سيطرت حالة من الشجن على أجواء ندوة تكريم النجم الراحل محمود عبدالعزيز، والتي أقامها مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، ضمن مراسم تكريم «الساحر» في الدورة التي تحمل اسمه. وأدار الندوة، الناقد السينمائي طارق الشناوي، وشارك فيها كلا من الفنانين سمير صبري، ومحمود حميدة، ولبلبة، والمخرج عادل أديب، والمنتج محمد محمود عبدالعزيز، والسيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان. وتناولت الندوة العديد من ذكريات النجوم وانطبعاتهم عن الفنان الراحل، بينما سالت دموعهم وهم يروون قصص حفظتها الذاكرة. وتحدث فيها سيد فؤاد عن علاقته بالساحر، والتي كان الرابط فيها المخرج الراحل رضوان الكاشف، وكيف توطدت هذه العلاقة مع انطلاق مهرجان الأقصر الذي ارتبط به الفنان محمود عبدالعزيز، والذي كان يحرص على حضور دوراته وعلى نفقته الخاصة، وبعد تكريمه في الدورة الثالثة من المهرجان أصبح «الساحر» واحد من أهم الداعمين للمهرجان. وتحدث المخرج عادل أديب عن محمود عبدالعريز الممثل، منطلقا من إشارة الناقد طارق الشناوي إلى أن «محمود عبدالعزيز - صاحب ال100 فيلم - لم يقدم في ال16 سنة الأخيرة إلا 6 أفلام فقط»، وأرجع «أديب» هذا لأنه كان فنان يحترم فنه وتاريخه وجمهوره وكان يبذل جهدًا كبيرًا في الاختيار. وأشار «أديب» إلى أن معظم السيناريوهات الذي لعبها غيره من الفنانين قرأها محمود عبدالعزيز، ولكنه كان يختار بدقة شديدة، مضيفًا أن الساحر كان يضع من روحه في الأدوار التي يجيدها فتخرج مختلفة، مشيرًا إلى دوره في فيلم «إبراهيم الأبيض» والذي كان له حضورًا طاغيًا في العمل رغم قلة مشاهده. وبكى عادل أديب وهو يقول إنه فقد السند بعد رحيل محمود عبدالعزيز، وإن السينما المصرية فقدت داعميها برحيل أحمد زكي ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز. وتحدث الفنان سمير صبري عن علاقته بالنجم الراحل قبل النجومية والأضواء، وكيف نشأت علاقتهما في الإسكندرية بسبب عشقهما للسينما وارتباطهما بالفن، وقال إن لقب صانع البهجة هو أقرب الألقاب لشخصية محمود عبدالعزيز، الذي كان دائماً يشيع جو من البهجة أينما وجد فهو - كما قال سمير صبري - لا يحب النكد. وتحدث النجم محمود حميدة عن علاقته بالساحر وكيف توطدت على مر الأيام ليصبح خلال ال15 سنة الأخيرة أقرب صديقين في الوسط الفني، وذكر عدد من الحكايات التي تصور كيف كان اهتمام الفنان الراحل بمن حوله، وغلبته دموعه واحتبست كلماته وهو يقول إنه «يشعر بأنه يعلم أن محمود مات، لكنه يشعر بأنه عايش حوله». ونفس الشيء حدث مع الفنانة لبلبة وهي تروي لمحات من علاقتها الأسرية مع النجم الراحل، وكيف كانت علاقته بأمها، وكيف كان يحرص على المرور عليهما يوميا وهو في طريق عودته لبيته في الساحل الشمالي، ووقفته إلى جوارها بعد رحيل والدتها، وبكت وهي تتحدث عن شعورها بافتقاده. أما نجله المنتج محمد محمود عبدالعزيز، فتحدث عن علاقته الخاصة بوالده وكيف كانت مختلفة، حتى أنه كان يتحدث معه في أدق تفاصيل حياته، وقال إن علاقتهما لم تكن كعلاقة أي أب بابنه. ومن الصالة، أجرت الفنانة إلهام شاهين مداخلة تحدثت فيها عن الأفلام التي جمعتها بالنجم الراحل، وكيف توطدت العلاقة بينهما في مسرحية «خشب الورد»، وكذلك بعد زواجه من قريبتها وصديقة عمرها الإعلامية بوسي شلبي، وبكت «شاهين» وهي تصور شعورها بافتقاد محمود عبدالعزيز، الأخ والصديق.