• أخبارنا مدققة بأرقام لا تحتمل الخوف أو الشك.. ونستهدف إعادة فئة الشباب العازف لجمهور المشاهدين • المشاهد أصيب ب«تخمة» وليس طبيعى أن نخاطبة فى 2017 بطريقة وأداء 2011 لن أستخدم أسلوب التهييج والإثارة فى مناقشة السلبيات للحفاظ على كيان الدولة • أواجه الاستقطاب بالمهنية والاحترام.. وغيابى عن المشهد الإعلامى المحلى فى 2016 كان قرارا صائبًا • تكرار العمل فى الإعلام الإماراتى مجرد مصادفة.. والشراكة مع الغد العربى ستفيدنا فى التغطيات الخارجية بعد غياب عام عن شاشة ten والمشهد الإعلامى المحلى، عاد مرة أخرى الإعلامى عمرو عبدالحميد ليقدم برنامج «رأى عام» 5 أيام أسبوعيا، لمدة عامين قابلين للتجديد. «الشروق» حاورت عبدالحميد ليلة اطلاق البرنامج لتسأله عن أسباب الغياب والعودة، وطبيعة البرنامج، وسياسة القناة، وهل اختيار ten كان مجرد مصادفة أم تفضيل للإعلام الممول من دولة الإمارات. • لماذا رحلت عن ten فى يناير 2016 ولماذا قررت العودة لها الآن؟ رحلت عن ten لإبلاغى حينها أنا وزملائى فى برنامج «البيت بيتك» أن هناك مشروع لنقله إلى قناة on، ولكن حدثت تطورات أدت إلى توقف المشروع لا داعى للخوض فيها. وبين الرحيل والعودة تلقيت عروضا كثيرة، من قنوات بعضها موجود بالفعل فى السوق، والبعض الأخر أطلق حديثا، ولكنى بعد توقف «البيت بيتك» اتخذت قرارا بالابتعاد عن المشهد الإعلامى المحلى خلال عام 2016، وأن أتابع من الخارج ما يحدث من تغيرات، وفى هذا التوقيت كنت مترددا وأفكر هل سأندم على اتخاذ هذا القرار أم لا، لأن هناك فرص كانت جيدة، ولكنى الأن أرى أنه كان خيارا صائبا، فالمشهد كان مرتبكا وكل أطرافه لم يكن أى منهم يعرف ماذا يريد. لكن فى نفس الوقت كنت مستمرا فى تقديم برنامج «حوار القاهرة» على «سكاى نيوز عربية»، الشاشه التى أحبها وأعتز بعملى بها وكل فرد فيها، ولم أكن أريد أن أتركها، ولكن اضطرنى لذلك تقديم برنامجى الجديد 5 أيام أسبوعيا. أما قرار العودة والذى تم الاتفاق عليه فى نوفمبر 2016 تقريبا، فكان سهلا للغاية، لأن ten بيتى، والحمد لله أن لدى بيوتا كثيرة بسبب عملى فى قنوات كثيرة داخل وخارج مصر، وفى كل القنوات التى عملت بها تربطنى علاقات قوية بإدارتها وفرق العمل، ولم أخرج يوما من قناة بمشكلة أو خلاف، وإن شاء الله لن يحدث، لذلك يكون سهلا على العودة إلى أى قناة عملت بها. • لماذا اخترت للبرنامج اسم «رأى عام» والى أى مدى سيعبر عنه المحتوى؟ هذا الاسم أعجبنى جدا، لأنه بالفعل يعبر عن هوية البرنامج والمحتوى الذى نسعى لتقديمه، والفضل فى اختياره يعود لزميلى وصديقى محمود التميمى، لأنه بدأ معنا فى التحضيرات الأولى للبرنامج ثم انتقل لتجربة أخرى. والبرنامج يهتم بعرض كل ما هو مطروح على الساحة، اسئلة وقضايا الرأى العام، ونقدم ذلك بصورة متجردة، فنحن سنكون أحد البرامج القليلة التى لن يكون للمذيع فيها صوت ورأى، سأحرص على تقديم رسالتى كمذيع كما يجب أن تكون بعيد تمام عن التنظير والحالة الثورية، فأنا كمذيع سأحرص على أن أتوارى خلف المحتوى، وأن أكون همزة الوصل بين المحتوى والمشاهد. وقررنا أن نبدأ البرنامج دائما بأخبار مرتبطة بأرقام، بحيث يرتاح المشاهد ويطمئن إلى أن ما يعرضه هذا البرنامج خاصة فى الفقرة الأولى والإخبارية لا يمكن الخوف منه أو الشك فيه، فالأخبار ستكون عبارة عن معلومات صريحة لا تحمل رأيا، وستكون الأرقام مجردة تصاغ بطريقة محايدة، وسنعتمد فى ذلك على مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، وكذلك الجهاز المركزى للتعبئة العامه والاحصاء، المراكز البحثية مثل بصيرة، أما الفقرات فستكون متنوعة مثل كل البرامج المنافسة. • لماذا تلزم نفسك أن تكون مذيعا بلا رأى على الشاشة؟ لأنى اعتبر إبداء المذيع لرأيه استغلالا للشاشة فى تمرير ما يرغب وأنا ضد ذلك تماما، ولماذا أفعل ذلك وهناك مساحات أخرى خاصة يمكن أن أعبر فيها عن رأيى، مثل صفحتى الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، وكذلك من خلال عدة مقالات كنت أكتبها بالصحف. • هل ترى أن المرحلة القادمة لهذا النموذج من المذيعين؟ قد يكون هذا النوع من الإعلام مطلوب حاليا لأن المشاهد أصيب ب«تخمه» فى سنوات ما بعد الثورة، وبالمناسبة هناك مذيعين فى قنوات دولية يقولون آراءهم على الشاشة، ولكن كيف يقول هذا الرأى، والى أى مدى يفرضه على المشاهد؟ فلن يكون طبيعيا أن تخاطب المواطن فى 2017 بنفس أسلوب وطريقة 2011، فالزمن والظروف تغيرت واهتمامات ومخاوف الناس اختلفت أيضا. وحتى نكون صرحاء مع أنفسنا، إذا أراد المواطن أسلوب معين من الإعلام لن تستطيع السلطة منعه، وهذه ليست شماعه لتبرير ما يحدث فى المشهد، ولكن الناس بالفعل أصيبت بالملل، فعندما أكون فى أى مكان والناس تقابلنى تطالبنى بالتفاؤل ومنحهم بعض الأمل وعدم تسويد الصورة. فمثلا فئة الشباب التى أهتم بمخاطبتها جدا من خلال البرنامج، أتصور أنها عزفت بدرجة كبيرة جدا عن الإعلام التقليدى، وهذا لا جدال فيه، وانا شخصيا رغم عدم انتمائى لهذة الفئة بحكم السن، لكنى أفعل مثلهم منذ فترة، فأنا لا أفتح التلفزيون حاليا الا اذا كنت سأشاهد شىء محدد وعادة يكون فى القنوات الروسية، أما ما يدور فى المشهد الإعلامى فى مصر أتابعه من خلال التليفون. • الإعلامى فى مصر متهم دائما اما بالخيانه للبلد او العماله للسلطة.. أين ترى مكانك؟ بالفعل هناك حالة استقطاب كبيرة فى المجتمع وليس فى الإعلام فقط، لكنى التزم بالمهنية، والحمد لله اننى عندما اتواجد فى أى مكان مع المواطنين يقولون لى «انت مهنى ومحترم»، وبالمناسبة هذه الكلمة اتلقاها من أطراف بالسلطة وأطراف أخرى معارضه، وهذا يطمئنى جدا. • ما هى سياسة القناة وبالتالى سياسة البرنامج؟ لا توجد سياسة محددة بمعنى شروط مكتوبة، ولكن بشكل عام هذة القناة شركة مصرية تسعى لأن تكون تنويرية، وتعرض من خلال برامجها صورة طيبة عن البلد، وتناقش المشكلات والقضايا والسلبيات بأسلوب يبتعد عن التهييج والإثارة. هذه سياسة المحطة ويجب أن أحافظ عليها وأدافع عنها طالما ارتضيت أن اتعاقد معها. وأنا شخصيا مع الحفاظ على كيان هذه الدولة، وبحكم تجربتى المتواضعه أرى أن المخاطر تحيط بنا من كل اتجاه، وهذا يتطلب أن اراعيه بالقدر الذى يخدم البلد، فأنا لن أهول ولن أهون فى تناولى للأخبار. • عملك بسكاى نيوز وten وقبلهما أبو ظبى.. هل هو تفضيل للإعلام الإماراتى أم مجرد مصادفة؟ علاقتى بالإعلام الإماراتى سابقه على ظهور كثير من القنوات المحلية فى مصر، بدأت منذ فترة طويله، كنت مديرا لمكتب قناة أبو ظبى عندما كانت تنافس الجزيرة، فأنا قمت بتغطية حرب أفغانستان لأبو ظبى عام 2001، وحرب العراق 2003. وفى المقابل عملت فى إعلام تابع لدول أخرى أيضا، مثل العربية التابعه للسعودية، والجزيرة القطرية، وbbc الإنجليزية، وبالتالى لا يمكن أن نقول بأننى أركز على العمل فى إعلام دولة دون أخرى. لكن فى كل الأحوال وجودى فى ثلاثة قنوات مختلفة تابعه لدولة الإمارات صدفه جميله، ولأول مرة الحظ أننى كررت العمل فى الإعلام الإماراتى 3 مرات، والحقيقة أننى أحب شعب هذا البلد جدا، والشيخ زايد رحمه الله الذى كانت اياديه بيضاء على العالم العربى بأكمله وخاصة على مصر، كما أننى أقيم فى مدينة تحمل اسمه. • ما الذى يمكن أن تستفيده ten من الاندماج مع الغد العربى الإخبارية؟ الشراكة التى تجمع القناتين ستكون مفيدة جدا، لأنى عندما أحتاج أى تغطية مباشرة من أى دولة فى العالم سألجأ لمكاتبنا وليس لشركة أخرى، كما أن البرامج التى تصلح للعرض المحلى على «الغد» أيضا تم الاستعانة بها فى ten مثل «زمن» الذى يقدمه الفنان حسين فهمى، و«كاشف الاسرار» الذى يقدمه الدكتور زاهى حواس. • أخيرا.. ما هى ملاحظاتك على تجربتك السابقة فى القناة «البيت بيتك» وستحرص على تجاوزها فى التجربة الجديدة؟ أنا راض تماما عن تجربتى السابقة فى برنامج «البيت بيتك» على قناة ten، ربما الظروف لم تساعدها على أن تبرز بالشكل الذى تستحقه، لعدم تسويقه جيدا. قد يرى البعض أن القناة تراجعت فى نسب المتابعة خلال الفترة الماضية، ولكن فى المقابل الإدارة قامت باعادة هيكله على كل المستويات وتم سداد كل المديونيات، لدرجة أنها أصبحت من القنوات القلائل التى ليس لديها أى مشكلات مادية مع فريق العمل. وأعتقد أن الاستقرار المادى إلى جانب المعنوى سيساهم بدرجة كبيرة فى انطلاق القناة بشكل أقوى الفترة القادمة.