجازر (الفض).. شهادات لأحياء عن "مبادرة" محمد حسان والمصالحة مع "الإخوان"    أحمد صبور: تحديات متعددة تواجه السوق العقارية.. ومصر قادرة على جذب الاستثمارات الأجنبية    رياضة ½ الليل| إنجاز فرعوني جديد.. مصر تحصد الذهب.. مكافأة استثائية.. استلام المسار السريع.. وباريس سوبر أوروبا    كمال درويش: لست أفضل رئيس للزمالك    حدث بالفن | أزمة نجمة واحالتها للتحقيق ووفاة أديب وفنانة تطلب الدعاء    نجاح فريق طبي بمستشفى النيل في إنقاذ مريضة تعاني من ورم الخلايا العملاقة    ما حكم من يحث غيره على الصلاة ولا يصلي؟.. أمين الفتوى يجيب    زوجي رافض الإنجاب مني لأن لديه أبناء من زوجته الأولى.. فما الحكم؟.. وأمين الفتوى ينصح    أمين الفتوى بقناة الناس: المتوفى يشعر بالزائر ويستأنس به    خالد الجندي ل المشايخ والدعاة: لا تعقِّدوا الناس من الدين    خالد الجندي يوضح أنواع الغيب    الصحة تستكمل المرحلة الرابعة من تدريب العاملين بمطار القاهرة على أجهزة إزالة الرجفان القلبي (AED)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مطالبة بأن تشمل تحقيقات غرق العبارة الرئيس مبارك .. وسؤال للرئيس عن موقفه إذا كان حفيده المقرب من بين ركاب العبارة ؟ .. وهجوم عنيف على وصلة نفاق محافظ الشرقية للرئيس .. واستمرار الهجوم على قرار جمعة بمنع صدر صحيفة الوفد
نشر في المصريون يوم 08 - 02 - 2006

نبدأ جولتنا اليوم من صحيفة " المصري اليوم " المستقلة ، حيث يبدو أن مجدي مهنا لم يجد فائدة من الاستمرار في انتقاد الفشل الحكومي في التعامل مع أزمة غرق العبارة السلام 98 بمختلفة أوجهها ، فلجأ إلى كتابة رسالة على لسان طفل نجا من الكارثة لكن بعدما غرق والده والدته وأخويه ، وكتب يقول " أبي حسني .. أبي مات وأمي معه وكل أفراد أسرتي .. هذه هي الحقيقة الوحيدة الثابتة التي يدركها عقلي الصغير ولا يهمني كل ما يقوله رجالك أو أفراد حكومتك عن المركب وعن سلامته وعن التعويضات وعن عشرات من برقيات العزاء ولا أفكر في المستقبل الذي ينتظرني . كل ذلك لن يعيد لي أبي وأمي وأختي رحمة وأخي عبد الله .. إنني أريد منك شيئا واحدا هو معرفة اسم القاتل الذي تسبب في موت كل أفراد أسرتي ، وهذا القاتل قد يشمل بعضا من أفراد طاقم المركب أو مالكه أو من يتستر عليه ، لكن أبدا لن أقبل أن يلقى الاتهام على القضاء والقدر ولن اقبل منك أو من سلطة التحقيقات أن تحمل القدر والقدر المسئولية عما جرى . القدر والقضاء بريء مما حدث وبريء من دم هؤلاء الضحايا وبريء من دم أبي وأمي ورحمة وعبد الله . أبي حسني .. إنني لا أطلب منك الكثير ولا أكلفك ما هو فوق طاقتك .. إنني أطالب بحقي وبحق كل الأبرياء والشهداء الذين سقطوا في البحر ، أطالبك بالعدل الذي ستحاسب عليه كمسئول أمام الله . استحلفك بالله وبحفيدك الذي أعرف كم تحبه أن تقتص لي من هؤلاء القتلة ، إنني تقريبا في عمر حفيدك ولا أتصور قدر الله أن ما حدث معي حدث له فماذا يكون شعورك . لقد أوصاني أبي بشقيقتي رحمة بعد أن ألقى بنا في البحر داخل طوق للنجاة ، وقال لي : أنت راجل ما محمد خلي بالك من أختك ، وأختي رحمة ماتت ولم أكن على قدر المسئولية وكل ما أتمناه أن يكون هناك في هذا البلد من هو على قدر المسئولية وألا تموت الشهامة والمروءة والرجولة مع موت أبي وأمني ورحمة وعبد الله " . ننتقل إلى صحيفة " الغد " المعارضة ، حيث وجد الدكتور أيمن نور ، من محبسه ، في غرق العبارة بسبب سوء تصرف ربانها مؤشرا على الاختلال الذي أصاب القيادة في مصر بمختلف أشكالها وعلى كافة مستوياتها ، وكتب يقول " الجزء هو " العبارة " المنكوبة .. والكل هو وطن غارق في بحر الإهمال والاستهتار والاستخفاف بحقوق البشر من البسطاء ، نسخة متزايدة الشحوب تصدمنا بجرعة مضاعفة ومكثفة من الغم في أجواء مقبضة واجتمعت فيها كل عناصر أزمة وطن غارق وربنا واهم أن كل الأمر تحت السيطرة . لم يهتم القبطان لحظة غرق السفينة إلا أن ينجوا بنفسه ، قفز الرجل وبعض طاقمه من العبارة إلى أحد الزوارق فارا من المسئولية ومن جريمة العناد والمكابرة ، عندما رفض أن يوجه استغاثة منذ اللحظة الأولى التي اشتعلت فيها النيران وظل يوهم نفسه وكل من حوله والركاب أن الوضع تحت السيطرة بفضل قيادته وخبرته التي تجاوزت الربع قرن . القبطان العنيد كان أثيرا لثقافة سائدة وممتدة بطول البلاد وعرضها ، لا تعرف فضيلة المصارحة وشجاعة المكاشفة حيث لا ترى غير العناد والمكابرة وعدم التراجع والإصرار على الخطأ وتغييب الحقائق وتضليل أصحاب المصلحة في معرفتها حتى اللحظة الأخيرة وعندما تصل النيران إلى ملابسه شخصيا ، فلا يهتم إلا بالقفز من السفينة دون إن يكلف نفسه عناء الاستغاثة أو الاعتذار لهؤلاء الذين قادهم بجهله وعناده ومكابرته إلى الهلاك . وأضاف نور " العبارة إذن ليست فقط في حادثة العبارة لكنها في ثقافة القبطان – أي قبطان – وأي قيادة ، لا تعرف متى تستمر ومتى يصبح الاستمرار في القيادة جريمة ، يصعب احتمال أو تحمل آثارها والتأخر في معالجتها وطلب النجدة – من الغير – قبل أن تلتهم النيران كل ما كان في الاستطاعة إنقاذه لو كاشف القبطان نفسه والجميع بالحقيقة . الحقيقة كانت هي أول من غرق في حادث العبارة وتأخر وصول المعلومات كان هو القاتل الحقيقي لكل ركابها وأولهم القبطان الذي لاذ بالفرار في اللحظة الأخيرة متوهما أنه لن يطوله خطر الحريق ، فإذا به يكون أول الغرقين هو من حملهم معه في زورق وفكر ابن نوح . وسط هذه المأساة نود أن نسأل حكامنا الذين أعلنوا الحداد العام عندما توفي حاكم إمارة دبي ونجل ملك البحرين ، متى يعلنون الحداد الرسمي العام علينا إذا لم يعلن الحداد في آلاف الضحايا من أبناء هذا الوطن المكدود المثخن بجراح عميقة ، إننا نسأل الرئيس الذي لم يتسع وقته لحضور أي جلسة من جلسات الحوار الوطني الخمسة التي ضمنت قادة أحزاب مصر وفوض في هذا أمين مساعد حزبه وأمين حزبه ، ألم يكن من الأنسب أن تفوض غيرك في حضور تدريب الكرة استعدادا للدور قبل النهائي في الدورة الأفريقية كما فوضت مثلا وزير خارجية سيادتك في حضور قمة رؤساء دول أفريقيا " . نبقى مع غرق العبارة ، لكن نتحول إلى صحيفة "الدستور " المستقلة ، حيث كان رئيس تحريرها إبراهيم عيسي أكثر صراحة وعنفا ، فلم يطلب من الرئيس والحكومة البحث عن المسئول عن الكارثة ، لكن حملهما صراحة هذه المسئولية ، وكتب يقول " في كل مصيبة تحدث للبلد يكون همهم الأول هو نفاق حسني مارك قبل أي شيء آخر ، عقب كارثة غرق الباخرة هلل وكبر ويكاد زغرد المنافقون لأن الرئيس مبارك قد أمر بتحقيق فوري ، فورا قرروا تبرئة الرئيس من المسئولية تنزيها له عن الخطأ وتقديسا له من توجيه النقد والاتهام لسياسة حكمه ومنهج نظامه وانحيازه للأغنياء والمليونيرات على حساب فقراء البلد ، وكأن التحقيق الفوري الذي أمر به الرئيس لا يشمل الرئيس نفسه ، عن شعبه كيف تركه للإهمال والاحتقار ، وعن فقراء بلده كيف تركهم للعوز والحاجة ، وعن رجال أعماله الذين منحهم الحصانة وعن رجال حكمه الذين تواطأوا وتشاركوا مع رجال أعمال في نهب البلد ومص دم الفقراء ؟ كأننا لا نستطيع أن نرفع أدينا ( دعك من رؤوسنا ) لنواجه رئيسنا بالمسئولية أو نوجه له إصبع المساءلة . عندما حدثت كارثة طبيعية هي إعصار كاترينا في أمريكا وتعامل المسئولون هناك بإهمال يصل لحد الجريمة ، قال الجميع إن المسئول هو جورج بوش ووضعوا الاتهام على كتف رئيس الجمهورية شخصيا ، أما هنا فالرئيس منزه منزل ، فرعون الإله ، لا يقترب منه إنس ولا جان ، وحتى والناس غرقى أو حرقي ، كأنه ليس مسئولا بحكم منصبه عنهم كأن الناس كلهم محل مساءلة إلا هو ، وكأن مبارك لو لم يأمر بتحقيق فوري ما كان يمكم أن يحدث تحقيق فوري ( أو غير فوري ) سبحان الله وهول هو نصر مؤزر وحكمة مصفاة ورؤية ثاقبة وعقل راجح أن يأمر الرئيس بتحقيق في كارثة مثل هذه ، ثم سارع المنافقون والأفاقون والركع السجود إلى الإشادة الملحاحة السمجة بذهاب الرئيس إلى زيارة الناجين والمصابين في مستشفى الغردقة إلى درجة أن أحد المسئولين قال بمنتهى الوقاحة للإذاعة المصرية إن الناجين استعادوا قوتهم وفرحتهم لما رأوا الرئيس مبارك " . وأضاف عيسى " المؤكد أن كارثة غرق العبارة التي تحمل للمفارقة اسم السلام ، هي نموذج للإفساد السياسي في مصر فصاحب هذه البواخر التي تكاد تكون محتكرة رحلات البحر الأحمر كلها هو رجل أعمال وعضو مجلس شورى معين ، أي أن الذي عينه هو الرئيس مبارك لا أحد آخر بناء على تقارير مرفوعة وتزكيات مقدمة أو معرفة شخصية ، ومن ثم فقد حصل على الحصانة التي تمنع عنه وعن أعماله الرقابة والمحاسبة ثم هو شخصيا تربطه علاقة متينة ببعض القريبين ، يقولون إنها ليس صداقة فقط بل شراكة بينه وبين مسئول قريب جدا من الرئيس ونجله بل لعله أقرب المسئولين مكانا ومكانة لدى الرئيس ونجله وهذا ما وفر لرجل الأعمال حصانة مضاعفة ولكي تكتمل الدائرة الجهنمية فصاحب الشركة قيادي في الحزب الوطني ويتولى أمانة دائرة الرئيس ، تلك الدائرة التي تم تزويرها بمنتهى الفجر وقلة الأدب ضد السيدة مكارم الديري مرشحة الإخوان المسلمين ، إذا هذا هو الثالوث المقدس لأي رجل أعمال يريد أن يفعل ما يريد في هذا الوطن ، من أول احتكار الملاحة مرورا باحتكار الحديد . لم يعد ممكنا أن نتحدث الآن عن فساد في الإدارة ( إدارة مصر من القاع إلى القمة ) بل من المؤكد أنه يمكنك أن تتحدث عن إدارة فساد في مصر ، لم يعد الفساد عشوائيا بل صار الفساد منهجا لحكم البلد وصارت الإدارة الحاكمة هي التي تدير الفساد وتنظمه وتضع ضوابطه الداخلية وقواعده الشخصية كما يحدث تماما في القواعد المرعية بين العصابات وقبضايات الكبهاريهات . حتى بات الأمر مثيلا وشبيها ومشبوها تماما كما خرج ذات صباح من يوليو 52 رجل يقول في الإذاعة : " اجتازت مصر فترة عصيبة من تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم .. وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين ، وأما فترة ما بعد الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد .. وتولى أمرنا إما جاهل أو فاسد " . إما جاهل أو فساد وكأن 54 عاما لم تمر " . نعود مجددا إلى " المصري اليوم " ، حيث انتقد سليمان جودة بشدة نوبة النفاق التي انتابت المستشار يحيي عبد المجيد محافظ الشرقية خلال زيارة الرئيس للزقازيق ، وكتب يقول " ليس غريبا أن يقف المستشار يحيي عبد المجيد محافظ الشرقية أمام الرئيس مبارك وهو يزور المحافظة أول أمس ثم يقول مخاطبا مبارك : لقد جلست 40 عاما على منصة القضاة وأؤكد لكم الآن وبكل صدق أنني أكاد أسمع أصوات أهالي الشرقية جميعا يباركون خطواتك الإصلاحية . وليس غريبا أن يواصل المحافظ المستشار كلامه ، أمام الرئيس ، كما نشرت " المصري اليوم " صباح أمس فيقول " إذا كانت المنوفية تفخر بأنك مولود فيها فالشرقية تفخر أكثر بأنك كنت معلما في الكلية الجوية ببلبيس لمدة سبع سنوات . وليس غريبا ، والحال كذلك ، أن تلفت هذه الوصلة من النفاق الصارخ انتباه الرئيس ، إلى الحد الذي يجد نفسه مدفوعا إلى سؤال المحافظ المستشار عن بلده ، فيجيب الرجل بتلقائية مدهشة ومحزنة ومؤلمة أيضا ، ويقول " اللي تؤمر بيه يا ريس " ، فالمعنى أن بلد المحافظ ليس هو البلد الذي ولد فيه ولكنه البلد الذي يرى فيه الرئيس ، أنه كان على المحافظ أن يكون فيه . ولا أعرف حقيقة شعور أهالي البلد الذي ولد فيه المحافظ المستشار وهم يرونه يتنصل منهم ومنه مرة واحدة ، ويقرر أن يكون بلده هو البلد الذي يختاره له الرئيس . ولكن الذي أعرفه ونعرفه جميعا أن هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها الرئيس نفاقا من هذا النوع وبهذه الدرجة ، فالمؤكد أنه واجه أشكالا وألوانا ، ولكن المؤكد أيضا ، في ظني ، أنها المرة الأولى التي يصدر فيها مثل هذا النفاق عن رجل قضاء سابق ، جلس على المنصة للحكم بين الناس 40 عاما " . وأضاف جودة " أن السؤال الأهم الآن ليس عن نفاق الرجل أمام الرئيس ، فهذا ليس بجديد وإنما مغزى ذلك ، خاصة أنه رجل قضاء سابق وأنه بالتالي يتمتع باستقلالية كاملة في عمله وفي شخصيته وفي رؤيته وأنه لا يخضع ولا يخنع أمام أي أحد حتى لو كان هذا الأحد هو رئيس الدولة . وأحب أن أطمئن المستشار يحيي عبد المجيد أنه ليس فريدا في الطريق وأن الدكتور مصطفى كمال حلمي على سبيل المثال كان معروفا عنه شدة الأدب مع الرؤساء والمرؤوسين على حد سواء حتى قيل عنه أنه كان يستأذن درج مكتبه إذا أرد أن يفتحه " . وقبل أن نترك " المصري اليوم " ، نلفت إلى ما الروفايل الذي نشرته الصحيفة اليوم عن النائب العام المستشار ماهر عبد الواحد ، وهو ما يبدو أنه جزءا من اتفاق ودي بين الصحيفة والنائب العام لإنهاء الأزمة التي نشبت بعد قيام الصحيفة بنشر مقال لجمال بدوي ينتقد فيه موقف عبد الواحد من الأزمة المحتدمة داخل حزب الوفد ، وجاء في البروفايل " اعتاد المصريون أن تثير القرارات التي يصدرها النائب العام جدلا واسعا لدي الرأي العام ، لأهميتها وخطورتها وتثير تلك القرارات حوارا بين المواطنين والقوى السياسية والاقتصادية . ويعد الانقسام حول تأييد قرارات النائب العام أو معارضتها أمرا طبيعيا وذلك في ظل وجود مصالح متعارضة بين أطراف أي نزاع ولكن ذلك لا ينفي استقلالية النيابة العامة حيث إن تبعيتها لوزارة العدل هي من الناحية الإدارية فقط ، طبقا للقانون " . وأضافت الصحيفة " اشتهر المستشار ماهر عبد الواحد بالحزم في العمل مع لين الجانب في التعامل مع المواطنين ورحابة الصدر في الاستماع لشكاواهم " . ننتقل إلى مجلة " الأهرام العربي " الحكومية ، حيث فتح عاطف حزين النار على الدكتور نعمان جمعة رئيس حزب
الوفد المعارض ، وكتب يقول " هل يجب أن أكون وفديا حتى أحزن وأغضب وربما أثور لما يحدث في شارع بولس حنا؟ هل يجب أن أعتب علي النائب العام وألعن المادة القانونية التي سمحت بإعادة نعمان جمعة إلي غرفة مكتبه بمقر الحزب؟ . وهل يجب أن أعتصم في زملائي الصحفيين الذين ذبحهم الدكتور نعمان عندما عزل رئيس تحريرهم عم عباس الطرابيلي وعطل جريدتهم عن الصدور لأول مرة منذ صدورها؟ . أظن أن ما يحدث الآن في حزب الوفد مهزلة مصرية شاملة بالقدر الذي يتجاوز اسم أي حزب‏.‏ ما حدث يؤكد أن الفوضي استطاعت أن تسيطر علي أوضاع كثيرة في هذا البلد وتغرس أنيابها الضاربة في لحمه‏,‏ فإذا ما قررت نزعها فلن تخرج تلك الأنياب إلا باللحم ولن تترك وراءها إلا ثقوبا تطلق الدم كما النوافير . المسألة إذن أكبر من نعمان جمعة رغم أن نعمان نفسه حالة مستعصية لا أمل فيها أو منها‏.‏ المسألة هي بنيان حزبي هش أقيم علي أساس طيني رخو اعتمد في بدايته علي السلطة الأبوية وأخلاق القرية وهيبة الباشاوات مع أن الأحزاب في كل الدنيا تقام علي أسس أخري "‏.‏ وأضاف حزين " من المؤكد ومن المنطقي أن قرار عزل رئيس حزب وتعيين رئيس مؤقت وفتح باب الترشيح لاختيار رئيس جديد هو حق أصيل لأهل ذلك الحزب الذين فعلوا ذلك علي اعتبار أنهم هم الذين وضعوا اللائحة وهم الذين يطبقونها وهم تماما كأهل مكة أدري بشعابها‏.‏ وحين استقبل الشارع المصري الذي لا يعترف أغلبه بالأحزاب قرارات الهيئة العليا للوفد بارتياح إنما كان ذلك بسبب الممارسات التعسفية التي كان يمارسها د‏.‏ نعمان جمعة فور توليه مقاليد الحكم‏.‏ كانت سلوكيات الرجل الرئاسية تؤذي مشاعر الجميع‏..‏ خاصة الذين كانوا يحلمون بتجربة حزبية محترمة تخرج مصر من إسار التنظيم الواحد المهيمن علي البرلمان ومجلس الشورى والمجالس المحلية‏..‏ الحالمون بترف التعدد السياسي في مصر كان يؤلمهم مسلك رئيس حزب لا يقدم حلولا لمشاكل البلد بقدر ما يلمع نفسه في جريدة الحزب ويطلق تصريحات عجيبة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية والعدل بمنتهي الحماس‏,‏ مع أن الجميع يري أثر دماء المفصولين والمجمدين علي يديه‏.‏ فإذا كان نعمان جمعة عاد إلي ممارسة كل ذلك بحكم القانون‏,‏ فليقل لنا أحد ما قيمه القانون إذا لم ينظم حياة البشر؟ وما هو هذا القانون الذي يسمح لرجل تم التخلص منه لأنه متهم بتدمير كيان كبير؟ فما أن يعود بحكم القانون حتى يفصل رئيس تحرير جريدة الوفد ويقرر هكذا حجبها عن الصدور‏.‏ كيف تطالبوننا باحترام القوانين وأحدها يفعل بنا ذلك؟ كيف نصفق لقرار النائب العام الذي ترتب عليه موقف من د‏.‏ نعمان يقضي بتشريد العشرات من الزملاء الصحفيين أغلبهم أزواج وآباء صدقوا التجربة الديمقراطية وانضموا إلي صحيفة حزبية علي الرغم من إمكانية عملهم في صحف أخري أكثر أمانا لأن رؤساءها لا يملكون حق الاستيقاظ صباح يوم السبت فيقرروا عدم صدور الجريدة يوم الأحد؟ " . نتحول إلى صحيفة " الأهرام " الحكومية ، حيث نشر أنيس منصور رسالة تلقاها من الدكتور نبيل فتح الله الأستاذ بكلية الهندسة بجامعة الأزهر ، جاء فيها " إن مستوي التعليم قد انحط من خمسين عاما‏,‏ وأن هذا الانحطاط والتخلف قد أصاب التلميذ والطالب من الابتدائية حتى الدكتوراه‏,‏ وأن أكثر الباحثين المصريين لا يستطيعون أن ينشروا أبحاثهم في المجلات العلمية المحترمة لأنهم لم يكتشفوا شيئا جديدا‏,‏ وإذا حاولوا برغم ذلك أن ينشروا أبحاثهم‏,‏ فإن أحدا لن يستجيب لهم‏.‏ إن المشكلة الحقيقية عندنا هي أننا لا نستشعر المشكلة‏!‏ . ومن الغريب أن عددا من المسئولين الرسميين لا يرون ذلك‏,‏ بل ظهروا علي التليفزيون يؤكدون أن مصر بخير‏,‏ وأن مصر ولادة‏,‏ ولا يمكن أن تكون مصر بخير‏,‏ ولا أن تلد أحدا له قيمة‏,‏ مادام فيها مثل هؤلاء المسئولين الذين لا يعرفون ما يقولون‏,‏ ولا دراية لهم بما حدث في الدنيا حولنا‏..‏ ولا يهم كثيرا أن يكون للجامعات المصرية أي مكانة بين الجامعات العالمية‏,‏ أو في قارة إفريقيا‏!‏ . إن هذا النمط من الناس يؤمنون بالقناعة في العلم والرضا التام عن النفس‏,‏ وأنه لا قبلنا ولا بعدنا‏,‏ وأننا ما حصلناش في العلم والبحث‏!‏ ". وعلق منصور على الرسالة ، بالقول " مع الأسف‏,‏ إن كثيرين جدا من الأساتذة الكبار في مصر يخجلهم أن يعترفوا بحقيقة التخلف العلمي عندنا‏,‏ وأن أحدا لا يفكر‏,‏ ولا عنده خطة‏,‏ ولا عنده فلوس‏,‏ ولا هو جاد في أن يبحث ويضيف جديدا إلي ما اهتدي إليه الباحثون الآخرون‏.‏ ولم يجد الباحثون إلا حلا واحدا هو أن يتركوا هذا البلد الذي أنفق المليارات علي التربية والتعليم من أجل أن يهاجر الشباب إلي بلاد أخري‏.‏ لقد قلت هنا كثيرا وطويلا‏,‏ وغيري قال‏,‏ ولكن لا حياة لمن تنادي‏,‏ ولمن يسمع‏,‏ ولمن يملك الفلوس والقرار‏,‏ ومع ذلك نشكك في كل ما تنشره المجلات العلمية المحترمة عن نفسها‏,‏ ولا تنشره عن مصر‏ ".‏ نعود إلى صحيفة " الأهرام ، حيث يبدو أن عبده مباشر مازال يواصل سلسلة مقالاته الخارجة عن أي سياق ، إذ حذر اليوم الحكومة من عقد أي مصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين ، وكتب يقول " خلال تصاعد موجة العمليات الإرهابية في مصر التي قادتها كل من منظمة الجهاد والجماعة الإسلامية‏,‏ تمكن بعض من أصحاب النوايا الحسنة ومعهم فريق من الحواة والدعاة من توريط وزير الداخلية آنذاك ومن خلفه الحكومة في عملية مصالحة مع هاتين الجماعتين‏.‏ وفات أصحاب النوايا الحسنة وإن لم يفت فريق الدعاة والحواة أنه لا يمكن للحكومة أن تتصالح مع من تسببوا في إنهاك مصر اقتصاديا وهزوا استقرارها وعملوا علي إفقادها الإحساس بالأمان‏,‏ وأنه من غير المعقول أن يفلت الإرهابيون من مسئولية الدماء التي أهدروها والأرواح التي ازهقوقها‏.‏ المهم أن هاتين الجماعتين قد تراجعتا عن منهج العنف‏,‏ واعترفتا بأنهما كانتا علي خطأ‏,‏ وتحملتا المسئولية كاملة عن العمليات التي تم تنفيذها والنتائج التي ترتبت عليها‏,‏ وأصدرت جماعة منهما سلسلة من الكتب تضمنت تراجعا عن الأفكار والمنهج السابق‏ ".‏ وأضاف مباشر " الآن‏,‏ وبعد وصول‏88‏ نائبا من الإخوان المسلمين إلي مقاعد مجلس الشعب طرح بعض الحواة من جديد فكرة المصالحة الوطنية‏,‏ أي المصالحة بين السلطة والإخوان المسلمين‏.‏ لقد رأوا أن الفرصة سانحة للطرق علي الحديد وهو ساخن‏,‏ لإخراج الجماعة من مأزق رفض القبول بها الذي استمر طويلا كنتيجة لسلسلة الأخطاء التي وقعت فيها‏,‏ عبر تاريخها والتي مازالت ترفض الاعتذار عنها‏.‏ وينسي هؤلاء الحواة‏,‏ أن انخراط أي قوة سياسية في حياة ديمقراطية‏,‏ لابد أن يسبقه التزامها المؤكد بالديمقراطية وأن ينعكس ذلك علي بنيتها الداخلية وأسلوب صناعة القرار بها‏.‏وبالضرورة لا يمكن القبول بقوة سياسية تضمر استخدام الديمقراطية لضرب الديمقراطية عندما تسنح لها الفرصة‏.‏ ومن المهم أن يستفيد الجميع من فشل النظم السياسية الدينية المعاصرة في كل من إيران والسودان وباكستان ناهيك عن تجربة طالبان في أفغانستان‏.‏ ففي كل هذه الدول وغيرها‏,‏ لم تتمكن السلطة الدينية من تحقيق إنجاز يحسب لها‏,‏ أو ينقل الشعب إلي حياة أفضل "‏. نختتم جولة اليوم من صحيفة " الدستور " ، وتلك اللقطة الساخرة لبلال فضل ، الذي كتب يقول " منذ أن طلع الشاب الأمير جمال مبارك علينا من ثنيات روز اليوسف اليومية بحواره الشامل الدافق المتدفق عن أوضاع مصر التي في خاطره ودمه ، ولا تكاد تفتح صحيفة أو مجلة قومية إلا وترتطم بمقال يقوم بتحليل ذلك الحوار وتأمله واستيعابه وتفسيره وتقريبه للناس بشكل لم تحظ به خطابات والده السيد الرئيس نفسها بل وربما لم يحظ به الميثاق أيام الرئيس عبد الناصر أو كتاب البحث عن الذات أيام الرئيس السادات ، ولو اقتصر الأمر على صغار الموالسين الطامحين في دور يسنده لهم مخرج العرض المسرحي الدائر الآن في أنحاء مصر لهان الأمر ، لكن العدوى التحليلية امتدت إلى موالسين كبار ظننا أن إقصاءهم عن الساحة قد يجعلهم يختشون على دمهم ولو قليلا ، لكنهم لم يراعوا إلا ولا ذمة وأخذوا يحللون كلام جمال مبارك كأنه يحمل في طياته ماء المحاياة لمصر ، وربما تشهد الأيام القادمة جمع كل هذه المقالات والدراسات التحليلية في مجلدات ضخمة تحمل عناوين " أوضح المسالك إلى حوار جمال مبارك " و" المنقذ من الضلال في حوار جمال مبارك وكمال " و " نيل الأوطار في ما غمض عن قارئي الحوار " وقاكي الله يا مصر شر أولاد ال .. عصر " .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة